الحدث الأول من نوعه في تاريخ الكويت.... حبس وعزل 6 قضاة.. ما القصة؟

الحدث الأول من نوعه في تاريخ الكويت.... حبس وعزل 6 قضاة.. ما القصة؟


29/12/2021

قضت محكمة الجنايات الكويتية أمس، في ثاني قضايا الإيراني فؤاد صالحي، المتهم بالرشوة والتزوير وغسل الأموال، بالحبس من (5) أعوام إلى (15) عاماً لـ(6) قضاة، وعزلهم من الوظيفة، ومصادرة مركبات منهم تلقوها هدايا .

وقضت المحكمة ببراءة قاضٍ وتغريم آخر (5) آلاف دينار، وقضت بالحبس لأعوام مختلفة بحقّ موظفين وموظفات بوزارة العدل وعزلهم من الوظيفة، وحبس رجال أعمال، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية.

وكانت النيابة العامة، خلال تحقيقاتها في ثاني قضايا الإيراني صالحي، قد اكتشفت وجود تواصل مع (10) قضاة، وأحالت قاضيين إلى التأديب، و(8) إلى محكمة الجنايات، كما أحالت (3) محامين وصالحي و(15) آخرين للمحاكمة.

وجاءت إحالة القضاة الـ(8) بعد رفع الحصانة عنهم، وهو الحدث الأول من نوعه في تاريخ الكويت.

وشهدت قاعة محكمة الجنايات في قصر العدل ازدحاماً كبيراً من الجمهور للاستماع إلى الحكم.

وكانت الداخلية الكويتية قد ألقت القبض على الإيراني صالحي في آب (أغسطس) 2020، بتهمة غسيل الأموال ورشوة مسؤولين في الكويت، بينهم (10) قضاة.

الإيراني فؤاد صالحي، المتهم بالرشوة والتزوير وغسل الأموال

وصالحي جاء إلى الكويت منذ أعوام طويلة، على غرار ملايين المقيمين، لكنّه تحوّل إلى «حوت فساد»، وتدرّج من مجرد موظف صغير في إحدى الشركات، فكبر طموحه وبدأ بتكوين علاقاته، ودراسة المثالب القانونية في البلاد، حتى استطاع اختراقها على نحو بارع؛ ليصبح «مالتي مليونير» في وقت قياسي، من وراء الأعمال المشبوهة.

ووفق المصادر الأمنية، فإنّ المتهم كان يقوم بغسل الأموال، من خلال بعض محال الصرافة، فضلاً عن إنشاء شركة إنتاج فني ودعاية وإعلان، تعرَّف من خلالها على عدد من المشاهير وأصحاب الأعمال بجانب شخصيات متنفِّذة، وكان يدعم أي شخص يريد عمل مسلسل أو إعلان من دون مقابل، بشرط أن يساعده الأشخاص الذين يتعاملون معه ويقومون بإدخال شيك في حساب الشركة، ومن ثم يقوم هو بإعطاء الشخص المبلغ كاشاً، كوسيلة لغسل الأموال، وتبيّن أنّ له تعاملات مشبوهة مع محال صرافة، وله طرق مبتكرة لغسل الأموال، ومنذ فترة قريبة أسّس مكتبَي سفريات وبيع وتأجير سيارات.

وكان يعمد صالحي إلى تقديم هدايا لبعض «الفاشينستات»؛ تبدأ بــ(50) ألف دينار مقابل خدمات خاصة، حيث جرى رصد تلك الأسماء الشهيرة للتحقيق معهنّ، إن كنّ ضليعات في عمليات غسل الأموال أيضاً.

المتهم كان يقوم بغسل الأموال، من خلال بعض محال الصرافة، فضلاً عن إنشاء شركة إنتاج فني ودعاية وإعلان، تعرَّف من خلالها على عدد من المشاهير وأصحاب الأعمال بجانب شخصيات متنفِّذة

وتحدثت مصادر "القبس" عن مفارقات غريبة، حيث لم تكن جرائم هذا «المقيم اللغز» خافية على الأجهزة الأمنية؛ فقد سُجلت بحقه قضايا في مخافر حولي والسالمية والنقرة والصالحية، ومنذ عام 2004 خضع للتحقيقات أكثر من مرة، لكنّه كان يخرج من الاتهامات بفضل تدخُّل متنفِّذين كانوا يستفيدون منه، والإشارة إلى أنّ متنفذة تدخَّلت لمنع إبعاده عن البلاد.

وبالتقليب في حركة تنقُّلات المتهم خارج البلاد طوال الأعوام الماضية، كشفت المصادر أنّ أغلب سفراته كانت إلى دول مجاورة، خصوصاً الإمارات، التي بعد ضبطه فيها منذ عامين جرى ترحيله لضلوعه في قضايا غسل أموال ودعم منظمة إرهابية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية