الموت يغيب وليد المعلم... مسيرته من الولادة حتى الوفاة

توفي نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية وليد المعلم عن عمر يناهز 80 عاماً، وفقاً لما نقله التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية عن وزارة الخارجية والمغتربين، فجر اليوم.

وتولى المعلم منصب وزير الخارجية منذ 11 شباط (فبراير) عام 2006، وظلّ المعلم في منصبه رغم تعاقب الحكومات المختلفة في سوريا خلال الـ14 عاماً الماضية، ويُعدّ المعلم أحد أبرز وجوه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة في ظل الأزمة السورية التي بدأت عام 2011.

وكان آخر ظهور علني للمعلّم في افتتاح مؤتمر عودة اللاجئين الذي نظمته دمشق بدعم روسي يومي الأربعاء والخميس الماضيين. وقد بدا متعباً وفي حالة صحية سيئة استدعت مساعدته من شخصين على دخول قاعة الاجتماعات.

المعلم شغل منصب وزير الخارجية رغم تعاقب الحكومات المختلفة في سوريا خلال الـ14 عاماً الماضية

وفي 31 آب (أغسطس) 2011، طالت عقوبات أمريكية المعلم، وقالت واشنطن: إنه "يكرر لازمة المؤامرة الدولية ويحاول إخفاء الأعمال الإرهابية للنظام ونشر الأكاذيب". واقتصرت زياراته الخارجية منذ ذلك الحين على عدد محدود من الدول، أبرزها روسيا وإيران، الداعمتان لدمشق.

ودافع المعلم، الذي ينتمي إلى عائلة سنّية من دمشق، علناً عن الدور العسكري المتنامي لموسكو وإيران الذي حظي بتأييد وكلاء لهما في سوريا، بينما وصفه العديد من المعارضين للأسد بأنه احتلال وسبب تأجيج التوتر الطائفي في البلد الذي يغلب عليه السنّة.

التحق المعلم، وهو متزوج ولديه 3 أبناء، بوزارة الخارجية السورية العام 1964 بعد عام على تخرّجه في جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس اقتصاد. 

وتنقّل في مهام دبلوماسية عدة خارج البلاد قبل تعيينه سفيراً لدمشق لدى واشنطن بين العامين 1990 و1999.

المعلم ينتمي إلى عائلة سنّية من دمشق، ودافع علناً عن الدور العسكري المتنامي لموسكو وإيران بسوريا

وللمعلم 4 مؤلفات، هي: "فلسطين والسلام المسلح 1970"، و"سوريا في مرحلة الانتداب من العام 1917 وحتى العام 1948"، بالإضافة إلى "سوريا من الاستقلال إلى الوحدة من العام 1948 وحتى العام 1958"، و"العالم والشرق الأوسط في المنظور الأمريكي".

ولم ترد بعد تفاصيل عن سبب وفاته، لكنه كان يعاني من تدهور حالته الصحية منذ أعوام بسبب مشكلات في القلب. 

وقال مصدر مقرّب نقلت عنه السي إن إن من الحكومة السورية: إنّ من المتوقع على نطاق واسع أن يخلف المعلم في المنصب نائبه فيصل المقداد.

وُلد وليد بن محي الدين المعلم في 17 تموز (يوليو) عام 1941 في دمشق، وهو من عائلات دمشق التي سكنت حي المزة، بحسب موقع وزارة الخارجية السورية.

درس في المدارس الرسمية من عام 1948 إلى 1960، حيث حصل على الشهادة الثانوية من طرطوس، وبعد ذلك التحق بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1963 بدرجة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية.

التحق بوزارة الخارجية السورية في عام 1964، وعمل في البعثات الدبلوماسية في كل من تنزانيا والسعودية وإسبانيا وإنجلترا.

في عام 1975 عُيّن سفيراً لبلاده في رومانيا حتى عام 1980.

في الفترة من 1980 إلى 1984، عُين مديراً لإدارة التوثيق والترجمة.

في الفترة من 1984 إلى 1990، عُين مديراً لإدارة المكاتب الخاصة.

في عام 1990 عُين سفيراً لدى الولايات المتحدة حتى 1999، وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية السورية مع إسرائيل.

في مطلع عام 2000 عُين معاوناً لوزير الخارجية.

في 9 كانون الثاني (يناير) 2005، سُمي نائباً لوزير الخارجية، وتم تكليفه بإدارة ملف العلاقات السورية – اللبنانية في فترة "بالغة الصعوبة"، بحسب موقع الخارجية السورية.