
حذّر الكاتب الصحفي السوداني صلاح شعيب من شبح انهيار الدولة السودانية الذي يلوح في الأفق، ما لم يحدث اختراق في الأوضاع الكارثية الناجمة عن استمرار الحرب الأهلية، وحالة الاستقطابين المدني والعسكري العميقين اللذين مزّقا وحدة الشعب السوداني.
وأضاف شعيب في مقالة نشرها عبر صحيفة (التغيير) تحت عنوان "الحركة الإسلامية تدفع الدولة السودانية للفناء: "حتى الآن ما تزال حكومة بورتسودان ـ بضغط من قادة الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) ـ تتعنت في التسوية، مقابل إبداء قوات الدعم السريع الموافقة دومًا على العودة إلى طاولة المفاوضات. وبالمقابل ليس لدى القوى المدنية المركزية الآن ما تقدمه لإطفاء النيران غير المزيد من الافتراق، وقلة الحيلة، وضعف التأثير. وعلى صعيد المجتمعين الإقليمي والدولي، لا نعثر البتة على جدية لحمل المتقاتلين على وقف إطلاق النار.
وأكد شعيب أنّ المسؤول الأول عن كل هذه الحرب هو رأس الدولة، والإسلاميون من خلفه. فالحكمة السياسية لعبد الفتاح البرهان غابت منذ بدايات مسؤوليته الرئاسية الشرفية، وسعى بالتعاون مع المكوّن العسكري للوقوف ضد المكوّن المدني لفضّ الاعتصام الذي شاركت فيه فيالق إسلاموية داعشية من خلف المشهد.
المسؤول الأول عن كل هذه الحرب هو رأس الدولة، والإسلاميون من خلفه، فالحكمة السياسية لعبد الفتاح البرهان غابت منذ بدايات مسؤوليته الرئاسية.
وتابع: "لكنّ ثوار كانون الأول (ديسمبر) أجبروا البرهان وحميدتي على الرضوخ لمطالبهم حتى تمخضت الوثيقة الدستورية، ولكنّ المكون العسكري لم يتعظ، فقد عرقل الحكومة الانتقالية، وفضّل التعاون السرّي مع قيادات الحركة الإسلامية.
وذكر الكاتب الصحفي البارز أنّ الاتفاق الإطاري كان فرصة ثانية لإنقاذ الوضع، ولكنّ البرهان خدع القوى السياسية في الوقت الذي كان يدبر مع الإسلاميين للتخلص من قائد قوات الدعم السريع الذي أبدى موافقته لدعم الاتفاق. وهكذا خلص التآمر ضد الحل التفاوضي إلى الحرب، والآن حصد البرهان، والإسلاميون، ثمار مشروعهم الحربي الذي أدّى إلى الكوارث الإنسانية التي لا تخفى آثارها على أحد.
وختم شعيب مقالته بالقول: ما تزال الفرصة سانحة لإنقاذ السودان ومواطنيه، إذا توفرت قدرات سياسية داخلية لإيقاف الحرب، مدفوعة بضغط دولي على المكونات الإقليمية الداعمة للطرفين، وبغير ذلك فإنّ المتوقع هو تحقيق مشروع الحركة الإسلامية القائم على تفتيت البلاد إذا لم يعودوا إلى السلطة مرة ثانية.