النظام الإيراني يفشل في قمع التظاهرات... ما الجديد؟

النظام الإيراني يفشل في قمع التظاهرات... ما الجديد؟

النظام الإيراني يفشل في قمع التظاهرات... ما الجديد؟


27/11/2022

تتواصل احتجاجات إيران للأسبوع الـ (11) على التوالي، وسط فشل السلطات في "قمعها" عبر "ترهيب" المتظاهرين.

واستمرت الاحتجاجات أمس في عدد من المدن الإيرانية، بينها العاصمة طهران وأصفهان وتبريز ورشت وجيلان وكرمنشاه وكردستان.

وبحسب مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة لنظام المرشد علي خامنئي، ومنددة بقمع السلطات ضد الأقليات العرقية والدينية.

الاحتجاجات تستمر في عدد من المدن الإيرانية، بينها العاصمة طهران وأصفهان وتبريز ورشت وجيلان وكرمنشاه وكردستان

يأتي ذلك فيما أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مساء السبت بقوة خاصة تابعة للحرس الثوري شاركت في قمع الاحتجاجات بالعاصمة طهران، مخاطباً إيّاهم بـ "أنتم بارعون".

جاء ذلك خلال زيارة رئيسي إلى قوة "الفاتحين"، وهي قوة خاصة تابعة لفيلق محمد رسول الله التابع للحرس الثوري، الذي يتولى مسؤولية الأمن في طهران.

رئيسي يشيد بقوة خاصة تابعة للحرس الثوري شاركت في قمع الاحتجاجات بالعاصمة طهران

وبحسب بيان الرئاسة الإيرانية، فإنّ رئيسي نقل "تحيات المرشد الأعلى علي خامنئي إلى قوة الفاتحين"، قائلاً: "لقد كنتم بارعين في وجه مثيري الشغب والمخربين وقمتم بتوفير أمن الناس".

وكرر الرئيس كلام الخميني مؤسس النظام الإيراني الراحل، قائلاً: "اليوم الحفاظ على النظام الإسلامي من الواجبات" والتحرك في هذا الاتجاه له أولوية مزدوجة.

منظمات حقوقية: (21) شخصاً على الأقل يحاكمون بتهمة "المحاربة والفساد في الأرض"، ولوائح اتهام لأكثر من (500) إيراني في كرج وطهران

وكانت وكالة تسنيم للأنباء قد أجرت مقابلة مع محمود هاشمي قائد هذه الوحدة في عام 2020، قائلاً عن هذه الوحدة: "تم إنشاؤها عام 2000 بجهود ماجد فتحي نجاد والباسيج في غرب طهران في منطقة المقداد، تحت عنوان وحدة العمليات الخاصة، وقد أصبحت اليوم إحدى رتب التنظيم القتالي للحرس الثوري، حيث أصبح الآن بالإضافة إلى طهران جميع محافظات البلاد لديها العديد من قوة الفاتحين".

وأشارت تقارير إيرانية إلى أنّ ما جعل اسم الفاتحين أكثر شهرة من أيّ شيء آخر هو وجود قوات هذه الوحدة في سوريا، وما يُسمّى بـ "جبهة المقاومة".

وعن محاولة استخدام القضاء لقمع التظاهرات وترهيب المحتجين، أُعلن الأيام الماضية صدور أحكام بحق عدة محتجين بتهمة  "المحاربة والفساد في الأرض"، وهي تهمة عقوبتها الإعدام في إيران.

وقبل أيام أعلنت السلطات القضائية التابعة للحكومة الإيرانية عن صدور أكثر من (500) لائحة اتهام في كرج وطهران حتى الآن.

وأصدر القضاء الإيراني حتى الآن (6) من أحكام الإعدام ضد متظاهرين في العاصمة طهران ومدينة كرج بذريعة حمل السلاح والشروع في القتل.

وقالت منظمات حقوقية إنّ (21) شخصاً على الأقل يتعرضون لهذه العقوبة بتهمة "المحاربة والفساد في الأرض".

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية أمس عن حصيلة قتلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران منذ بداية الاحتجاجات في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي حتى أول من أمس.

وقالت المنظمة: إنّ عدد القتلى ارتفع إلى (448) شخصاً، بينهم (63) من الأطفال والمراهقين، و(57) من قوات الأمن، مشيرة إلى أنّ عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في مختلف المدن بلغ (18) ألفاً و(170) شخصاً"، وتم تحديد هوية (3) آلاف و(312) شخصاً" حتى الآن.

 علي خامنئي يعزز إيديولوجيته بين أتباعه، ويصف المحتجين بـ "الجهلة والمرتزقة"، ويتهم أمريكا بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية

هذا، وحاول المرشد علي خامنئي تعزيز إيديولوجيته بين أتباعه وسط الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تهدد نظامه.

ووصف علي خامنئي في خطاب ألقاه بمناسبة يوم الباسيج المحتجين بـ "الجهلة والمرتزقة"، واتهم أمريكا بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية، ووصفها بأنّها "خطة العدو الكبيرة"، وفق ما نقلت وكالة إرنا.

وقال خامنئي: "يجب ألّا ينسى الباسيج أنّ العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي، هؤلاء الأشخاص الـ (4) (الذين يحتجون): إمّا غافلون، وإمّا جاهلون، وإمّا تلقوا تحليلاً سيئاً، وبعضهم مرتزقة أيضاً".

وعن جرائم إيران خارج أراضيها، أفادت هيئة الإذاعة الكندية أمس بأنّ إيرانيين يحملون الجنسية الكندية يتعرضون للتهديد والمراقبة من قبل أعضاء تابعين للنظام الإيراني يتواجدون في كندا.

وأضافت أنّ بعض هؤلاء المعارضين أبلغوها أنّهم تلقوا تهديدات عبر مكالمات هاتفية ورسائل نصية، وأشاروا إلى أنّ هذه الرسائل حذرتهم من تناول الأوضاع في إيران عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت المخابرات الكندية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنّ لديها تقارير موثوقة عن تهديدات إيرانية بالقتل ضد أفراد داخل كندا.

وقال المتحدث باسم المخابرات الكندية إريك بالسام للهيئة: إنّ التهديدات الإيرانية تشمل المراقبة والترهيب، وتستهدف "إسكات من ينتقدون النظام، وتقوض أمن وسيادة البلاد".

من جهتها، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقارير سابقة: إنّ الأجهزة الأمنية الإيرانية صعّدت استهدافها لمواطنين إيرانيين ثنائيي الجنسية ومواطنين أجانب.

ووثقت حالات (14) مواطناً ثنائي الجنسية اعتقلتهم مخابرات "الحرس الثوري الإيراني" منذ عام 2014، واتهمتهم المحاكم في حالات كثيرة بالتعاون مع "دولة معادية" دون الكشف عن أيّ دليل.

هذا، وواصل مئات الإيرانيين خارج البلاد، إلى جانب مواطني دول أخرى أمس، دعم الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني، وقاموا بتنظيم تجمعات احتجاجية في عدد من الدول، منها فرنسا، والدنمارك، وإيطاليا، والسويد، وألمانيا، وتركيا، وفق ما نقل موقع "إيران إنترناشيونال".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية