كيف دعمت إيران جبهة الإنقاذ الجزائرية؟

كيف دعمت إيران جبهة الإنقاذ الجزائرية؟

كيف دعمت إيران جبهة الإنقاذ الجزائرية؟


07/05/2023

قامت الجزائر في عهد حكومة رئيس الوزراء الراحل رضا مالك بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في آذار (مارس) من عام 1993، إثر اتهام الجزائر لطهران بالدعم السياسي والإعلامي واللوجستي لجبهة الإنقاذ المحظورة، بينما كانت الجزائر تنجرف بقوة نحو الأزمة الأمنية التي أودت بحياة ربع مليون شخص، فما الذي حصل على محور إيران والحزب الإسلامي المتشدّد في الجزائر؟

في شهادته، يشير الناشط على موقع التواصل الاجتماعي خالد إلى أنّ "التغلغل الإيراني في الجزائر بدأ مباشرة بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وتوجيه نظام الخميني لأتباعه بفكرة تصدير الثورة، وعليه استغلّ الإيرانيون تعاطف الجزائريين مع الثورة الإسلامية، فجرى احتضان فريق غير قليل من الشباب في محافظات عديدة"، مؤكداً: "هؤلاء شكّلوا نواة جبهة الإنقاذ لدى تأسيسها في مرحلة ما بعد خريف الغضب الذي هزّ الجزائر في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 1988".

غداة اشتعال شرارة العنف الدموي في الجزائر في شباط 1992، توصّلت تحقيقات أمنية إلى أنّ إيران درّبت قيادات في تنظيمات "الجماعة الإسلامية المسلّحة، و"جيش الإنقاذ" و"الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد"، وقامت بتمويلهم، ممّا أسفر عن طرد السفير الإيراني آنذاك، وقطع العلاقات

من جانبه، يروي الناشط عبد الرحمن: "الأمور تمّت عبر قيام مجموعات شيعية بأنشطة سرّية مشبوهة في عدد من المحافظات الجزائرية، ونشرها مؤلفات شيعية في أنحاء متعددة من البلاد، أبرزها "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار"، و"تفاسير الطبطبائي والإمام العسكري"، و"مجمع البيان"، وكتاب "ليالي بيشاور"، وكتيب "وركبت السفينة" وغيرها".

وأضاف: "سعى المدّ الإيراني قبل (4) عقود لتسويق تأويلات شيعية مذهبية وسياسية للآثار المتعلقة بأسباب الفتنة الكبرى زمن آخر الخلفاء الراشدين، كما روّجت لأفكار مسمومة مثل الطعن في بعض الصحابة، رضي الله عنهم، وشتمهم، وما تقدّم ساهم في اتساع رقعة التشيع، والزجّ بالمجتمع الجزائري في مستنقع ثقافة دخيلة أجّجت الصراع في بلد يتميز بانسجامه المذهبي الكبير".

بوّابة التشيّع

يستذكر مخضرمون في الجزائر زمن صعود جبهة الإنقاذ أواخر ثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضي بقيادة عباسي مدني وعلي بن حاج، وما التصق بذلك من "مناورات"، وفي هذا الصدد غرّد أحمد: "سفارة إيران في الجزائر كانت حينذاك شغّالة جداً على ذاك الخط، وربطت اتصالات كثيرة مع الجزائريين، ولم تتردّد في تلك الفترة في توزيع المنشورات والبيانات والرسائل والكتب الشيعية، ومستجدات الحوزات العلمية الشيعية وفتاوى أئمتهم".

زعيم جبهة الإنقاذ عباسي مدني

وأورد حنفي: "شهدت الجزائر قبل نحو (33) عاماً ترويجاً للمشاريع العلمية والسياسية والعسكرية لمنهج الرافضة، وما كانوا يسمّونه مذهب الإمامة العصري، كما كانوا يدفعون أموالاً لمن ينشر مذهبهم، وأغدقوا امتيازات مادية بالجملة، وأتاحوا لهم السفر إلى إيران والبلدان التي لها معاقل شيعية تنشر معتقداتهم، فيُقيمون لهم تربصات شيعية وتدريبات مذهبية وحُسينيات وما يلحقها من توابع مذهبهم الضالّ، كالمتعة وإسقاط الشرائع، وغيرها من الحيل الكبرى التي اصطادوا بها بعض المغفّلين".

من جهته، يؤكد أبو حاتم أنّ "أول من تحالف مع إيران ضدّ الجزائر وفتح الأبواب أمام التشيّع هم جماعة عباسي، وأول من دعّمها في العشرية السوداء هي إيران، وكانت إيران تلعب دوراً كبيراً في دعم تلك الجماعة في الجزائر، وأيضاً كان بعض عناصر الجماعة يتلقون تدريباتهم في جنوب لبنان عند حزب الشيطان".

وأضاف أبو حاتم: "الجزائر قطعت العلاقات مع إيران عام 1993 لتورّطها في دعم جماعة عباسي الذي كان يمتلك علاقات قوية مع إيران ومدح ثورة الخميني الشيعية، بل إنّ عباسي قال: "إنّ المصباح الذي أضاءه الإمام الخميني نوّر قلوبنا جميعاً، إنّنا نعتقد أنّ الثورة الإيرانية ستنقذ الأمّة الإسلامية، بل البشرية جمعاء، إنّ الشعب الجزائري على أهبة الاستعداد للوقوف بجانبكم صفاً واحداً لرفع راية الله أكبر في العالم".

استقطاب المؤثرين

يسجّل مروان: "الاستراتيجية الإيرانية في الجزائر قامت على استقطاب النُخب المؤثّرة، فجرى الاستثمار في الخطباء المؤثّرين الذين شكّلوا أرضية جبهة الإنقاذ عدة أعوام من بعد".

وتشير وثيقة خطيّة حملت توقيع عباسي مدني وعلي بن حاج، مؤرّخة في 6 حزيران (يونيو) 1991، وتضمّنت (22 نقطة)، إلى تحريض على "الإعداد لحرب أهلية بين أفراد الشعب الجزائري الواحد"، بالتزامن مع العصيان المدني الذي أعلنه الإنقاذيون للمطالبة بإلغاء قانون الانتخابات.

وثيقة خطية للإنقاذيين في السادس حزيران 1991

وغداة اشتعال شرارة العنف الدموي في شباط (فبراير) 1992، توصّلت تحقيقات أمنية إلى أنّ إيران درّبت قيادات في تنظيمات "الجماعة الإسلامية المسلّحة، و"جيش الإنقاذ" و"الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد"، وقامت بتمويلهم، ممّا أسفر عن طرد السفير الإيراني آنذاك، وقطع العلاقات.

خطر المتشيعين الروافض

غرّد عبد الفتاح قائلاً: "إنّ المتشيعين الروافض شكّلوا خطراً على الجزائر، لكن جرى تحجيمهم عبر حراكٍ مضاد"، وتابع: "الأمر يتعلق بحرب فكرية استهدفت الإضرار بالجزائر دولةً وشعباً".

وأضاف: "تراهم على هذا الخط يجتهدون غير مبالين بسائر القضايا السياسية الإسلامية والجوهرية للأمّة إلا ما كان بدا منها، خدمة لمذهبهم التكفيري، كقضية فلسطين التي لا يؤمنون بها إلّا بحثاً عن شبر شيعي على قدسية الأرض الفلسطينية".

من جانبه، ركّز جلول على أنّ "الجزائر مستهدفة من فئة أخطبوطية لها امتدادات سرّية وعلنية، ولها نشاطات عدة في العمق الجزائري بدعم من التيار الصفوي في إيران".

بدورها، شدّدت سارة: "المسألة لا تستقيم ديناً ولا عقلاً ولا عُرفاً ولا مذهباً، ونحن أهل السنّة على مذهب سنّي يعادي كفر الشيعة وضلالات الروافض الذين يوظّفون التقية العسكرية والخداع المذهبي والتمويه الاستخباراتي والتلبس الشيعي والتدليس الصفوي ليحققوا مصالحهم بنشر التشيع المقيت، لكن هيهات لأنّ الجزائريين لديهم حصانة دينية كبيرة".

عدد من قيادات الإنقاذ في مطلع التسعينيات

ويؤكد عبد الله: "حلفاء جبهة الإنقاذ مطلع التسعينات، أخطؤوا، وصاروا منبوذين أكثر في الجزائر، بعد بروز قبائحهم في دول كثيرة، فانكشفت الخطط والحيل والخدع، وسقط القناع الكاذب عن الأقزام".

بدورها، تقول آمنة: "الذي حصل من دعم إيراني للمشروع الإنقاذي في الجزائر، هو محاولة لبثّ الفرقة وتكريس الرجعية، وشيخ الإسلام ابن تيمية قال: "الرافضة أشد كُفراً من اليهود والنصارى".

ويوضح الصادق: "المخطط الإنقاذي كان خطيراً، فهذه الجماعة المحظورة سياسياً ظلّت مهيمنة على المساجد لأعوام طويلة، وقامت بغسيل دماغي حاد للكثير من الجزائريين، وأسوأ ما فعلوه بثّهم خطاب الكراهية، وعدم التعايش مع الآخرين".

مواضيع ذات صلة:

الجزائر: إجماع على رفض عودة فلول الإنقاذ.. ما الجديد؟

مؤتمر حركة البناء الإخوانية في الجزائر بشعار "التجدد"... فما القصة؟

"الإسلام السياسي" انتهى في الجزائر



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية