قطعت الإمارات العربية المتحدة مسافة كبيرة في مجال الصناعات النووية السلمية، مسجلة رقماً جديداً في العالم العربي في هذا القطاع، الذي يُعتبر من القطاعات الحيوية على الصعيد العالمي.
مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعلن اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية
فقد أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثانية، ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية، الأولى من نوعها في العالم العربي، والجاري تطويرها بمنطقة الظفرة في إمارة أبو ظبي، إلى جانب اكتمال تسليم المحطة إلى شركة نواة للطاقة، التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة من أجل بدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية.
ويأتي هذا الإنجاز الاستراتيجي بعد الانتهاء من مرحلة الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية، والانتقال إلى مرحلة الاستعدادات التشغيلية والاختبارات الرئيسة لأنظمة المحطة، وكذلك عمليات التفتيش الرقابية والمراجعات الدولية، التي تمهّد للحصول على رخصة تشغيل المحطة الثانية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقبل الانتهاء من الأعمال الإنشائية، اجتازت المحطة الثانية اختبار الأداء الحراري في آب (أغسطس) 2018، إلى جانب اجتيازها لاختباري السلامة الهيكلية ومعدّل التسرّب المتكامل في آذار (مارس) عام 2019، حيث أظهرت هذه الاختبارات المهمّة التي تسبق مرحلة التشغيل أداءً نموذجياً للمحطة الثانية من حيث السلامة الهيكلية، كما أثبتت أنّ كافة أنظمة المحطة قادرة تماماً على أداء دورها بشكل موثوق وآمن فور بدء المرحلة التشغيلية وفق أعلى معايير السلامة العالمية.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد إبراهيم الحمادي في تصريح صحفي نُشر على موقع المؤسسة بهذه المناسبة: "إنّ اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية وتسليم جميع أنظمتها إلى شركة نواة للطاقة، وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن والجودة، هو نتيجة التفاني والمستوى المهني العالي لجميع العاملين في البرنامج النووي السلمي الإماراتي. كما تبرز هذه الإنجازات أهمية تطوير 4 محطات متطابقة في آن واحد، حيث ساهمت الخبرات والدروس المكتسبة خلال المرحلة الإنشائية للمحطة الأولى في تطوير المحطة الثانية، والمحطتين الثالثة والرابعة أيضاً، ضمن مشروع محطات براكة".
اقرأ أيضاً: السعودية على موعد مع المفاعل النووي الأول والانتساب إلى الاقتصاد المتقدم
وأضاف الحمادي: "تُبرز هذه الإنجازات الكبيرة الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة ودعمها اللا محدود للدور الريادي لدولة الإمارات في الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة في المنطقة. كما تؤكّد هذه الإنجازات نجاح التعاون المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشريكها في الائتلاف المشترك والمقاول الرئيسي للمشروع، الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)".
وختم الحمادي بالقول: "البرنامج النووي السلمي الإماراتي يُعدّ محرّكاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي والعلمي في دولة الإمارات، من خلال مساهمته في تعزيز أمن الطاقة وتنويع الاقتصاد وتوفير وظائف مجزية لمواطني الدولة. واليوم نحن على بُعد خطوة من تأمين مستقبل أكثر استدامة وإشراقاً للأجيال القادمة".
ويُعدّ مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية واحداً من أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية الجديدة في العالم، من حيث تطوير 4 محطات متطابقة في آنٍ واحد، تضمّ كلّ منها مفاعلاً من طراز "APR-1400" المتقدّم. ويُعدّ هذا المفاعل واحداً من أحدث تصميمات المفاعلات النووية في العالم وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية، ويلتزم بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأداء، وتمّ اعتماده من قبل مفوضية الرقابة النووية الأمريكية في عام 2019، حيث يحتوي تصميم المفاعل APR 1400 على أنظمة أمان متطوّرة تضمن إغلاق المفاعل بشكل آمن وآلي وإزالة الحرارة ومنع الإشعاعات في حال الظروف غير الاعتيادية.
يُذكر أنّ الأعمال الإنشائية في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية بدأت في العام 2012، وشهدت تقدّماً متواصلاً منذ ذلك الحين، حيث وصلت نسبة الإنجاز الكليّة في المحطات الأربع إلى أكثر من 94%، بينما وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الثالثة إلى أكثر من 92% والرابعة إلى أكثر من 85%.
وستوفر المحطات الأربع فور تشغيلها ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة، كما ستحدّ من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنوياً.