الكشف عن الحالة الصحية لسلمان رشدي.. ماذا عن هوية مهاجمه؟ وما علاقته بإيران؟

الكشف عن الحالة الصحية لسلمان رشدي.. ماذا عن هوية مهاجمه؟ وما علاقته بإيران؟


13/08/2022

بعد (34) عاماً من إصدار مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني فتوى تجيز هدر دمه بسبب روايته "آيات شيطانية"، تعرّض الكاتب البريطاني سلمان رشدي، من أصول هندية، للطعن في هجوم استهدفه قبيل إلقائه محاضرة أمس في نيويورك.

تعرّض الكاتب البريطاني سلمان رشدي للطعن قبيل إلقائه محاضرة أمس في نيويورك

 تفاصيل الهجوم، التي نشرتها وسائل إعلام دولية وأمريكية، تشير إلى أنّ الفاعل هرع إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره، وطعن رشدي في العنق، وقد تمّ نقله بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة.

وضع حرج

في حين نقلت وسائل الإعلام عن بيان لشرطة نيويورك قولها: إنّه لا معلومات حول وضع رشدي الحالي، نقلت صحيفة "نيويورك بوست" عن أندرو ويلي وكيل أعمال رشدي قوله: إنّ الكاتب البريطاني، الذي رصد مرشد الثورة الإيرانية مكافأة مالية تتجاوز الـ (2) مليون دولار لقتله، في وضع حرج، و"من المرجح أن يفقد إحدى عينيه، وهو الآن على جهاز التنفس الصناعي" بعد أن تعرّض للهجوم على خشبة المسرح في حدث أدبي في شمال ولاية نيويورك.

 وقال وكيل أعمال الكاتب البريطاني: إنّه "من المحتمل أن يفقد إحدى عينيه؛ قطعت الأعصاب في ذراعه، لقد طعن كبده، وتلف أيضاً".

  من المهاجم؟

مهاجم رشدي هادي مطر، البالغ من العمر (24) عاماً، من فيرفيو بولاية نيوجيرسي، تم اعتقاله في مكان الحادث من قبل جندي من الولاية تمّ تكليفه بالمحاضرة، وفقاً لـ"نيويورك بوست".

 أمّا الدوافع، فقد قال متحدث باسم شرطة الولاية: إنّها "قيد التحقيق"، غير أنّ شبكة "إن بي سي نيوز" نقلت عن مصادر أمنية قولها: إنّ "التحقيقات الأولية تشير إلى أنّ الشخص الذي هاجم سلمان رشدي سبق له نشر مواد على مواقع التواصل الاجتماعي يدعم فيها النظام الإيراني والحرس الثوري والتطرف الشيعي".

  من هو سلمان رشدي؟

برز اسم سلمان رشدي منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعدما أصدر روايته "آيات شيطانية" عام 1988، التي أثارت احتجاجات وصلت إلى حدّ إصدار فتوى بإهدار دمه من المرشد الإيراني الراحل الخميني.

 وسلمان رشدي، الروائي البالغ من العمر (75) عاماً، هو ابن رجل أعمال مسلم هندي، وتلقى تعليمه في إنجلترا، وحصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة كامبريدج. بعد التخرج في الكلية، بدأ العمل مؤلف إعلانات في لندن، قبل أن ينشر روايته الأولى "Grimus"  في عام 1975.

 

بعد (34) عاماً من إصدار الخميني فتوى تجيز هدر دمه بسبب روايته "آيات شيطانية"، تعرّض الكاتب البريطاني سلمان رشدي للطعن

 معالجة رشدي للمواضيع السياسية والدينية الحساسة حوّلته إلى شخصية مثيرة للجدل، لكنّ نشر روايته الرابعة "آيات شيطانية" عام 1988 هو الذي طارده لأكثر من (3) عقود.

 ونتيجة لفتوى الخميني، اضطر رشدي، المولود في الهند لأبوين مسلمين غير ممارسين للشعائر الدينية، إلى التواري بعدما رُصدت جائزة مالية لمن يقتله، وما تزال سارية. ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة، وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل.

 وبقي رشدي متوارياً عن الأنظار نحو عقد من الزمن، وقد غيّر مقر إقامته مراراً، وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته، ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنّها لا تؤيد اغتياله.

برز اسم سلمان رشدي منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعدما أصدر روايته "آيات شيطانية" عام 1988

 وقد حُظرت رواية رشدي "آيات شيطانية" الصادرة عام 1988 في إيران، بعد فتوى للخميني تبيح هدر دم الكاتب، وأعلنت إيران حينها مكافأة بـ (3) ملايين دولار لأيّ شخص يقتله.

 ونأت الحكومة الإيرانية بنفسها طويلاً عن فتوى الخميني منذ ذلك الوقت، لكنّ المشاعر المعادية لرشدي ظلت موجودة. وفي عام 2012 رفعت منظمة دينية إيرانية شبه رسمية مبلغ المكافأة على رأس رشدي من (2.8) مليون دولار إلى (3.3) ملايين دولار.

مصادر أمنية: التحقيقات الأولية تشير إلى أنّ مهاجم رشدي سبق له نشر مواد يدعم فيها النظام الإيراني والحرس الثوري

 

 وقد استهان رشدي بذلك التهديد آنذاك، وقال إنّه ليس هناك "دليل" على اهتمام الناس بالجائزة، في ذلك العام نشر رشدي مذكرات بعنوان "جوزيف أنطون" تتناول الفتوى.

ورشدي مقيم حالياً في نيويورك، وهو ناشط في الدفاع عن حرية التعبير، وقد دافع بشدة عن صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة بعدما استهدفها متشددون إسلامويون بهجوم أوقع قتلى في صفوف العاملين فيها عام 2015، على خلفية نشرها رسوماً مسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلّم.

 تورط إيراني

احتفت وسائل الإعلام الإيرانية، ولا سيّما المقربة من نظام الملالي، كصحيفة "كيهان"، ووكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، وإذاعة طهران، ووكالة "فارس"، ووكالة "مهر"، بطعن رشدي.

 وتحت عنوان "المرتد سلمان رشدي يتعرّض للطعن في نيويورك"، أعادت وكالة أنباء "فارس" فتوى الخميني في نهاية خبر الطعن، الذي تداولته وكالات الأنباء العالمية. وجاء في نص الفتوى: "أعلن للمسلمين الغيارى في أنحاء العالم أنّ مؤلف كتاب (آيات شيطانية) الذي دوّن وطبع ووزع بهدف معاداة الإسلام والرسول والقرآن، وكذلك الناشرين المطلعين على فحوى الكتاب، يحكم عليهم بالإعدام. أطلب من المسلمين الغيارى المبادرة إلى إعدام هؤلاء على وجه السرعة أينما وجدوهم، كي لا يجرؤ أحد بعد ذلك على الإساءة إلى مقدسات المسلمين. إنّ كل من يُقتل في هذا الطريق يعتبر شهيداً، إن شاء الله. وإذا كان بوسع أحد العثور على مؤلف الكتاب ولا يستطيع إعدامه، فليطلع الآخرين على مكانه لينال جزاء أعماله".

 

احتفت وسائل الإعلام الإيرانية، ولا سيّما المقربة من نظام الملالي، كصحيفة "كيهان" و"إرنا"، و"فارس" بطعن رشدي

 ونشرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فقرة حوار وصفته "إيران إنترناشيونال" بالـ"مصطنع"، حيّت على لسان أحد المتحاورين الشخص الذي هاجم "سلمان رشدي" في أمريكا، وكتبت على لسان المتحاور الأول: "بارك الله فيه، ويجب تقبيل يد المهاجم"، وأعرب المتحاور الثاني عن أمله في أن تُقطع رقبة رشدي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية