الإمارات.. نموذج عالمي ملهم للتطور والاستدامة

الإمارات.. نموذج عالمي ملهم للتطور والاستدامة

الإمارات.. نموذج عالمي ملهم للتطور والاستدامة


05/06/2023

مريم المهيري

دولة الإمارات، منذ نشأتها، سارت خلف قيادة حكيمة أسست لرؤية وعزيمة وطموح هدفه أن تكون واحدة من أفضل دول العالم، متمسكة في طريقها لتحقيق هذه الغاية بالمبادئ والقيم الأصيلة، والعمل وفق نهج منفتح على كل دول العالم، كما أنها تمكنت على مدى عقود قليلة من تقديم نموذج عالمي ملهم في تحقيق التنمية الشاملة والارتقاء في جميع القطاعات، مع العمل في الوقت ذاته على حماية كوكب الأرض، وما يحمله من تنوع طبيعي يضمن الحياة الآمنة والسليمة لجميع الكائنات وللأجيال القادمة.

فبينما تمضي دولة الإمارات في تحقيق مشروعها القائم على التطوير والازدهار وجودة الحياة لشعبها، بداية من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن بعده المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، لم تغفل الإمارات أبداً الأهمية الكبيرة في الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها، وحرصت ضمن هذه الرؤية على ترك بصمتها العالمية في السعي لإيجاد حلول للتحديات المناخية، التي لا يخفى على أحد آثارها الكارثية على الجميع، وهو ما تجسد بشكل عملي عبر المبادرات الرائدة التي أطلقتها، والتي أهلتها لتبوؤ مكان ريادي عالمي في قيادة جهود تحفيز الاستدامة وتبنيها، والذي يتوج العام الحالي باستضافتها الحدث الأبرز عالمياً، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ «COP28».

رؤية

هذه الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات وتحققها كل يوم تنطلق من رؤية استشرافية لقيادة حكيمة، نظرت للمستقبل بعين الحاضر، واستفادت من دروس الماضي ليكون جسراً لبناء عالم الغد، الذي نتحمل مسؤوليته اليوم أمام الأجيال القادمة، التي علينا أن نضمن لها مقومات الاستدامة. هذه هي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي تجاوز فكره حدود دولة الإمارات بمساحتها الجغرافية، لينظر إلى العالم بنظرة القائد الذي يؤمن بأن خدمة الإنسان واستدامة الحياة الكريمة والسليمة له هي مسؤولية مجتمعية وعالمية، وهي مسؤولية كل فرد يعيش على كوكب الأرض، فسموه بقيادته الاستثنائية وبرؤيته الاستشرافية، يؤسس لتوجهات جديدة تلهم لتحفيز الجهود لإحداث التغيير واستباق الزمن لتحقيق الإنجازات؛ لأن سموه يؤمن أن ما يصنع الفرق هو الأفعال، وليس الأقوال، فكان للإمارات الإنجازات الكبرى في العمل البيئي، التي أصبحت محل اهتمام العالم ومتابعته.

واليوم والعالم يحتفل بيوم البيئة، تتشارك دولة الإمارات مع جميع دول العالم إنجازاتها في ابتكار الحلول العملية للحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي، فقد استطاعت على مدى السنوات الخمسين الماضية بناء نموذج عالمي للاستدامة والكفاءة في استخدام الموارد الطبيعية، وتمكنت خلال فترة وجيزة من تعزيز قدرتها على تنويع الحياة البيولوجية وتعزيز أمنها الغذائي وفق أعلى المعايير العالمية.

نهج

وضمن سعيها لتجسد توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تؤسس الإمارات لنهج راسخ لتحقيق الاستدامة ومعالجة آثار التغير المناخي، القضية الأكثر إلحاحاً وتهديداً للحياة، ونرى الإمارات بقيادة سموه تسارع الخطى لتضع على عاتقها المزيد من الالتزامات المناخية والبيئية لمواجهة أزمة المناخ العالمية، لتواكب الحراك العالمي الهادف لمضاعفة الجهود والتعاون لحصر ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.

كما أن سموه يؤكد دائماً الالتزام بالعمل العالمي الشامل لتحقيق الاستدامة، فقال مخاطباً قادة العالم في مؤتمر الأطراف «COP27»، الذي انعقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية العام الماضي: «بما أننا لا نملك إلا أرضاً واحدة، من الضروري أن نوحد جهودنا لمعالجة هذا التحدي من خلال العمل المناخي، الذي ننظر إليه كونه فرصة للابتكار وإيجاد الحلول وتنويع الاقتصاد».

وفي كل يوم، يثبت سموه أن التوجهات يتم ترجمتها على أرض الواقع إلى أفعال لتحقيق الإنجازات، فالعام الماضي شهد توقيع شراكة استراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035.

اتفاق

كما أن دولة الإمارات، تحقيقاً لرؤية سموه، هي اليوم أول دولة في الشرق الأوسط توقع وتصدّق على اتفاق باريس للمناخ، بجانب إعلان استراتيجيتها للحياد المناخي بحلول عام 2050، ما يجعلها أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي، إضافة إلى إعلان عام 2023 عاماً للاستدامة.

وتواصل دولة الإمارات تحقيق رؤية سموه، حيث تم مؤخراً الإعلان عن النجاح الكبير لمبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، التي أطلقتها الإمارات بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية قبل عامين، والتي حققت نمواً في تعهدات الدول باستثمار أكثر من 13 مليار دولار في الابتكارات الزراعية الذكية مناخيا؛

ومن هنا يمكن القول إن فوز الإمارات باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي «COP28»، الذي سيكون منصة رائدة تجمع العالم لإيجاد حلول للتحديات المناخية الأكثر تأثيراً على حياة الإنسان، يأتي تتويجاً للثقة الكبيرة التي يوليها العالم لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودولة الإمارات في العمل المناخي.

ومع الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، المناسبة التي تعد ضمن المناسبات الأهم عالمياً لما تحمله من معانٍ ودعوات لكل إنسان لبذل الجهود لإحداث التغيير والتأثير الإيجابي لضمان استمرارية واستدامة الحياة، نؤكد أن دولة الإمارات تواصل السير على النهج لتحقيق رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائد الإنجازات وملهم التغيير للأفضل، لتعزيز مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للاستدامة ومنصة رائدة لإيجاد حلول عملية للتغير المناخي والحفاظ على الطبيعة والكائنات الحية.

كلنا ثقة بتحويل رؤية سموه إلى خطط عمل، وكلنا ثقة بقدرة الإمارات على قيادة التوجهات العالمية خلال مؤتمر الأطراف «COP28» من أجل تعزيز التزام الدول بخفض انبعاثاتها، ووضع الأساس لمرحلة جديدة عنوانها الاستدامة والرخاء والازدهار للبشرية جمعاء.

عن "البيان" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية