الغش والخداع وسمات الشخصية الصالحة.. كيف نميز بينهما؟

الغش والخداع وسمات الشخصية الصالحة.. كيف نميز بينهما؟


11/07/2019

توصل العلماء قبل 20 عاماً إلى تعريف "الثالوث المظلم" للسمات الشخصية، بهدف معرفة السبب في أنّ البعض لا يتورع عن الغش في الامتحان أو التنمر على من هم أضعف منه.

اقرأ أيضاً: الخوفُ ليس مصدراً للأخلاق

واستشهد الباحثون كثيراً بتلك السمات الشخصية الثلاث وهي: النرجسية، والمكيافيلية، والسيكوباتية، وبحثوا في مدى ارتباطها بأمور شتى كالنجاح في العمل، واضطراب العلاقات، وحتى الموبقات أو ما يعرف بالخطايا السبع الكبرى.

وبهدف التركيز على الجانب المشرق في شخصيتنا، والتعرف على سمات الشخصيات التي تميل إلى فعل الخير، توصل مجموعة من علماء النفس إلى طريقة جديدة لكشف ذلك.

كلما اعتقد المرء أن الآخرين طيبون قل شعوره بالحاجة إلى درء شرهم وضرورة معاقبتهم على أخطائهم

يقول عالم النفس بجامعة كولومبيا في نيويورك، سكوت باري كوفمان: "كم أحبطني ولع الناس بالجانب المظلم بينما يهملون الجانب المشرق للشخصية".

ويتألف "الثالوث المشرق" الذي يبحثه كوفمان وزملاؤه من ثلاث سمات للشخصية، ترسم معاً صورة عامة للشخص وتبرز كل واحدة منها جانباً من التعامل مع الآخرين، بحسب "بي بي سي".

تُعرّف السمة الأولى بـ"النزعة الإنسانية" ويقصد بها الاعتقاد بأن لكل شخص قيمة وكرامة إنسانية أصيلة، ويطلق على السمة الثانية "الكانطية" نسبة إلى الفيلسوف إيمانويل كانط وتعني معاملة الأشخاص برقي بوصفهم غاية في أنفسهم، وليس مجرد وسائل لتحقيق الربح مثلاً، وتسمي السمة الثالثة بـ"الإيمان بالبشر" وهي الاعتقاد بأن الأساس هو صلاح الناس، وأنهم لا يسعون دائما للإيقاع بك.

ومن جانبه، يقول عالم النفس بجامعة ويك فوريست بولاية نورث كارولينا، ويليام فليسون: إن "تلك السمات الثلاث تتفق مع البحوث الحالية التي تتناول الأسباب التي تجعل أحدهم شخصاً صالحاً".

ويضيف: "كلما اعتقد المرء أنّ الآخرين طيبون قل شعوره بالحاجة إلى درء شرهم وضرورة معاقبتهم على أخطائهم".

اقرأ أيضاً: البوح لروبوت بدل الأصدقاء لحل المشكلات الشخصية

وبينما يُرجَح أن من تتوافر لديه سمات الشخصية المشرقة بقدر مرتفع تقل لديه السمات المظلمة، يتضح في ضوء دراسة كوفمان أن تلك السمات ليست في تضاد بينها، ما يعزز الاعتقاد بأننا جميعاً نمزج سمات الشخصيتين.

وإن كنت ممن يميلون أكثر إلى الجانب المشرق، فذلك لا يعني أن حياتك ستكون كلها نعيماً وراحة. فإحدى أوجه سمات "الكانطية"، على سبيل المثال، التمسك بالصدق مع النفس حتى لو أضر ذلك بسمعة الشخص، ومن يعيش بهذه الطريقة لابد أن يصطدم بالآخرين في بعض المواقف من منطلق التمسك بصدقه مع النفس.

تؤكد النتائج أنه على الرغم من كل ما نراه من فظائع في العالم يميل الناس في الأساس إلى الجانب المشرق

ويقول كوفمان: "يتطلب الصدق أحياناً المواجهة دون أن يكون الهدف من ذلك الضغط على الآخرين لتحقيق رغباتك".

كما يميل أصحاب الشخصيات المشرقة إلى الشعور بالذنب، وتقول تايا كوهين، من كلية تيبر للأعمال بجامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ، إن "ثمة فرقاً بين الشعور بالذنب جراء أفعال اقترفها المرء، وهو شعور جيد، واجترار الذنب باستمرار والشعور بالخزي".

فمن يشعرون بالذنب لتصرف كهذا يقترن شعورهم بإحساس عميق بالمسؤولية تجاه الآخرين وهو ما تصفه كوهين بضوء تحذير داخلي يرشدهم إلى فعل الصواب.

اقرأ أيضاً: هل ماتت الأخلاق في عالم السياسة؟

وعلى الرغم من أن الأبحاث التي أجراها فليسون ورفاقه أظهرت أن الناس لا يتغيرون أخلاقياً كثيراً على المدى القصير، إلا أن التغير قائم على الأمد الأطول.

وتحمل أبحاث كوفمان بشأن سمات "الثالوث المشرق" بارقة أمل للبشر عموماً، فقد خضع أكثر من ألف شخص لاختبارات خاصة بالسمات المشرقة والمظلمة وجاءت النتائج إيجابية فيما يتعلق بميل الشخص العادي بفارق كبير إلى الجانب المشرق.

ويقول كوفمان: "يؤكد ذلك أنه على الرغم من كل ما نراه من فظائع في العالم، يميل الناس في الأساس إلى الجانب المشرق".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية