
كشف الباحث في شؤون الإسلام السياسي، عمرو فاروق، مؤلف كتاب "في مواجهة الإسلام السياسي.. رحلة في عقل الأصولية الإسلامية"، إن كتابه يتضمن مجموعة من المقالات التحليلية المبنية على وثائق.
وأضاف خلال كلمته في ندوة مناقشة كتابه: حاولت بقدر الإمكان أن أكون قريبا من الناس، خاصة وأن الجماعات الأصولية تعتمد على القاعدة العامة في المجتمع بلغة خطاب سهلة وبسيطة، وعندنا اهتممت بالعمل في هذا النهج اعتمدت على الكتابة الصحفية لأنها أقرب إلى الناس على عكس اللغة الأكاديمية المناسبة النخب، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الدستور" المصرية.
وتابع فاروق: أردت كتابة تصل إلى الناس وليس النخب، يمكن فهمها من طالب الجامعة ورجل الشارع العادي، لافتا إلى أن الإسلام السياسي معضلة معقدة للغاية وتقديمها يواجه مشكلة كبيرة واجتهدت أن يصل كتابي إلى المجتمع ولا يبقى حيز المكتبات لفهم مشروع الإسلام السياسي وألفاظه وليكون لدى القارئ قدرة على المواجهة.
وقال: هناك عملية توظيف للإسلام السياسي في المجتمعات العربية لتحقيق أهداف سياسية ولصنع عقول متطرفة باستخدام أدوات تقليدية وحديثة للاستقطاب والتجنيد، وقد أوضحت في الكتاب آلية الجماعات المتطرفة في عملها وأسلوبها في التجنيد.
يناقش جهود الأجهزة الأمنية في مكافحة الاستقطاب والتجنيد داخل الجماعات التكفيرية والحد من انتشارها في مختلف أنحاء مصر
وكشف أن عددا كبيرا ممن خرج من الجماعات الأصولية أصبحوا باحثين لكن واجهوا إشكاليات نفسية وتطرف في تصفية حسابات شخصية أو لهدف غسل سمعته، وبعضهم عنده عداء مع المجتمع أو عداء مع النظام ولديهم خطاب غير معلن.
ويتناول الكتاب الجديد لفاروق، وفقا للصحيفة المصرية، دور حركات الإسلام السياسي في إطار الأجندة الأمريكية، ومستقبلها في ظل السيولة الفكرية والفوضى العبثية، إلى جانب تحليل العلاقة المعقدة بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان، ومشروع “دولة الفقيه”.
كما يناقش جهود الأجهزة الأمنية في مكافحة الاستقطاب والتجنيد داخل الجماعات التكفيرية، والحد من انتشارها في مختلف أنحاء مصر.
ويعمل الكاتب على كشف اللثام عن تمويلاتها ومصادرها المالية التي تمنحها استمرارية البقاء، وتمثل صمام الأمان في معركتها مع الأنظمة السياسية العربية.
كما يلقي المؤلف الضوء على خريطة الجماعات الأصولية من “الإخوان المسلمين”، وتنظيمي “داعش” و”القاعدة”، و”هيئة تحرير الشام”، وتشابه بنائها الحركي والتنظيمي، وفق القواسم المشتركة إلى حدّ التطابق الواقعي والعملي.
وذلك على غرار فرضية “البيعة” سواءً الروحية أو التنظيمية، وضرورة تبنّي مفاهيم “الولاء والبراء”، و”السمع والطاعة”، والاعتماد على “الطابع السرّي” في التغلغل بين طبقات المجتمع، لا سيما الفئات “المهمّشة”، والتوسّع في تمدّد “الهيكل التنظيمي”، وتكريس فكرة “المؤامرة على الإسلام”، وتزكية “الانتماء الديني”، والتنصل من الارتباط القومي والوطني، فضلًا عن تلاعبها بالآيات القرآنية، ووضعها في سياقات انحرافيه للتأكيد على “تغريب العقيدة”، وتهميشها في الأزمنة الراهنة.