"فايننشال تايمز": احتمال إزالة بايدن للحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب "يُكهرب" المنطقة

"فايننشال تايمز": احتمال إزالة بايدن للحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب "يُكهرب" المنطقة


24/03/2022

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس، إنّ بلاده والقوى العالمية أقرب من أي وقت مضى لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وتشير صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أنّ علامة الاستفهام الجديدة حول إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووي" هي مطالبة إيران للولايات المتحدة بإزالة تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية (FTO) الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب في عام 2019 على الحرس الثوري الإيراني(IRGC) ، والعاملين ضمن صفوفه في الداخل وخارج أنحاء الشرق الأوسط.

وأضاف عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي في دمشق برفقة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد "إذا تصرفت الولايات المتحدة بشكل عملي، فنحن على استعداد لأن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية. نعتقد أننا اليوم أقرب إلى اتفاق في فيينا أكثر من أي وقت مضى"، كما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.

 

"فايننشال تايمز": من الصعب للغاية أن يُنظر إلى بايدن وهو يكافئ الحرس الثوري، الذي يقف بشكل مباشر أو من خلال وكلائه وراء الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار المدمرة عبر بلاد الشام والخليج

 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أول من أمس إنّ العودة إلى الاتفاق ليست مؤكدة ولا وشيكة.

هل يكون شطب الحرس مقابل التزام إيراني؟

وتقول "فايننشال تايمز" إنّ احتمالية قيام إدارة جو بايدن بإزالة تصنيف الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية في الولايات المتحدة جعل الشرق الأوسط "مكهرباً". وتضيف الصحيفة البريطانية: "هذا المطلب خارج إطار الاتفاق النووي. ولكن، كما أظهرت خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية، كان من المستحيل على الشركات الأجنبية الاستثمار في إيران من دون الوقوع في مخالفة قواعد وزارة الخزانة الأمريكية، التي هددت باستبعاد أي شخص يتعامل مع الحرس الثوري الإيراني من النظام المالي بالدولار".

وتتابع: "اعتقد الكثير في البداية أنّ المطلب الإيراني كان من عمل المتشددين الذين لا يريدون صفقة. المرشد الإيراني علي خامنئي يريد اتفاقاً، لكن سيكون من الصعب على خامنئي أن يُنظر إليه على أنه يتراجع عن الدفاع عن مؤسسة الحرس الثوري، الضرورية لنظامه"، بحسب الصحيفة. وتؤكد "فايننشال تايمز" أنه كان "من الصعب للغاية أن يُنظر إلى بايدن وهو يكافئ الحرس الثوري الإيراني، الذي يقف بشكل مباشر أو من خلال وكلائه وراء الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار المدمرة عبر بلاد الشام والخليج".

وتضيف الصحيفة: "ستكون هناك ضجة في الكونغرس الأمريكي. ومع ذلك، يقول المسؤولون في الشرق الأوسط إنّ الولايات المتحدة تحاول إيجاد طريقة لإزالة هذا الحاجز: شطب الحرس الثوري الإيراني مقابل التزام إيراني بوقف تصعيد عدوانها في المنطقة".

 

"بلومبيرغ": الإمارات وإسرائيل تضغطان على الولايات المتحدة لصياغة إستراتيجية أمنية في حالة إحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك تعزيز الدفاع الصاروخي وتبادل المعلومات

 

وتذكر "فايننشال تايمز" أنه في 13 آذار (مارس) 2022، اعترف الحرس الثوري الإيراني بأنه نفّذ ضربة عسكرية بـ 12 صاروخاً على أربيل في كردستان العراق، على حد قوله، ضد "هدف إسرائيلي" ولكنه قريب من القنصلية الأمريكية. بعد أيام، كانت هناك ضربة أخرى ضد منشآت أرامكو السعودية في جدة، غرب المملكة. كما تم تعليق الجولة الخامسة من المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد، وهي وسيلة هشة للتقارب بين إيران والسعودية.

التحوط من التداعيات الجيوسياسية

في هذه الأثناء، وفي سياق ذي صلة، ناقش قادة مصر وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع، في قمة ثلاثية جمعتهم في شرم الشيخ بمصر، الطاقة والأمن الغذائي في اجتماع تاريخي عرض العلاقات المتعمقة باستمرار بين الحلفاء الثلاثة للولايات المتحدة، في وقت يشهد اضطرابات جيوسياسية مكثفة، بحسب شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية.

وتقول الشبكة إنّ القمة المصغرة، التي جمعت ولي عهد أبوظبي والرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي، جاءت في الوقت الذي أدت فيه الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الحبوب والطاقة، كما أنّ الاحتمال الوشيك لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 يترك القوى الإقليمية قلقة بشأن التعزيز المحتمل لعدو رئيسي في الشرق الأوسط.

وتؤكد "بلومبيرغ" أنّ الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل - اللتان أقامتا علاقات دبلوماسية فقط في عام 2020 - تضغطان على الولايات المتحدة لصياغة إستراتيجية أمنية في حالة إحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك تعزيز الدفاع الصاروخي وتبادل المعلومات.

من جانبها، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيلبأنّ موضوع الدفاع الجوي أيضاً كان موضوعاً رئيسياً خلال اجتماع يوم الثلاثاء بين الزعماء الثلاثة، فقد قدم نفتالي بينيت رؤيته لشبكة دفاع جوي إقليمية، والتي من شأنها أن تشمل نظام دفاع جوي بالليزر كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد روج له.

وتشير "بلومبيرغ" إلى أنّ حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ينظمون أنفسهم في ظل غياب القيادة الأمريكية أو الالتزام الأمريكي، وفقاً لمصدر طلب عدم الكشف عن هويتهوقال المصدر إنّ مصر معنيّة بالدرجة الأولى بالأمن الغذائي. تستورد القاهرة معظم قمحها من روسيا وأوكرانيا، بينما تركّز الإمارات وإسرائيل على المفاوضات الإيرانية في فيينا.

وعارضت حكومات دول الخليج العربية وإسرائيل اتفاق 2015 الذي حدّ من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، قائلين إنه فشل في معالجة مخاوفهم بشأن قدرات الصواريخ الباليستية لإيران أو دعمها لميليشيات من بينها حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية