الإمارات تعزز الأمن الغذائي محلياً ودولياً... ما الجديد؟

افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس في دبي أول مصنع من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل في منطقة الشرق الأوسط تحت علامة (ثرايف).

ووفق وكالة الأنباء الرسمية وام، فإنّ المصنع الذي أقيم في مدينة دبي الصناعية التابعة لمجموعة تيكوم سيسهم في تمهيد الطريق أمام تطوير إنتاج واستهلاك هذه الفئة من المنتجات الغذائية في دولة الإمارات وفي المنطقة كلها.

ويُعدّ المصنع، وهو الأوّل من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل، مشروعاً رائداً ومبتكراً في المنطقة، وسيوفر اللحوم النباتية الصحية والمستدامة، والمصنوعة محلياً بنكهات مختلفة مستوحاة من مطبخ منطقة الشرق الأوسط الصحي والمتنوع.

الإمارات تفتتح أول مصنع من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد المهيري: "تمتلك دولة الإمارات توجهاً استراتيجياً نحو تعزيز أمنها الغذائي، ومواجهة كافة التحديات التي تتمثل في نقص الأراضي الزراعية وندرة المياه، ممّا يؤدي إلى نقص الإنتاج المحلي من الغذاء واستيراد دولة الإمارات لكميات كبيرة من الخارج. وقد أطلقت دولة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وأحد أهم أهدافها هو زيادة الإنتاج المحلي من الغذاء، وتطوير البنية التحتية لتعزيز كامل سلسلة القيمة الغذائية، وزيادة جاذبية الإمارات للاستثمارات في قطاع الغذاء، وتبنّي أحدث تقنيات الزراعة الحديثة من أجل تحويل الإمارات إلى مركز عالمي للأمن الغذائي القائم على الابتكار".

وأضافت: "مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28) في الإمارات، وفي ظل عام الاستدامة، تتخذ الدولة خطوات ملموسة لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وتعزيز التنوع الغذائي، ودعم تطوير عمليات الإنتاج الغذائي المستدامة. وفي هذا الصدد، يُعدّ افتتاح أول مصنع لمجموعة (إفكو) في المنطقة للحوم النباتية خطوة مهمّة نحو تعزيز هذه الصناعة، وتعزيز التنوع الغذائي والإنتاج المستدام له داخل الدولة".

المهيري: تمتلك الإمارات توجهاً استراتيجياً نحو تعزيز أمنها الغذائي، ومواجهة كافة التحديات التي تتمثل في نقص الأراضي الزراعية وندرة المياه.

وتابعت: "تتسبب صناعات الأطعمة من مصادر حيوانية، وخاصة اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، في انبعاث غازات الاحتباس الحراري الأكثر حدة. لذلك يمثل COP28 منصة مثالية لنا لعرض رؤيتنا والتزامنا بتعزيز أمننا الغذائي والوفاء بالتزامات دولة الإمارات بشأن تغير المناخ. بينما نعمل من أجل خلق مستقبل أكثر استدامة للإمارات والعالم، وسنواصل جهودنا في هذا الصدد بالتعاون مع مختلف شركائنا لتحقيق أهدافنا المشتركة."

من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية هادي بدري: "يمهّد افتتاح هذا المصنع الطريق أمام صناعة ديناميكية جديدة تُسهم في تعزيز التجارة بين دول المنطقة، الأمر الذي يعكس التزام الإمارات الراسخ تجاه استثمار التكنولوجيا والتقنيات المبتكرة لتوفير حلول مستدامة لمواجهة التحديات العالمية. كما تُعتبر هذه الخطوة علامة فارقة في مسيرة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها دبي انسجاماً مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لتعزيز مكانتها لتصبح ضمن أفضل (3) مدن اقتصادية في العالم".

وأضاف بدري: "في الوقت الذي تقود فيه تكنولوجيا الأغذية المتقدمة تغيير الاقتصاد ليصبح صديقاً للبيئة وتشكيل مستقبل التصنيع المستدام، فإنّ هذه المنشأة الجديدة لمجموعة (إفكو) تُعدّ دليلاً على الدور المحوري لدبي في ترسيخ الممارسات البيئيّة السليمة وضمان نموها للإسهام في الحدّ من آثار التغير المناخي، وأيضاً تسريع وتيرة إنشاء اقتصاد أخضر ومستدام، عبر توفير الفرص أمام القطاع الخاص للاستثمار في التقنيات المستدامة".

بدري: المصنع يعكس التزام الإمارات الراسخ تجاه استثمار التكنولوجيا والتقنيات المبتكرة لتوفير حلول مستدامة لمواجهة التحديات العالمية.

وأكّد بدري أنّ مثل هذه المبادرات تُعزز بيئة الإمارة الجاذبة للمزيد من الشركات والمستثمرين، وتُسهم كذلك في توفير فرص عمل جديدة.

وقال النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم – القطاع الصناعي سعود أبو الشوارب: "يتصدّر الأمن الغذائي قائمة أولويات دولة الإمارات، انسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 وأجندة دبي الاقتصادية (D33).

ويتماشى إطلاق مشروع الأغذية النباتية (ثرايف) مع رؤية مجموعة (إفكو) العالمية الرامية للاستثمار في المستقبل من خلال البحث عن أحدث تقنيات الإنتاج الغذائي التي تعود بالنفع على دولة الإمارات، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما في ذلك الصحة الجيّدة والرفاه، والاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والعمل المناخي.

وتشير التقديرات الصادرة عن مؤسسة الأبحاث العالمية ResearchAndMarkets.com إلى أنّ قيمة السوق العالمية للحوم النباتية قدّرت بنحو (7.9) مليارات دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى (15.7) مليار دولار بحلول عام 2027. وقد جرى تجهيز مصنع اللحوم النباتية (ثرايف) لدعم توفير هذه المنتجات، وتلبية احتياجات ما يقرب من 30% من إجمالي سكان دول الخليج، وتشير الأبحاث إلى أنّها ستبرز بقوة ضمن مكوّنات الحمية النباتية المرنة في المستقبل.