الجزائر: ماذا قال الناشطون بشأن احتفاء الإخوان بأردوغان؟

الجزائر: ماذا قال الناشطون بشأن احتفاء الإخوان بأردوغان؟

الجزائر: ماذا قال الناشطون بشأن احتفاء الإخوان بأردوغان؟


01/06/2023

حرص إخوان الجزائر على الاحتفاء بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة، لكنّ ناشطي شبكات التواصل ردّوا بقوة على ذلك، فما القصة؟

اعتبر الشيخ (عبد الله جاب الله) رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية (ثاني أكبر واجهة لإخوان الجزائر) فوز أردوغان مستحقاً، وقال: "برهنت تركيا شعباً ونظام حكم على تمكّن الثقافة السياسية فيهم، وسجّل حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان نجاحاً متميّزاً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، رغم شدّة المنافسة ووقوف الغرب بإعلامه وتصريحات كبرى قادته بجانب المعارضة، واجتهاده في تشويه صورة أردوغان، وإقناع الشعب بالتصويت لمرشحيهم في البرلمانيات، ولمرشحهم المنافس لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، إلّا أنّ الشعب التركي بأغلبيته منح ثقته لأردوغان وحزب العدالة والتنمية".

(6) دروس

في تغريدة على الحساب الرسمي لحزب (العدالة والتنمية) في منصة (فيسبوك)، استخلص جاب الله، (67) عاماً، (6) دروس، نستعرضها توالياً:

1ـ رجب طيب أردوغان وحزبه وحلفاؤه تحمّلوا مسؤوليتهم في معركتهم الانتخابية، ونجحوا في ربط أنفسهم بشعبهم وثوابته وتراثه الثقافي والحضاري، وكانوا نموذجاً في العطاء والتضحية، فاقتنع الشعب بهم ومنحهم ثقته.

2ـ نجحوا في دفع مناضليهم وأنصارهم للانخراط في العمل السياسي، والتحرر من أمراض الجمود والحياد واللامبالاة.

3ـ الشعب التركي ـ من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات ـ برهن على مستوى عالٍ من الوعي السياسي، مكّنه الله تعالى به من المفاضلة بين المترشحين على أساس:

دقة البرامج ووضوحها في مواجهة مشاكل المجتمع، ودقة تعبيرها عن تطلعات الشعب في التنمية الاقتصادية الواسعة والنهوض الحضاري الشامل.

اعتبر الشيخ (عبد الله جاب الله) رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية (ثاني أكبر واجهة لإخوان الجزائر) فوز أردوغان مستحقاً

ومن التمييز بين المترشحين على أساس: النزاهة والكفاءة والقدرة على تحقيق الوعود الواردة في برامجهم.

4ـ النظام الانتخابي عندهم متحرر من التأثيرات الإعلامية والسياسية، وقادر على إظهار إرادة الناخبين وحمايتها.

5ـ دلّت الانتخابات على حياد المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية وابتعادها عن العمل الحزبي، والتزامها باحترام إرادة الشعب، والنزول عند مقتضيات النظام السياسي التعددي والتداول السلمي على السلطة.

6ـ دلّت الانتخابات على أنّ في تركيا نظاماً انتخابياً، وثقافة سياسية لدى طواقم مؤسسات الدولة؛ يمنعان من تأثر النظام الإداري والقانوني في الدولة بعملية التداول السلمي على السلطة، واستخدام من في الحكم لإمكانات السلطة لمصالح الحزب الحاكم.

انتصار النموذج

في بيان له، حرص (عبد العالي حساني شريف) رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر واجهة محلية للإخوان) على إبراز أنّ "تركيا قدّمت نموذجاً ديمقراطياً راقياً ومتحضّراً، أسفر عن استمرار الثقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية لحكم تركيا، على طريق النهضة ونهج التطور ومناصرة قضايا الأمّة".

من جانبه، أبرز (عبد الرزاق مقري)، الرئيس السابق لحركة (السلم)، أنّ الأمر يتعلق بـ "انتصار لرجل غيور على سيادة بلده وخادم لشعبه"، و"انتصار لمعنى الوطنية الحقة في وطن الأتراك"، و"انتصار لنموذج سياسي صنعه ساسة ينتمون ويعتزون بحضارتهم الإسلامية"، و"انتصار للكفاءة والعقلانية والإنجاز".

وقرأ (مقري) ما حصل على أنّه "انتصار للإصرار والشجاعة في وجه الحاقدين والمتآمرين في البلدان العربية والغربية"، و"انتصار للديمقراطية والسيادة الشعبية"، و"انتصار للمسلمين جميعاً وللمستضعفين في العالم"، وشدّد على أنّ فوز أردوغان "هزيمة للعلمانية المتشددة ومعاداة الإسلام"، و"هزيمة للاستبداد والانقلابات والتزوير الانتخابي"، و"هزيمة للأنظمة الفاشلة الفاسدة المفروضة بالتحكم والقهر على الشعوب"، منتهياً إلى إبراز انبهاره: "يا له من نموذج حضاري ديمقراطي! لو يُجسّد في بلداننا العربية".

هجوم لاذع

شنّ ناشطو منصة التواصل (فيسبوك) هجوماً لاذعاً على مباركة إخوان الجزائر لاستمرار أردوغان رئيساً، وفي هذا الشـأن علّق حمزة أبو أماني ساخراً: "وهو انتصار لاستراتيجية المشاركة والتغيير من الداخل"، كما استغرب إلياس عليلي طرح مقري: "لكنّك نسيت أنّه مُطبّع مع إسرائيل، وهذا سبب نجاحاته"، وهو ما أبرزه جمال لالماس: "هذا مُطبّع مع إسرائيل، وأنت تقوم بتهنئته"، في حين لاحظ أيمن مواسة: "يقولون هزيمة للعلمانية، أردوغان ذاته يستحي من قول ذلك".

