أطلق مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، المعروف بفتاواه الغريبة والمتطرفة، دعوة جديدة تتعلق بضرورة الاعتذار من تركيا، على تقرب ليبيا من الحكومة الفرنسية.
وطالب الغرياني الذي يوصف في ليبيا بـ"مفتي الفتنة والإرهاب والدمّ" في مقطع فيديو نشرته فضائية التناصح التي تبث من تركيا، أول من أمس، طالب حكومة فايز السراج باسترضاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جرّاء "الانحياز لفرنسا".
وقال الغرياني: إنّ زيارة وزير داخلية السراج فتحي باشاغا إلى فرنسا 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كانت بموافقة الجانب التركي، إلا أننا اكتشفنا أنّ أردوغان غير راضٍ عمّا تقوم به ليبيا الآن من الانحياز لباريس ضد أنقرة.
الغرياني يطالب حكومة السراج باسترضاء أردوغان، جرّاء الانحياز لفرنسا على خلفية زيارة باشاغا إلى باريس
وأضاف المفتي المعزول: إنّ "إعطاء الظهر لتركيا والتوجه لخصمها فرنسا وحلفها الذي يضغط على الدول الأوروبية للسعي إلى معاقبة تركيا أمر مرفوض، والدخول في حلف معها يُعتبر غدراً بالحليف الذي وقف معهم، الأجدر بكم أن ترجعوا إلى حليفكم طوعاً، وأن تعتذروا منه بعد إعراضكم عنه في الماضي".
وكان الغرياني قد زعم أنّ "تركيا هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب حكومة الوفاق، خصوصاً خلال العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي لاستعادة العاصمة طرابلس، وتحمّلت ما لم يتحمله غيرها، حتى إنها ضربت بعرض الحائط كل الضغوط الدولية الرافضة لتحالفاتها مع الوفاق".
واستغرب من عدم الاعتراف بالجميل والتنكّر لتركيا، داعياً إلى ضرورة دعمها ضد ما وصفها بـ"الحملة الشرسة" التي تتعرض لها من الدول الأوروبية، خصوصاً فرنسا، معتبراً أنّ "العقوبات التي يسعى الأوروبيون إلى فرضها عليها شغلتها عن مواصلة دعم حكومة الوفاق".
ويُعدّ الغرياني من أهمّ الشخصيات الدينية التي تعوّل تركيا على فتاواه المضلّلة، كغطاء لشرعنة تدخلها في ليبيا وأداة لتوجيه الرأي العام والتأثير عليه، خدمة لمشروعها التوسعي في المنطقة وتحقيق الهيمنة، رغم تاريخه الأسود في ليبيا.
ومنذ توقيع مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والبحري بين حكومة الوفاق ونظام أردوغان، التي فتحت الباب للأتراك للتدخل في ليبيا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، يقود الغرياني وقيادات إخوانية ليبية أخرى مقيمة على الأراضي التركية حملة مدح وثناء لكل تحركات ونشاطات أنقرة داخل ليبيا.