تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، انطلقت، أمس الأربعاء، الدورة الثالثة والأربعون من معرض الكويت الدولي للكتاب، بمشاركة 505 دور نشر ومؤسسة ثقافية وتعليمية من 26 دولة.
اقرأ أيضاً: غياب الإحصاء يهدد صناعة الكتاب والنشر في الوطن العربي
ورغم سوء الطقس وإغلاق بعض الطرق السريعة؛ يقام المعرض على أرض المعارض الدولية، في منطقة مشرف، لعشرة أيام، من 14 حتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
انطلاق الدورة 43 من معرض الكويت الدولي للكتاب، بمشاركة 505 دور نشر و26 دولة
وقال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، محمد الجبري، في الافتتاح: إنّ "المعرض يعدّ تظاهرة كبرى على خريطة معارض الكتاب العالمية، وأصبح موسماً للتلاقي الثقافي والفكري والأدبي والفني، ورمزاً لتلاقي الثقافة العربية والعالمية"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.
منع ألف كتاب تقريباً في المعرض
وقد واجهت تظاهرة الكتب، التي تشهدها الكويت سنوياً، موجة انتقادات؛ بسبب منع السلطات 948 كتاباً، منها: كتاب "الإخوة كارامازوف" للكاتب الروسي المشهور فيودور دوستويفسكي.
ترى العضو في الحركة الليبرالية الكويتية، إيمان جوهر حيات، أنّ أسباب المنع "غير منطقية" أحياناً
ورجّحت صحيفة "الغارديان" البريطانية؛ أن يكون المنع بسبب طرح الكتاب لمسائل عديدة منها؛ الأخلاق والإرادة الحرّة ووجود الله.
وقد أثارت ظاهرة منع الكتب في الكويت، خلال الأشهر الماضية، غضباً في أوساط الناشطين الشباب، والكتّاب الكويتيين، الذين رأوا أنّها نوع من "الوصاية"؛ حيث مُنع نحو أربعة آلاف كتاب خلال الأعوام الخمسة الماضية،
اقرا أيضاً: معرض القاهرة للكتاب في دورته 49 يتبنى شعار القوة الناعمة سبيلاً لمكافحة التطرف
وفي السياق نفسه؛ شهدت الكويت، في أيلول (سبتمبر) الماضي، خروج نشطاء وكتّاب كويتيين في تظاهرتين، للتنديد بمنع الكتب، كما غرّد ناشطون على موقع تويتر، ونحتوا "هاشتاغاً" بعنوان "#ممنوع_في_الكويت"، لانتقاد الرقابة ومنع الكتب إضافة إلى "هاشتاغ" "#لا_تقرر_عني".
وضمّت قائمة الكتب الممنوعة في الكويت: روايات عالمية مثل "أحدب نوتردام" لفيكتور هوغو، و"مئة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز، لينضمّ كتاب دوستفسكي إلى هذه القائمة بمنعه في المعرض.
ضمّت قائمة الكتب الممنوعة: رواية "أحدب نوتردام" لفيكتور هوغو، و"مئة عام من العزلة" لماركيز
وبحسب وكيل قطاع الصحافة والنشر والمطبوعات في وزارة الإعلام الكويتية، محمد العواش، في حديث له لوكالة الصحافة الفرنسية: فإنّ "القانون الكويتي وضع 12 سبباً لمنع الكتب، من بينها: المسّ بالذات الإلهية، أو الرسول، أو الصحابة، أو ازدراء الأديان والنسيج الاجتماعي، أو الوحدة الوطنية، وغيرها".
بدوره، يقول الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين، طلال الرميضي: "من أسباب منع المحتويات أنّها "خادشة للآداب"، وفق وصفه، مضيفاً "هذه المحاذير فضفاضة ومرنة وتتغير، هذه المعايير تتغير عبر الزمن".
في المقابل؛ ترى العضو في الحركة الليبرالية الكويتية، إيمان جوهر حيات، أنّ أسباب المنع "غير منطقية" في بعض الأحيان، مستدركة "في بعض المرات يتم منع مُؤلّف بسبب كلمة واحدة".
يذكر أنّ الكويت هي الدولة الوحيدة في منطقة الخليج، التي يتمّ فيها انتخاب أعضاء مجلس النواب، لكن يلاحظ أنّها تشهد صعوداً للمحافظين والقادة البدويين في البرلمان، بحسب ما ذكرت "الغارديان".
اقرأ أيضاً: كتب الإخوان المسلمين في معرض القاهرة: مصادرة مع وقف التنفيذ
وتعيش الكويت، حالياً، حالة استنفار بسبب هطول الأمطار المستمر منذ عدة أيام، ما تسبّب في غمر بعض المناطق بالماء، وتأثّر حركة النقل والملاحة، وقد أعلن مجلس الوزراء تعطيل كافة الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية والكليات والمدارس اليوم الخميس، لليوم الثاني على التوالي.