بالصور.. حرائق ضخمة تلتهم مدناً سورية... ما القصة؟

بالصور.. حرائق ضخمة تلتهم مدناً سورية... ما القصة؟


10/10/2020

للمرّة الثانية في غضون شهر تشتعل حرائق ضخمة في عدد من المدن السورية، وتتواصل على مدار عدة أيام، في وقت تواصل فيه فرق الحماية المدنية العمل ليل نهار في محاولة للسيطرة على الحرائق، التي أسفرت عن مقتل شخصين وعدد من حالات الاختناق، كما التهمت أراضي زراعية وغابات عدة، وقد نقل ناشطون الأجواء عن قرب عبر هاشتاغ "#سوريا_تحترق".

وكانت حرائق ضخمة قد نشبت في أيلول (سبتمبر) الماضي، في موسم تقليدي للحرائق في سوريا، غير أنّ المثير للتساؤلات هذا العام سبب امتداد الحرائق إلى شهر تشرين الأول (أكتوبر)، في وقت ألمح فيه البعض إلى إشعالها بفعل فاعل.

قائد فوج الإطفاء: الوضع صعب، ونسعى جاهدين من أجل السيطرة على الحريق ضمن الإمكانيات المتاحة وبكلّ طاقتنا البشرية والآلية

وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإنّ حرائق شبّت في مناطق عدة بريف محافظة طرطوس الساحلية، موضحة أنّ أضراراً كبيرة لحقت بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية والبيوت البلاستيكية، رغم جهود الأهالي وأجهزة الإطفاء وقوات الجيش السوري.

ألمح البعض إلى إشعالها بفعل فاعل

ونقلت سانا، بحسب ما أورده موقع "سي إن إن" عربي، عن قائد فوج الإطفاء في طرطوس العقيد سمير شما، قوله: إنّ "هناك صعوبة كبيرة في السيطرة على هذا الحريق، حيث أسهمت شدة الرياح وعدم وجود خطوط نار وطرق زراعية للوصول إلى تلك الأراضي، إضافة إلى وعورة المنطقة جغرافياً، في ازدياد مساحة الحريق".

وأضاف شما: الوضع صعب، ونحن نسعى جاهدين من أجل السيطرة على الحريق، ضمن الإمكانيات المتاحة وبكلّ طاقتنا البشرية والآلية، في وقت أشارت فيه سانا إلى أنّ فرق الإطفاء والدفاع المدني تتعامل مع أكثر من 50 حريقاً في مناطق متفرقة من محافظة طرطوس، بينها عدة "حرائق ضخمة".

 

للمرّة الثانية خلال أقل من شهر تندلع حرائق لم يشهدها ريف اللاذقية من قبل حتى اللحظة وأسباب الحريق ما زالت غير معروفة

 

في غضون ذلك، أكدت مديرية الصحة وفاة شخصين جرّاء الحرائق في بلدتي بللوران ودفيل في ريف المحافظة، وأضافت أنّ عدداً من الأشخاص أسعفوا من حالات اختناق، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".

وتقول خلود عيوش، وهي تدير موقعاً إخبارياً في الإنترنت، بحسب المصدر ذاته: "الضيعة كلها احترقت"، وتضيف أنّ بعض أهالي قريتها في ريف القرداحة أكدوا أنهم شاهدوا ملثمين على دراجات نارية غير مألوفة في المنطقة، قبيل اندلاع الحرائق، في حدود الساعة الثالثة من فجر يوم الجمعة.

بعض الأهالي في ريف القرداحة أكدوا أنهم شاهدوا ملثمين على دراجات نارية في المنطقة قبيل اندلاع الحرائق

من جانبه، نقل الصحافي سليمان منصور لوكالة "سبوتنيك" الأحداث كشاهد عيان، قائلاً "للمرّة الثانية خلال أقلّ من شهر تندلع حرائق لم يشهدها ريف اللاذقية من قبل حتى اللحظة"، مضيفاً: إنّ "أسباب الحريق ما زالت غير معروفة".

وتابع منصور نقلاً عن عناصر فوج الإطفاء في المنطقة: إنّ السبب المباشر لهذه الحرائق هو الرياح الشرقية الجافة والارتفاع غير العادي لدرجات الحرارة في مثل هذه الفترة من السنة، وهو ما ينفي شبهة افتعال الحرائق.

 

دشنّ ناشطون حملة عبر تويتر للتضامن مع حرائق سوريا، عبر هاشتاغ "#سوريا_تحترق"

 

وأكد منصور أنّ الحرائق شملت تقريباً كامل منطقة الريف الشمالي من مدينة اللاذقية، والتي تُعتبر المتنفس الوحيد لسكان المدينة والوافدين إليها من باقي المحافظات.

وأشار إلى أنّ النيران وصلت إلى منطقة وادي قنديل التي تعتبر أهمّ مقصد للسياح وسكان المدينة، حيث لاحظنا عملية إخلاء ونزوح كبرى من قبل السكان والسياح، كما طالت الحرائق مناطق البسيط وبلوران الحراجية وأم الطيور والقرى المحيطة بها، وكان لافتاً وصول الحريق إلى الطريق الذي يربط مدينة اللاذقية بهذه المناطق.

الحرائق شملت تقريباً كامل منطقة الريف الشمالي من مدينة اللاذقية

وختم الصحافي سليمان منصور حديثه لـ"سبوتنيك" بالقول: فرق الإطفاء، وبالتعاون مع الأهالي، يحاولون السيطرة على هذه الحرائق التي التهمت مئات الدونمات من الأراضي الحراجية والزراعية، وتمّ تسجيل حالتي وفاة و7 حالات اختناق نتيجة الدخان وخسائر كبيرة بالممتلكات العامة، فيما تستمرّ المناشدات لتدخل الطيران الذي سوف يساعد بشكل كبير في إخماد هذه الحرائق.

في غضون ذلك، دشّن ناشطون حملة عبر تويتر للتضامن مع حرائق سوريا، عبر هاشتاغ "#سوريا_تحترق". وكتبت الناشطة مريم إبراهيم: أشجار الزيتون والليمون والتين والتفاح كلها احترقت ما ضل شي، الله يصبّر الفلاحين يلي راحت أراضيهم، وما ضل شي يشتغلوا فيه، مواسم كاملة راحت.

ومن جانبها، شاركت الناشطة ياسمينة مقطع فيديو لمواطن يصوّر الحريق من شرفته ويعلق: ليكي قلبي شو احترق. وعلقت الناشطة على المقطع: سوريا تحترق كقلوبنا.

وشارك الناشط أحمد العقدة، خبراً عن مسؤول سوري يحذر من كارثة: عشرات الأطنان من نترات الأمونيوم مهدّدة بالاشتعال، وتساءل الناشط: ما الذي تفعله نترات الأمونيوم في المصرف الزراعي؟

وكان انفجار 2700 طن من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت قد تسبب في دمار ضخم بالمدينة في آب (أغسطس) الماضي.

ومن جهة أخرى، كتب بعض الناشطين المناهضين للحكومة تعليقات تحمل شماتة في الحرائق التي تقع في مناطق سيطرة النظام، وكتب ناشط يدعى أبو أسامة: ليست #سوريا_تحترق، بل بلدان ومدن العلويين. صحّح المعلومة... نحن في الشمال نفرح باحتراق أراضي وبيوت النصيرية... ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي كانوا يمطرون بلدات ومدن أهل السنّة بجميع القذائف والصواريخ!.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية