الكويت: هكذا أفسدت جماعة الإخوان المسلمين الحياة الطلابية

الكويت: هكذا أفسدت جماعة الإخوان المسلمين الحياة الطلابية

الكويت: هكذا أفسدت جماعة الإخوان المسلمين الحياة الطلابية


15/09/2024

نجحت جماعة الإخوان المسلمين في اختراق مجلس الاتحاد الوطني لطلبة الجامعات في الكويت، وقد وُجّهت لها اتهامات حول إفساد الحياة الطلابية.

وعلى وقع المعلومات التي ترددت الخميس الماضي حول قيام أجهزة أمنية بإغلاق مبنى الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في منطقة الخالدية، والتحفظ على ملفات وأجهزة كمبيوتر، ضمن متطلبات التحقيق في شبهات تتعلق ببعض الأنشطة والممارسات، ما يزال مصير الانتخابات المقرر في 22 أيلول (سبتمبر) الجاري غامضاً.

وطالب أكاديميون ونشطاء وفعاليات طلابية بما وصفوه "حركة التحرير الطلابية" بالتحرر من هيمنة جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة في الحركة الدستورية الإسلامية (حدس)، وإعادة الوجه الطلابي الحقيقي إليها بعيداً عن التحزب.

أجهزة أمنية تقوم بإغلاق مبنى الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في منطقة الخالدية، والتحفظ على ملفات وأجهزة كمبيوتر.

ووفق ما نقلت صحيفة (السياسة) الكويتية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. عبد الله الغانم: إنّ الانتخابات الطلابية ما تزال تهيمن عليها القائمة الائتلافية التي تدعمها (حدس) جماعة الإخوان المسلمين، لافتاً إلى أنّه في حال ثبوت تحويل أموال لاتحاد الطلاب فهذا يثبت ما طرح مراراً في السابق أنّ جماعة إخوان الكويت ما تزال تدعم القائمة الائتلافية  التي تفوز دائماً في كل الانتخابات الطلابية.

وذكر الغانم أنّ القائمة الائتلافية تستغل بعض المكونات الاجتماعية، كما كان يحدث في انتخابات مجلس الأمّة، موضحاً أنّ الإخوان يستغلون كذلك الأصوات السلفية في الانتخابات الطلابية، مثلما هي الحال في الانتخابات البرلمانية.

طلاب أكاديميون ونشطاء وفعاليات طلابية يطالبون بما وصفوه "حركة التحرير الطلابية" بالتحرر من هيمنة جماعة الإخوان المسلمين، وإعادة الوجه الطلابي الحقيقي إليها بعيداً عن التحزب.

وأكد أنّ الأصوات السلفية الآن ليست سلفية صرفة، وأنّ أغلبها سلفي في الظاهر، وفي الباطن يتبع فكر الإخوان المسلمين، مستشهداً على ذلك بأنّ بعض السلفيين يشاركون في اجتماع (حدس) ويرفعون شعار "رابعة" الذي يرفعه الإخوان المسلمون منذ أحداث 2013.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. عبد الله الغانم: إنّ الانتخابات الطلابية ما تزال تهيمن عليها القائمة الائتلافية التي تدعمها (حدس) جماعة الإخوان المسلمين

وبيّن الغانم أنّ تجميد أعمال مجلس الأمّة لن يؤثر على انتخابات الاتحاد المقررة في 22 أيلول (سبتمبر)، لأنّ تنظيم (حدس) ما يزال يعمل كما هو في الخارج، مشدداً على أهمية تطهير الكويت من الحزبية، فالأحزاب تستغل الدين، وتعمل لتحقيق مصالحها السياسية، لذا أجادت العزف على دغدغة المشاعر الإسلامية، وإنّ الدين منهم براء، لا سيّما أنّ الإسلام لا يدعو إلى التحزب.

د. عبد الله الغانم: الانتخابات الطلابية ما تزال تهيمن عليها القائمة الائتلافية التي تدعمها (حدس) جماعة الإخوان المسلمين.

ورأى د. الغانم أنّ الخطر في الانتخابات الطلابية في جامعة الكويت استمرار للأخطاء، وهي أن يصوّت الطالب بناء على الأسماء المطروحة في القوائم، وليس على الأفكار، وهذا ما يحدث كذلك في القائمة المستقلة.

على صعيد متصل، قال الداعية الإسلامي صالح الغانم: إنّ استمرار الأجندات الخارجية التي تدعم القوائم الطلابية منذ عهود طويلة في جامعة الكويت آن له أن يتوقف، آملاً أن تتخذ الدولة قرارات، كما فعلت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات، في اقتلاع جذور الأحزاب السرّية، فاستمرار هذه الأحزاب في الكويت يلقي بظلال سلبية على المجتمع الكويتي، موضحاً أنّ جماعة الإخوان ما تزال تدعم الحركة الطلابية، وستظل تمارس ضغوطاتها من أجل الطلبة الذين يؤيدون فكرها.

صالح الغانم: إنّ استمرار الأجندات الخارجية التي تدعم القوائم الطلابية منذ عهود طويلة في جامعة الكويت آن له أن يتوقف.

وأضاف: إنّ الامر ليس بيد رجال الدين والوعاظ أو غيرهم، بل بيد الدولة، خصوصاً أنّ الانتخابات الطلابية تعمل على تفتيت الوطن، ولا تعزز الولاء له، وتنمي الشعور والولاءات غير المستقيمة.

وشدد على أهمية استمرار مراقبة الاتحادات الطلابية، مشيداً بمصادرة أجهزة الأمن بعض الأجهزة والأوراق في اتحاد الطلبة، والتحقيق فيما أثير حول أموال تصل للاتحاد، موضحاً أنّ هذا الإجراء بداية الاتجاه التصحيحي نحو تصحيح مسار العمل الطلابي

الداعية الإسلامي صالح الغانم

من جانبه، قال الكاتب حمد المري: إنّ هناك من يلبس عباءة الدين مسمّياً نفسه "التيار الإسلامي"، ويسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو في الحقيقة حزب سياسي متعصب لأهداف مؤسسيه السياسية، المتمثلة في الوصول إلى مراكز القرار السياسي، أو على الأقل التأثير على هذه المراكز.

المري: هناك من يلبس عباءة الدين مسمّياً نفسه "التيار الإسلامي"، ويسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو في الحقيقة حزب سياسي متعصب.

وأضاف: إنّ هذا الحزب، وغيره من أحزاب سياسية ذات توجهات وإيديولوجيات مختلفة، تحاول بشتى الطرق السيطرة على النقابات العمالية والجمعيات المهنية من أجل تأسيس قاعدة جماهيرية كبيرة تؤازرها مستقبلاً في الانتخابات البرلمانية.

وتأتي التطورات الأخيرة بالتزامن مع مرور (60) عاماً على تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، الذي احتفل بيوبيله الذهبي في 2014، كونه تأسس في 24 كانون الأول (ديسمبر) 1964 لتمثيل طلاب وطالبات الكويت، الدارسين داخلها وخارجها.

وفي السياق ذاته، قال الناشط خالد اسنافي الفالح عبر موقع (إكس): انّ الحركة الطلابية الكويتية تشهد ثورة من الداخل، فالائتلافية، "الجناح الطلابي لـ (حدس) جماعة الإخوان المسلمين في الكويت"، خلال قيادتها للهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة طوال (45) عاماً أضعفت هذه المؤسسة من الداخل، إلى أن بلغ الحال مقاطعة جميع القوائم لأيّ انتخابات تشرف عليها.

لم يتوقف استغلال جماعة الإخوان للدين الإسلامي للوصول إلى مآربها السياسية، بل عمدت مؤخراً لمحاولة توظيف أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر)، واستغلال القضية لحشد الموالين.

هذا، ولم يتوقف استغلال جماعة الإخوان للدين الإسلامي للوصول إلى مآربها السياسية، بل عمدت مؤخراً لمحاولة توظيف أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر)، واستغلال القضية لحشد الموالين، ودعت القوى الطلابية الكويتية إلى "اعتماد ذكرى يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 يوماً عالمياً لحراك الشعوب، لا سيّما الطلاب والهيئات التدريسية في الجامعات والكليات والمعاهد، لتجديد العهد والوفاء لدماء الشهداء ونضال الشعب الفلسطيني، وأن يبقى تحرير فلسطين ودعم مقاومته المشروعة على سلّم أولويات القضايا العامة".

وقالت القوى الطلابية الكويتية في بيان نقله موقع (الرسالة نت) منتصف آب (أغسطس) الماضي: ما تزال الحركة الطلابية منذ نشأتها في ستينيات القرن الماضي، وعلى مدى أجيالها المتعاقبة باختلاف توجهاتهم وتنوع رؤاهم، حركة وفية مبادرة لكل قضايا الوطن وقضايا الأمّتين العربية والإسلامية".  



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية