الجمهوريون منقسمون: دعم أوكرانيا أم إسرائيل؟

الجمهوريون منقسمون: دعم أوكرانيا أم إسرائيل؟

الجمهوريون منقسمون: دعم أوكرانيا أم إسرائيل؟


30/11/2023

زياد الأشقر

لطالما كان الدعم الأمريكي لأوكرانيا ثابتاً في دوائر الحزب الجمهوري، لكن الانقسام يتسع أخيراً داخل الحزب بسبب دعم حربها ضد روسيا.

ويلقي جيمس كوهين، وهو ناخب جمهوري في الستين باللوم في السياسات المثيرة للانقسامات والغضب العام، على الرئيس جو بايدن، قبل أقل من عام من انتخابات 2024، وقال :"يُنظر إلى بايدن على أنه عاجز وفاسد. أما التمويل، سواء كان لأوكرانيا أو لأي أمر آخر، فإنه مثير للاستقطاب".لكن هذا الناخب الذي لديه أقارب في أوكرانيا، قال إن على الحزب أن يفهم أن الفشل في وقف روسيا الآن، سيعد بمثابة "انتحار استراتيجي" مع احتمال توسع النزاع في أوروبا.وأضاف "الآن، نحن أمام وضع يتعين فيه على أمريكا أن تقرر:،هل نريد دعم حليف؟ ..أو الانتظار حتى تندلع حرب عالمية ثالثة، فيتعين علينا إرسال أولادنا إلى هناك؟".

وعلى الجانب الآخر من الانقسام الجمهوري المتزايد حول أوكرانيا، هناك دايف كالبيبر، الجمهوري القديم من تشيسابيك بفرجينيا، الذي قال إن الولايات المتحدة "ترمي بالأموال" في حرب، بينما هي مدينة بشدة "دون هدف واضح" لوضع حد لهذا النزاع.

وأضاف أن "مواصلة المساعدات طالما استلزم الأمر، تجعلني أعتقد أن ثمة شيئاً يجري هنا..ونحن دافعو الضرائب ندفع فاتورة ذلك. وهذا يبدو لي وكأن الهدف الوحيد منه هو فقط إنفاق المال".

طريق مسدود

وكالبيبر، مثل كثيرين في حزبه بدأوا يشعرون بأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود. وعندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، رد السياسيون الأمريكيون بما يشبه الإجماع على هجوم موسكو غير الشرعي على بلد جار، وكذلك بدعم كبير من الحزبين في الكونغرس لإرسال مساعدات وأسلحة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

وبعد عام ونصف من الحرب، يكافح مؤيدو أوكرانيا في الكونغرس لتمرير طلب بايدن مساعدة بـ60 مليار دولار لأوكرانيا، بينما المزاج السياسي الأوسع يزيد تشنجاً في الوقت الحاضر على الأقل، بسبب الحرب.

وعلى المسرح الوطني، هناك انقسام ملحوظ بين غالبية من ناخبي الحزب الجمهوري، يشككون في جدوى المساعدة لأوكرانيا، وممثليهم في الكونغرس، الذين لطالما دعموا أوكرانيا بغالبيات كبيرة من الحزبين.

هذا الانقسام يبدو أنه أقل الآن، مع شروع المزيد من الجمهوريين في الاستماع إلى قاعدتهم الحزبية. ورئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، الذي يعتبر العقبة الأكبر ضد تزويد أوكرانيا بمساعدات في المستقبل، أعطى الأولوية لتمويل إسرائيل، لكنه أرسل إشارة إيجابية عن إمكانية دعم البلدين، في تصريح الإثنين، وقال فيه إن "أوكرانيا هي أولوية أخرى. طبعاً، لا يمكننا السماح لبوتين بالسير نحو أوروبا. ونحن نتفهم ضرورة المساعدة هناك".

ويسعى الجمهوريون في مجلس الشيوخ إلى ربط مساعدة أوكرانيا بإجراءات على الحدود، وهي مسألة أكثر صعوبة حيث أن الكثير من الأولويات الجمهورية لا تعني الديموقراطيين. لكن جونسون قال الإثنين إن المفاوضات مستمرة، وأنه ناشط على هذا الصعيد.

واختلف المرشحون الجمهوريون على طريقة معالجة المساعدة لأوكرانيا، حيث يعارض فيفيك راماسوامي بقوة المساعدة، بينما يطالب حاكم فلوريدا رون ديسانتس بدور أكبر لأوروبا، أما المندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هايلي، والحاكم السابق لنيوجيرسي كريس كريستي فيدعمان كييف بشدة. ويقف الرئيس السابق دونالد ترامب في الوسط، متعهداً بانهاء الحرب، لكنه يمتنع عن الإدلاء بتصريحات عنيفة ضد أوكرانيا.

وتظهر استطلاعات الرأي انقساماً على أساس حزبي. ويدفع معظم الديمقراطيين من أجل مزيد من المساعدة الأمنية، بينما يتخذ الجمهوريون موقفاً مرناً، حيث يفضلون أحياناً التركيز على مشاكل في الداخل مثل تأمين الحدود.

وتسلط المسألة الأوكرانية الضوء على انقسام أكبر داخل الحزب الجمهوري، بين من يتوقون إلى تأكيد أكبر لقوة الولايات المتحدة على المسرح العالمي، على طريقة رونالد ريغن، وبين التيار الانعزالي المتزايد من أصحاب شعار "أمريكا أولاً".

ووفقاً لمجلس شيكاغو للشؤون العامة العالمية، فإنه في 1971، كان 71 % من الجمهوريين يدعمون دوراً فعالاً للولايات المتحدة في الشؤون الخارجية، لكن هذه النسبة انخفضت إلى 55% في العام الماضي.

ويقول المجلس إن غالبية الجمهوريين تريد من الولايات المتحدة أن تضغط على أوكرانيا من أجل اتفاق سلام، حتى ولو أدى إلى خسارة أراض-،بحيث يمكنهم التركيز على الداخل.

ولفتت الزميلة البارز في مجلس شيكاغو دينا سميلتز، إلى أن هذه البيانات، تشير إلى أن "تحولاً أكبر وأكثر فلسفية" آخذ في التجذر داخل الحزب الجمهوري.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية