
قال المحلل السياسي السوداني عروة الصادق: إنّ "التوصيف الحقيقي لما يحدث في السودان هو أنّ أصحاب الأجندة التقسيمية العنصرية الذين يقفون خلف طرفي النزاع ممّن أججوا الحرب في البلاد من عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول وحركة الإخوان المسلمين يصرون على تحقيق نصر لهم ولو بتقسيم السودان، ومن أجل ذلك استخدموا كل أدوات التحشيد المعلومة التي قسموا بها البلاد وفصلوا بها الجنوب، وخربوا بها المنطقتين وحرقوا بها دارفور، ويواصلون بالنهج نفسه وبالآلة الإعلامية نفسها حقن الجسد السوداني بسموم التفريق والتمزيق".
عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول وجماعة الإخوان المسلمين يصرون على تحقيق نصر لهم ولو بتقسيم السودان.
وأضاف: "لقد اتبع أنصار الحرب وداعموها (10) إجراءات من شأنها أن تمزق البلاد؛ منها تحويل العاصمة إلى أقصى الشرق، والقيام بتغيير العملة المحلية واحتكارها لجهة معينة، ومنح ومنع الهوية وأوراق الإثبات والأحوال الشخصية على أساس عنصري، وتقييد حركة التجار على أساس جهوي ومناطقي، وحظر الحسابات البنكية بتمييز عنصري، ومنع إقامة اختبارات الشهادة الثانوية حتى في مناطق تقع تحت سيطرة الجيش لوقوعها في جغرافيا معينة، وما صاحبها من اعتقالات لطلاب نزحوا من مناطق الصراع للجلوس لهذه الاختبارات لمجرد الاشتباه وفق قانون الوجوه الغريبة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من عام، وإبادة ما سمّي "الحواضن" من طريق القصف الجوي، واحتكار الخدمات "جميعها" في مناطق معينة".
واستطرد الصادق مؤكداً أنّ هذه الإجراءات تسهم في تفكك النسيج الاجتماعي وتقويض الوحدة الوطنية، وستقود إلى زيادة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية بين المناطق المختلفة ونتيجتها الحتمية تدهور الأوضاع الإنسانية وتفاقم المعاناة، ممّا سيجعل من السودان منطقة غير قابلة للحياة، وبؤرة عنف متطرف محتملة ستنتقل إلى المحيط العربي والأفريقي، وتهدد السلم والأمن الدوليين.