حرص (عبد العالي حساني شريف) رئيس حركة مجتمع السلم على إبراز أنّ تركيا قدّمت نموذجاً ديمقراطياً راقياً ومتحضّراً

بدورها، كتبت خديجة جلالي: "لا ليس انتصاراً للمسلمين، أوَ ليسَ إخواننا في فلسطين مسلمين؟ سبحان الله، الرجل مُطبّع، وقبل آخر مطباته سال كثير من الحبر حول الاقتداء بالأموات، وأنّ الحي لا تؤمن عليه الفتنة".

وشدّدت صبرينة دراوي: "هو نافعٌ لبلاده، وليس ينفعنا بشيء"، بينما كتب عصام سليمان سلامي: "لقد صدق مالك بن نبي في وصف من هُم على شاكلة مقري... القابلية للاستعمار".

وانتقد خالد بولصوار كلام مقري: "قولك إنّ فوز أردوغان انتصار للمسلمين والمستضعفين في العالم، كلام غير معقول بالمرّة"، وأردف ميلود بساري: "انتصر لوطنه فقط، ولم ينتصر لمن لا وطن له، مثلكم".

وذكر الناشط فؤاد د،ع،س: "أردوغان هو نموذج للسياسي الذي يُضحّي بدماء ملايين السوريين والليبيين لمصلحة بلده، أردوغان قد يتحالف مع الشيطان لمصلحة بلده، هو يمارس السياسة بلا حدود أو ثوابت".

وأشار علي عليوة بتهكّم إلى أنّ أردوغان "هو نموذج فعلاً، لكن لو تتاح لكم الفرصة ستأتون إلينا بنموذج الصومال. خوانجية بلادي ونعرفكم"، وتساءل سمير صديق: "ألم يُعمّر كثيراً في الحكم، أم أنّه حلال عليه، حرام على غيره"؟، وردّ عامر زناقة بحزم: "ليس لنا دخل يا كراغلة" (الكراغلة هم نتاج زيجات جزائرية تركية).

وبسخرية، لفت يوسف فوزي عميمور إلى أنّ "انتصار الديمقراطية يساوي المكوث (30) عاماً في الحكم"، وبالنبرة ذاتها أوعز أنيس روابحية: "مبروك عليكم الجالية الأردوغانية في الجزائر".

وسجّل إبراهيم حسني: "شيّد بلاده للأمانة، لكنّه خرّب بلاداً أخرى، وتاجر باللاجئين، واستغلهم في الحروب لضرب أوروبا... ولا تنسوا أنّه أكبر مُطبّع مع إسرائيل بعلاقات تجارية هي الأقوى على الإطلاق في المنطقة".

تغنٍّ غير مُجدٍ

لاحظ أمين بلعروسي أنّه في مقابل تغنّي الإخوان بالنصر (الأردوغاني)، فإنّ ذلك "ما عجزت عنه ولن تحققه الأحزاب التي تتغنى بنهج الإسلاموية، لأنّ النماذج المقدّمة تفتقد للثقة".

من جهته، تابع عبد المجيد بامجيد: "وما نيلُ المطالب بالتّمني، كم من فرصة أتيحت لتجسيد مشاريع حكم وطنية في المنطقة العربية أجهضت، إمّا لغياب ثقافة الدولة في من تصدّروا للأمر، وإمّا لتحالف القريب قبل البعيد على عملية الوأد والإجهاض. عموماً ما يزال المستقبل أمام النخب العربية لتستفيد من تجارب الجوار الإقليمي، لكن وكما هو في معلومكم فإنّ التغيير فرصة، إذا ضاعت، فسيستغرق تكرارها حيناً من الزمن".

عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة (السلم)

وغرّد رابح بن عمار: "هذا عاش بالصحيح فوجد الصحيح، بينما أحزابنا أشبعتنا كذباً وعنصرية، لذا هنا سننتهي"، وخاطب ناشط سمّى نفسه حسين داي: "لقد كنتم وما زلتم جزءاً من المنظومة الفاسدة والمفسدة، انظروا إلى من هم في السجون، وسيتضح لكم الأمر، وستستفيقون من النفاق".

وفي إحالة على الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر، كتب علي طالبي مستفزاً الإخوان: "2024 إنّها قريبة، اعملوا القلب، وافرضوا أنفسكم".

واستغرب موسى مسعد: "كيف لمقري أن يقوم بتهنئة المُطبّعين بالانتصار في الانتخابات مع أنّ حزبه إسلامي"، في وقت جزم طاهر بن مخلوف أنّ فوز أردوغان هو "انتصارٌ للصهيونية العالمية، لكي تسيطر أكثر على الدول العربية"، وأيّده أيوب جليدة: "أردوغان مسلم ديمقراطي محافظ، ولم يكن يوماً إسلاموياً، لأنّ المجتمع التركي علماني لا يقبل أن يُحكم بالشريعة الإسلامية، وصرّح أردوغان أنّه يؤمن بالعلمانية لأنّها تحمي حرية المُعتقد".

وخلص قادر عيسى إلى الاستفهام بشأن المستقبل: "لا سمح، ولا قدّر الله، لو مات أردوغان أثناء فترته الانتخابية، فمن سيكون البديل... (4) عهدات متتالية... كان الأجدر أن يصنع رؤساء يخلفونه... سنرى من بعد أردوغان!".

مواضيع ذات صلة:

مؤتمر حركة البناء الجزائرية ... لم يتغيّر أي شيء!

كيف دعمت إيران جبهة الإنقاذ الجزائرية؟

الجزائر: إجماع على رفض عودة فلول الإنقاذ.. ما الجديد؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية