القبائل الليبية تكشف موقفها من مبادرات السيسي... وتتخذ هذه الإجراءات

القبائل الليبية تكشف موقفها من مبادرات السيسي... وتتخذ هذه الإجراءات


27/06/2020

تعقد القبائل الليبية خلال الأيام المقبلة اجتماعاً مهماً بمدينة سيدي البراني المصرية، المتاخمة للحدود المشتركة بين البلدين .

وسيشارك ممثلون عن مختلف القبائل الليبية في الاجتماع الذي سيتم خلاله دعوة مصر لدعم الشعب الليبي في مواجهة التدخل التركي السافر، وفق ما ذكرت صحيفة "بوابة أفريقيا".

وأوضحت أنّ المئات من قادة ووجهاء وأعيان القبائل الليبية في المنطقة الشرقية وكذلك في غرب وجنوب البلاد قرروا عقد اجتماع حاشد في مدينة سيدي البراني لدعم موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومساندة رؤيته للأزمة في بلادهم، وخاصة فيما يتعلق بالتصدي للتدخل التركي وإعلان سرت والجفرة خطاً أحمر والدعوة إلى حلّ الميليشيات والعودة إلى طاولة الحوار السياسي.

اجتماع للقبائل الليبية بمدينة سيدي البراني المصرية، لدعوة القاهرة لدعم الليبيين في مواجهة التدخل التركي

وتابعت أنّ الاجتماع سيصدر عنه بيان للرأي العام الوطني والدولي، يعبّر عن موقف الشعب الليبي المؤيد لموقف القيادة المصرية ولقرارات الجامعة العربية والاتحاد البرلماني العربي حول التدخل التركي وانتشار الميليشيات والمرتزقة في غرب البلاد.

من جهته، كشف الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا عبد الكريم العرفي عن إعداد القبائل قوائم من المتطوعين الشباب لتدريبهم وتسليحهم، استجابة  لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقتال من وصفهم بالمستعمرين الأتراك وميليشياتهم من المرتزقة، مشدداً على أنهم لن يسمحوا بنهب الإخوان لثروات ليبيا، وسوف يقفون بوجه طموحات وأحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أراضيهم.

وقال في حديث مع "العربية": إنّ جميع القبائل فتحت باب التطوع للشباب الراغبين في القتال ضد المستعمرين الأتراك، الطامعين في ثروات البلاد ومواردها". وأوضح أن كل قبيلة جهّزت عن طريق قائدها ومجلسها قائمة بأسماء الشباب الذين سيتم تدريبهم وتسليحهم بالتنسيق بين الجيش الليبي ومصر.

وذكر أنّ مجلس شيوخ وأعيان القبائل ينسق حالياً مع الجيش الليبي قبل التوجه إلى القاهرة خلال أيام عبر وفد يمثل جميع القبائل لتقديم الشكر للرئيس السيسي والشعب المصري لمساندتهم لإخوانهم في ليبيا، وللإعلان عن جاهزية المتطوعين والشباب الليبي للتدريب وخوض القتال ضد الأتراك ووضع الخطوط العريضة لبرامج التدريب والتسليح .

القبائل تعد قوائم من المتطوعين الشباب لتدريبهم وتسليحهم، استجابة لدعوة الرئيس المصري السيسي

إلى ذلك، أوضح أن تأكيد السيسي لشيوخ القبائل، في كلمته الأخيرة أمامهم في المنطقة الغربية في مصر، استعداد بلاده لتدريب شباب القبائل الليبية وتسليحهم وتجهيزهم، لاقت تجاوباً كبيراً من جميع قبائل ليبيا، التي بدأت في الاستعداد على الأرض لمقاومة وطرد "الاستعمار التركي" الذي جاء إلى ليبيا باحثاً عن إرث تاريخي، كما يزعم رجب طيب أردوغان .

ويأتي هذا الاجتماع بعد أن أعلن السيسي السبت الماضي من قاعدة سيدي البراني عن استعداد بلاده لدعم القبائل الليبية في تصديها للتدخلات الخارجية، وقال إن ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها، مشيراً إلى أن مصر مستعدة لتدريب شباب القبائل في ليبيا وتجهيزهم وتسليحهم.

وشدّد السيسي على أنّ مصر مستعدة لتقديم التضحيات اللازمة والمواقف الشريفة، قائلاً: "إذا قلنا القوات تتقدم، فستتقدم القوات وشيوخ القبائل الليبية على رأسها، وعندما تنتهي المسألة ستخرج القوات بسلام لأننا لا نرغب في شيء إلا أمن واستقرار وسلام ليبيا".

وقوبل موقف السيسي بترحيب كبير من قبل الفعاليات الشعبية الليبية، وفي مقدمتها القبائل التي تمثل الأغلبية الساحقة للشعب الليبي.

وقال الشيخ صالح الفاندي، رئيس مجلس مشايخ وأعيان ليبيا، إن تصريحات الرئيس السيسي رفعت معنويات ورؤوس الليبيين، وخصوصاً أن ليبيا ومصر كيان واحد، وأمنهما واحد .

العرفي: تأكيد السيسي لشيوخ القبائل استعداد بلاده لتدريب شباب القبائل الليبية وتسليحهم لاقت ترحيباً

وأوضح الفاندي أنّ الجيش المصري هو صمام الأمان للمنطقة العربية، مضيفاً أنه يتكلم بصوت 5 آلاف شيخ قبيلة كانوا قد اجتمعوا في مدينة ترهونة في شباط (فبراير) الماضي، وأسسوا مجلسهم الذي يتحدث اليوم باسمهم.

وتابع الفاندي: "نحن على أتم الاستعداد للتصدي للاستعمار التركي السافر، ونشكر جميعاً موقف مصر على خطاب الرئيس السيسي"، مؤكداً أن مجلس مشايخ القبائل الليبية يتحدث بلسان 90% من القبائل الليبية".

وبدوره، أبرز رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية محمد المصباحي، أنّ رسائل الرئيس السيسي هي استجابة للمطالب الليبية والشعب الليبي، مؤكداً أن القبائل التي تمثل الشعب في مختلف المناطق بما فيها تلك الخاضعة لنفوذ جماعات الإرهابيين والمرتزقة تدعم وبقوة الدور المصري، وترى فيه تأكيداً على وحدة الدم والهدف والمصير، وعلى أن الأمن القومي للبلدين وللأمة العربية واحد .

وبيّن مجلس مشايخ وأعيان قبائل ترهونة أنّ ليبيا تشهد استعماراً تركياً يسعى إلى السيطرة على مقدراتها ونهب ثرواتها، وتفكيك النسيج الاجتماعي، وإحياء الإرث العثماني، علاوة على تحويل ليبيا إلى حاضنة للإرهاب والمرتزقة والدواعش، وإطالة حكم الميليشيات التي لا يمكن أن تصدّر الخير والسعادة للّيبيين مهما طال بها البقاء أو تهيأت لها الظروف، مجدداً تأييده لموقف السيسي وترحيبه بدور مصر في التصدي لأطماع ومؤامرات أردوغان.

كما أعلن المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بالمنطقة الشرقية الليبية تأييده للمبادرة المصرية للحل السياسي وما جاء فيها من بنود، وثمّن ما ورد في خطاب السيسي الذي جسّد مدى العلاقة بين الشعبين و"وحدة الدم والمصير"، وفق بيان صادر عنه.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية