العراق ينقل عائلات إرهابيي داعش من سوريا إلى الموصل.. لماذا؟

العراق ينقل عائلات إرهابيي داعش من سوريا إلى الموصل.. لماذا؟


11/02/2020

توصلت الحكومة العراقية إلى اتفاق مع الحكومة السورية وميليشيا حزب الله اللبناني، بإشراف من فيلق القدس، جناح الحرس الثوري الإيراني، لنقل عائلات إرهابيي تنظيم داعش من مخيم الهول شمال شرق سوريا إلى مخيم "العملا" ومخيمات أخرى غرب الموصل.

 وكانت الحكومة العراقية قد حاولت، خلال الصيف الماضي، نقل عائلات التنظيم الموجودين في مخيم الهول، الذين يبلغ أعدادهم أكثر من ٤ آلاف شخص، ويشكل الأطفال نحو ٢٠٠٠ منهم إلى العراق، تحديداً إلى مخيم الجدعة، جنوب الموصل، ومخيمات أخرى تقع بين ناحيتي زمار والربيعة، وفق "العين" الإخبارية.

وفشلت هذه المحاولة نتيجة الضغوطات الشعبية والسياسية من قبل عدد من الأطراف السياسية، وبسبب الحالة الأمنية الهشة التي تعاني منها المناطق المحررة، خصوصاً الواقعة غرب الموصل، والمحاذية للحدود السورية، ما دفع الحكومة إلى التراجع خشية وقوع كارثة أمنية بسبب هذا العدد الهائل من عائلات التنظيم الذين يراهم سكان المنطقة قنبلة موقوتة.

الحويت: نقل عائلات الإرهابيين إلى مناطقنا عبر الضغط على الحكومة العراقية يهدف خلق فتنة طائفية

وقال مسؤول في وزارة الدفاع العراقية: "جرت خلال الأشهر الماضية عدة اجتماعات بين الحكومتين العراقية والسورية، على مستوى قادة أمنيين وعسكريين، وبحضور قيادات من الحشد الشعبي وحزب الله اللبناني، وضباط من فيلق القدس، لنقل هذه العائلات إلى العراق وتوزيعها في مخيمات تقع بين زمار والربيعة، ومن ضمنها مخيم العملا؛ لأنّ غالبيتهم من عوائل إرهابيي داعش العراقيين".

وقال: "سوريا غير قادرة على إيوائهم لديها، وهناك مخاوف من هروبهم في سوريا، بسبب استمرار تدهور الوضع فيها، لذلك ستكون هذه العائلات تحت مراقبة مشددة من قبل القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي لحين إعادة تأهيلهم".

وتشكل نساء قادة التنظيم الجزء الأكبر من عائلات داعش في مخيم الهول، فمنهنّ من قُتل أزواجهن خلال المعارك في العراق وسوريا، وأخريات ما يزال أزواجهن معتقلين في العراق وسوريا، أما الباقيات فهنّ زوجات المسلحين والقادة البارزين في التنظيم الذين تمكنوا من الهرب.

واعتبر المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والعراق، الشيخ مزاحم الحويت، نقل عائلات التنظيم إلى العراق وإنشاء مخيمات لهم في غرب الموصل بين سكان المنطقة الأكثر تضرراً من إرهاب داعش "إهانة بحقّ أبناء المنطقة".

وقال الحويت: "الحكومة العراقية ستنفذ عملية نقل عائلات داعش بالتنسيق مع بعض المنظمات الدولية، لكن سكان المنطقة وعوائل ضحايا التنظيم من الإيزيديين والمسيحيين والكاكائيين والشبك الذين تعرضوا للإبادة الجماعية على يد التنظيم يرفضون هذه العملية ولن يسمحوا للحكومة أن تخطو هذه الخطوة".

وحذّر من أنّ هذه العملية إذا مضت بغداد بتنفيذها حينها ستعرض الأمن الاجتماعي والتعايش السلمي الذي تعيشه المنطقة حالياً للخطر.

ولا يخفي الحويت وجود طرف إقليمي يسعى إلى تنفيذ عملية نقل عائلات الإرهابيين إلى هذه المناطق عبر الضغط على الحكومة العراقية بهدف خلق فتنة طائفية في المنطقة.

الأمير جهور يدين مخطط نقل عائلات مسلحي داعش إلى العراق، ويؤكد أنّ ذلك يشكّل خطراً عليهم

وتابع الحويت: "هذه العائلات هي عائلات قادة التنظيم ومسلحيهم البارزين وغالبية نساء قادة التنظيم كنّ، وما يزلن، من عناصر داعش ويشكلن خلاياه النائمة، لذلك هنّ خطر كبير على أية منطقة يتواجدن فيها فيما إذا تمكنّ من تنظيم الصفوف والحصول على السلاح".

في غضون ذلك، استنكر الأمير جهور علي بك، وكيل أمير الإيزيديين في العراق والعالم، تنفيذ أية خطوة لنقل عائلات مسلحي داعش إلى العراق، معرباً عن إدانته لهذه العملية التي تخطط الحكومة العراقية لتنفيذها.

وقال الأمير جهور: "نقل عائلات إرهابيي داعش إلى زمار، القريبة من سنجار، ومن مناطق الإيزيديين، يشكل خطراً علينا، فتنظيم داعش الإرهابي شنّ حملة إبادة جماعية ضدنا، نحن الإيزيديين، وسبى نساءنا وأطفالنا ونهب أموالنا ودمّر مدننا، نحن، كمواطنين عراقيين، نريد أن نعيش في مناطقنا بأمان، وألا نتعرض مجدداً لأيّة حملات إبادة".

وستباشر الحكومة العراقية، مع بداية آذار (مارس) المقبل، نقل عائلات تنظيم داعش إلى مخيم "العملا" في ناحية ذمار، ومخيمات أخرى في ناحية ربيعة، القريبة من ذمار، حيث تقع الناحيتان قرب الحدود العراقية - السورية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية