الجيش الليبي يكشف أسباب إلغاء زيارة رئيس حكومة الوحدة إلى بنغازي

ألغى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أمس زيارته إلى مدينة بنغازي (شرق)، المقررة اليوم إثر منع هبوط طائرة تحمل أفراد الحماية والمراسم التابعين للحكومة.

وكان رئيس الحكومة يعتزم الذهاب اليوم إلى بنغازي لكي يُعقد غداً اجتماع مجلس الوزراء بها للمرّة الأولى منذ انتخابه في 5 شباط (فبراير) الماضي"، وفق ما أوردت بوابة الوسط.

الوفد الحكومي كان يضم عدداً من المسؤولين الأمنيين، وأعضاء بجهاز المراسم، ومجموعة من الحرس الخاص برئيس الحكومة، إضافة إلى عدد من موظفي مجلس الوزراء.

الجيش الليبي: المرافقة الأمنية التي تم إرسالها من طرابلس إلى بنغازي لتأمين وتنسيق زيارة واجتماع الوفد الحكومي مستفزة

في السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم الحكومة محمد حمودة على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك" أنّ "رئاسة مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية أجّلت موعد اجتماع مجلس الوزراء المقرر عقده بمدينة بنغازي يوم غد، على أن يتم التحضير لموعد لاحق في أقرب وقت ممكن"، دون أن يكشف عن ملابسات تلك الخطوة.

وكانت وكالة الأنباء الليبية "وال" قد نقلت أنّ "رئاسة الحكومة دعت كل الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية إلى الحضور لانعقاد اجتماع مجلس الوزراء بمدينة بنغازي".

إرسال طائرة محملة بحراس الأمن والحماية تشكيك بالوضع الأمني في بنغازي، وفي قدرة سلطاتها الأمنية والعسكرية على تأمين الوفد 

أمّا عن أسباب إلغاء الزيارة، فقد أوضح مصدر بالجيش الليبي في تصريح نقلته قناة العربية، أنّ "المرافقة الأمنية التي تم إرسالها من العاصمة طرابلس إلى مدينة بنغازي لتأمين وتنسيق زيارة واجتماع الوفد الحكومي مستفزة".

وأضاف أنّ "إرسال طائرة محملة بالعشرات من حراس الأمن والحماية لوضع الترتيبات الأمنية لهذه الزيارة فيها تشكيك بالوضع الأمني بمدينة بنغازي، وفي قدرة سلطاتها الأمنية والعسكرية على تأمين الوفد الحكومي، وهي مسألة حساسة".

من بين الوفد الأمني الذي أرسلته الحكومة إلى بنغازي عناصر من الميليشيات المسلحة التي قاتلت الجيش خلال هجومه على العاصمة 

واعتبر المصدر أنّ "هذه الخطوة تعني أنّ بنغازي غير آمنة وهذا غير صحيح، فقد تم سابقاً استقبال وزراء من الحكومة وتأمين كافة تنقلاتهم"، ولهذا السبب تم رفض السماح للوفد بالنزول إلى المطار والدخول إلى المدينة.

إلى ذلك، قال مصدر آخر بالجيش: إنه "من بين الوفد الأمني الذي أرسلته الحكومة إلى بنغازي عناصر من الميليشيات المسلحة التي قاتلت الجيش الليبي خلال هجومه على العاصمة طرابلس"، مشيراً إلى أنّ "العدد الذي وصل إلى المطار مبالغ فيه، وأنّ الترتيبات الأمنية من اختصاص سلطات مدينة بنغازي الأمنية".

يُذكر أنّ الدبيبة كان قد صرّح نهاية الأسبوع الفائت خلال لقائه بمجموعة من شباب المنطقة الشرقية الذين يصفون أنفسهم بـ"المهجّرين من ديارهم"، بأحد مقاهي العاصمة طرابلس، بأنّ "مدينة بنغازي ستعود إلى الوطن وشبابها أيضاً سيعودون إلى الوطن"، وهو التصريح الذي عرّضه لهجوم واسع شنّه أبناء مدينة بنغازي الذين رأوا في هذا الموقف تقزيماً لمدينتهم وعدم اعتراف بدور الجيش في تخليصها من الإرهاب، وتعالت أصوات تطالب بعدم استقباله بالمدينة.