الإخوان و"نظرية المقاول".. رجعيّة تنفذ من شروخ المعارضة استنساخاً للعبة 2019

الإخوان و"نظرية المقاول".. رجعيّة تنفذ من شروخ المعارضة استنساخاً للعبة 2019

الإخوان و"نظرية المقاول".. رجعيّة تنفذ من شروخ المعارضة استنساخاً للعبة 2019


12/10/2023

حازم شريف

أهمُّ ما فى الانتخابات أنها مواسم تساؤلاتٍ جادّة وأجوبة شافية، أو هكذا يُفترَض أن تكون؛ لذا لا تصلح الرماديّة رهانًا يستند إليه مشروعٌ سياسى يدَّعى الجدّية. أن تطرح نفسك على الناس؛ فأنت مُلزمٌ بسدّ الثغرات، والردّ على الشبهات إذا أُثيرت، وحتى قبل أن تُثار. الميوعة فى أدنى معانيها تُترجم سيولةً وانعدامًا للرؤية، وفى أعلاها قد تُعبِّر عن مُناوراتٍ مُتلوِّنةٍ واتفاقات مخبوءةٍ تحت الطاولة. مفهومٌ أن السياسة تحتمل شيئًا من المُداراة؛ إنّما ليس فى الأصول والخطوط العريضة، والمُرتكزات التى تنبنى عليها أجندة المُرشَّح وانحيازاته. والمُؤسف أن بعض الراسخين فى العمل العام ينزلقون عمدًا إلى ألاعيب الحُواة و«التلات ورقات»، مُتجاهلين تأثير ذلك على صفاء البيئة السياسية، وعلى تحالفاتهم الظرفيّة والمُمتدّة، وربما على تماسكهم الأيديولوجى وثبات قواعدهم. المثال الأقرب ما تشهده أجواء الاستحقاق الرئاسى من لعبةٍ خَطِرة، تقفز فيها بعض الدوائر المدنيّة على ثوابتها القديمة؛ لتسير إلى مُمارسةٍ يغيب فيها العقل والمنطق والمواقف المستقيمة، لصالح تلفيق جبهاتٍ شديدة التناقض، على أمل أن تُعوِّض بعضًا من ذُبولها وارتباك أبنيتها. يُؤخَذ على ذلك ما فيه من خِفّةٍ وانتهازية؛ لكن الأخطر أنه يمسُّ عصب الحزبية الناضجة، لناحيةِ أنها التقاءٌ على أفكارٍ وبرامج عمل، ويُحوِّلها إلى جماعات مصالح قابلة للصرف وفق حساباتٍ نفعيّة طارئة. أى أن تتحوَّل من بدائل مُتنافسةٍ ومُرشَّحة للصعود، إلى ميليشيات مُوجَّهةٍ ضد مُبرِّرات وجودها على المدى البعيد.

كان 2019 عام التحوُّل الأكبر فى استراتيجيات الإخوان منذ إطاحتهم من السلطة فى ثورة 30 يونيو.. بدأ باختراقٍ ناعم فى بعض الأحزاب، تلته مُبادرة أعلنها أحد وكلاء الجماعة مشمولةً بقائمة من الأسماء، ثم بالسير إلى تحالفٍ انتخابى يجمعهم ببعض التيارات المدنيّة، وأخيرًا أُلقِيت ورقةُ المقاول المشبوه محمد على فى عرض الطريق. فى الظاهر، قد تبدو الحلقات مُنفصلةً عن بعضها، إنما فى الجوهر كانت تُشكِّل سلسلةً واحدة، مفتاحها العودة إلى لعبة الرجعيّة الأثيرة فى توظيف الوكلاء والخلايا النائمة داخل تجمُّعات السياسة، وبعدها تأتى إغراءات التوافق ومزاياه القادرة على جذب الطامعين وذوى المصالح، وأخيرًا إرباك الفضاء الاجتماعى؛ بما يسمح بإلهاء الدولة وتمرير شبكات العمل الجديدة. بعضُ تأثيرات السنوات الأربع الماضية لا تزال قائمة، تُرافقها عودة مُستجدَّة للآليات القديمة فى تعبيد الجسور أو إطلاق بالونات الاختبار. والمُشكلة ليست فى أن فصائل المعارضة لم تلحظ الفخ، فكرَّرت السقوط السهل؛ بل فى أنهم اليوم يذهبون إليه راضين، حتى لو أنكروا برعونةٍ وسذاجة.. فى السياسة أنت مسؤولٌ عن خصومك وداعميك على السواء، وأقلُّ المسؤولية أن تُوضِّح أو تشرح أو تنفى أو ترفض الدعم علنًا؛ طالما لا ينسجم مع قناعاتك وباقة الشعارات التى ترفعها، وتقول إنها للاعتقاد الراسخ لا الاستهلاك العابر.

فى العام المذكور، انتُخبت فجأة قائمةٌ شابّة فى أحد الأحزاب الوليدة بعد 2011، وفُتِحت منصَّات الجماعة والوسائط القريبة منها للرئيس الجديد، ليُعلن صراحةً أنه يرفض تخوين مُعارضة الخارج/ الإخوان بالطبع، ويُرحِّب بمُبادرة أجيرهم الذى منحوه قناةً فضائيّة مجانًا، ويُعارض ما أسماه «التفاوض مع النظام»، ثم بشَّر بتحالفٍ انتخابى يُرتِّب له أحد شباب التيّار الناصرى، وأنه لن يستثنى أحدًا من القوى السياسية، بحسب قوله. كان مُيسِّر التحالف قد استبق ذلك بالدعوة لاستيعاب الإخوان تحت لافتة «الإصلاح السياسى». أُثير وقتها أن الشراكة الجديدة تنفتح على الأحزاب الإخوانية وبقايا التنظيم؛ لكن الحركة المدنية نفت ذلك واعتبرته من قبيل الاستهداف والتشويه، وأنها لن تعمل مع المُتورّطين فى العنف والإرهاب. اليوم يتقدَّم داعية الفكرة للسباق على الرئاسة، ويدعمه رئيس الحزب الثورى الذى رحَّب بالإخوان ومُبادراتهم، رغم أن خليفته فى رئاسة الحزب طرحت نفسها للمُنافسة، لكنه تجاهل التطابق الأيديولوجى والعِشْرة والتزامه الحزبى، وصار مسؤولاً فى الحملة المُضادة، ومعه ثلاثة على الأقل من مجموعات عبدالمنعم أبو الفتوح وحازمون وضيوف رابعة.. الحركة رأت السيناريو يتجدَّد أمامها؛ لكنها لم تُكرِّر موقف الرفض الصريح، وتجاهلت الشُّبهةَ كأنها لم تكن، بل سعت إلى توسعة طريق «راغب الترشُّح» المحاط بالتساؤلات على حساب آخرين من أعضائها. وهنا علامتا استفهام ودهشة!

يبدو المشهد مُرتبكًا داخل الحركة المدنية. الناصريّون سبق لهم التحالف مع الإخوان فى انتخابات 2011، واعتذر كبيرهم للجماعة باسم «عبدالناصر» عما اعتبره تنكيلاً طالهم فى الستينيات، ومن يعتذر عن أهم مُرتكزات مشروعيّته الأيديولوجية، لن يكون أكثر حرصًا على 30 يونيو. وهو اليوم نفسه الضاغط الأكبر لتمرير ترشُّح خليفته وعرَّاب ائتلاف 2019 باسم التيّار المدنى. بحسب المعلومات، طلب الرمز الناصرى لقاءً بين أحزاب الحركة والسياسى الشاب بعد عودته من لبنان، والثابت أنهم أثاروا مسألة موقفه من الإخوان، وتهرَّب من التوضيح، ثم أنكر أنه التقى مندوبًا عنهم فى بيروت، وصمت تمامًا عن حديث اجتماعه ببعض وُجوههم فى الأردن، ولم يُقدِّم إيضاحات شافية تكفى لتزكيته من الحضور.. بحسب مصادر من داخل التيار، لم يكن فريد زهران ولا حزبه «المصرى الديمقراطى الاجتماعى» يُفكّران جدّيًّا فى الترشُّح للرئاسة حتى تلك اللحظة، وأن الموقف تحوَّل تمامًا بعد الاجتماع «المُثير للشكوك» كما يقول المُطّلعون على كواليسه. القراءة هنا لا تحتمل سوى معنى واحد، هو التضارب وعدم الاتفاق؛ فالحركة قالت طوال الشهور الماضية إنها ستخوض السباق بمُمثّلٍ وحيد، ثم تقدَّم ثلاثة. ما فهمته شخصيًّا أن حزب المصرى يتمسَّك بالتحالف؛ لكنه لا يُريد التورُّط فى دعم شخصٍ محسوب على الإخوان، فكان أقلّ البدائل كُلفةً أن يتقدَّم للانتخابات، فلا يُضطرّ لمُغادرة الحركة ولا للاصطفاف الإجبارى مع ما يرفض.. المشكلة أن بعض مُستثمرى التيَّار رفضوا تلك الصيغة، وتشدَّدوا فى طعن «زهران» بادّعاء أنه جزءٌ من مسرحية، رغم أنه يفوقهم فى التاريخ والسُمعة، والمفارقة أنهم تلاقوا فى ذلك مع مالك القناة الإخوانية الذى شنَّ هجومًا كاسحًا عليه بالتزامن، مُقابل إسناد الشاب المُنافس وصديق جلسات بيروت.

ارتباك الحركة يتّضح فى اختيارات وتعليقات قادتها. اثنان من رجال الأعمال، أحدهما أغلق صحيفةً وفصل مئات الصحفيِّين والآخر طُرِد من البرلمان، تفرّغا لتكسير مُرشَّح التيَّار الذى نجح فى عبور العتبة الانتخابية، لصالح الثانى الذى غرَّر بهم فى الأجوبة وتفاصيل تحرُّكاته بالخارج. ثم كان الفالق الأكبر، عندما كتب مُتحدّث الحركة، خالد داود، مقالاً فى إحدى المنصَّات المحسوبة على المعارضة، قال فيه صراحةً إن موقف السياسى الشاب مائعٌ ومرفوض، ولا يُرضى قطاعًا واسعًا من المواطنين الرافضين لعودة مهزلة الإخوان، مُعتبرًا أن حساباته الانتخابية تفوق القناعات والخلفية الأيديولوجية. وامتدّ فى النقد إلى آرائه الرجعية التى تجعله مُمثّلاً للسلفيِّين أكثر من الجبهة المدنية، وما يبدو فيه من غرور ورماديّة ومُناورة سطحية بالحديث عن أن برنامجه «عابر للأيديولوجيا»، مُختتمًا بأن فزّاعة الالتفاف الحزبى والنبرة العالية لن تمنعه من نقده، وأن دعمه يبدأ من إعادة النظر فى طروحاته، وتبنّيه خطابًا أكثر وضوحًا وتواضعًا.. حصيلة ذلك، أنه لا اتفاق عليه داخل البيت، وأن الخلافات تخرج للعَلَن حادّةً وساخنة، وما يحدث فى المُؤتمرات الصحفية يبدو أنه مُهندَسٌ تحت ضغوطٍ من رؤوس المال التى تُنفق على التيَّار وتحتضنه. والمُدهش أن تلك القوى المُتغطرسة فى فرضه، عندما لوَّحت بالتصعيد وهدَّدت بالانفجار، لم تمرّ ساعات حتى أصدر البرلمان الأوروبى قرارًا بالفحوى نفسها، وبالإشارة إلى «راغب الترشُّح» المقصود على التحديد، ولم يصدر عن الحركة بيانٌ لإبراء الذمَّة من قبول هذا الموقف أو العلم المُسبَق به. هنا يحقّ السؤال عن دور الإخوان، وقد تكرَّر سابقًا أنهم استصدروا قرارات وبيانات من الجهة نفسها بالمنطوق الذى يُريدونه، إمَّا بإسناد شُركائهم الحقوقيِّين أو عبر المراكز والجمعيات الإسلامية التى يُسيطرون عليها، كما أن أحد أعضاء الحركة غير بعيدٍ عن الأُوروبيّين، وتورَّط مع بعض أجهزتهم من قبل فى فضيحةٍ سياسية أُثيرت وحُسمت تحت قبّة البرلمان.

عندما دُفِع المقاول محمد على إلى المشهد العام من نافذة منصَّات التواصل، لعب به الإخوان عدَّة أسابيع من وراء ستار، ومع الرواج طمعوا مُبكّرًا فى جَنى المكاسب؛ فجاهروا بتبعيَّته للجماعة، والتقوه فى محلّ إقامته بإسبانيا، واستضافوه على شاشاتهم، ثم تبادلوا الاتهامات عن تحصيل ملايين الدولارات من المُموّلين لصالح مشروع المُقاول المُعارض؛ والمفارقة أن المُتّهم الأول بالفساد كان «أجير الجماعة» المُكلَّف بلقاء الشاب الناصرى المطروح مُنافسًا على الرئاسة. هل يتكرَّر مشهد المقاول اليوم؟ عملٌ سرّى ولقاءات بين بيروت وعمّان، ثم دعمٌ ناعم وانخراط كثيف فى الحملة الانتخابية، وأخيرًا محطّة التصريح العلنى كما حدث من حلمى الجزار وعصام تليمة وكل قنوات الجماعة، وصولًا إلى عبدالله الشريف وقطيع «حازمون»؟ لا أستهدف الطعن أو التخوين، ولا أقطع بأن السيناريو مُرتَّب ومُتّفق عليه بهذا التتابع كما فى حالة المُقاول، لكن تشابه السياقات يُغرى بإثارة الشُّبهات، ولا فارق بين أن يكون ذلك مقصودًا أو عفويًّا؛ لأن المُحصّلة واحدة، وطريق الخروج من الفخّ واحدٌ أيضًا: أن تُعلن الحركة المدنية موقفها بوضوحٍ لا يقبل التأويل، وأن يُعلن «راغب الترشُّح» نفسه أنه ليس جزءًا من أيّة توافقات، ولا يُرحّب بالعمل مع الإخوان أو الفوز بدعمهم. من دون ذلك يصعب افتراض حُسن النيّة واستقامة الخطط، ويكون مقبولاً القول إننا إزاء «مقاول جديد»، رست عليه مُناقصة تسريب الجماعة الإرهابية للمشهد الذى لفظها قبل عشر سنوات.

برومانسيةٍ وطنية، أتمنى أن ينجح كل ساعٍ للترشُّح فى الوصول إلى السباق، وبواقعيةٍ جادة أعلم أن بعض الراغبين لا تُسعفهم قُدراتهم وذيوعهم وروافعهم الحزبية، وأن كثيرين من الصالحين للمُنافسة لا يطرحون أنفسهم أصلاً، كما لا تُرحِّب بهم دوائر المصالح الحزبية.. لكنّ السعى إلى مُمارسةٍ انتخابية مُنفتحة وديمقراطية، يجب أن ينضبط بقواعد الصراع السلمى الصاعد، وألّا يشتغل على توظيف الصندوق لضرب السياسة، ومُقاربة مهمَّة الإصلاح بشعارات الثورة. البديهى أن الأحزاب المدنية تتصادم بعنفٍ مع الإخوان، من باب التصدّى للرجعيّة وتسلُّط الميتافيزيقيا ومُحاولات تديين المجال العام، ومن زاوية أنهم معنيّون بالنموّ المُتدرِّج للبيئة الناتجة عن «30 يونيو»، بينما تسعى الجماعة لإسقاطها تمامًا. التحالف رغم تلك التناقضات أقرب إلى تواطؤ المدنيِّين على أنفسهم، والتعالى على إعلان مواقف كاشفة يُثير الشكوك فى صفاء البرامج والتحرُّكات.. ليس من مهام خصوم الإخوان أن يكونوا مُقاولى هدمٍ لدى الجماعة، بقصدٍ أو من دون قصد.

أن يُصدر حزبٌ من الحركة المدنية بيانًا ينحاز ضمنيًّا لقرار البرلمان الأوروبى، ويُطالب علنًا برقابة دوليّة على الانتخابات؛ أبعد ما يكون عن الرُّشد والحصافة ونُضج الممارسة السياسية، وأن يصمت التيَّار على ذلك فلا معنى إلا أنها لعبة توزيع أدوار: يتّفقون فى الداخل على خطابات، ثم يخرج كلٌّ منهم للساحة بعكسها. مَن يذهب إلى هكذا أدواتٍ لا يُستبعَد أن يلتفت عن الإخوان فى النور وينام فى أحضانهم بالغُرف المُغلقة، أو يحتضن بالوكالة من يتعطَّرون للتنظيم ويحملون شيئًا من رائحته فى حديثهم وإيحاءاتهم.. النزعة الصفريّة فى المُواجهة تشى بأنها معركة تكسيرٍ فى نظر البعض، وأن ما بعد المنافسة لن يخلو من احتدامٍ وتسخين وطعنٍ فى الشرعية؛ لأنهم يذهبون للرحلة على قطار الإخوان، ومحطّته أن يتغيَّر نظام الحُكم وإلا فالعملية مرفوضة. يليق ذلك بمقاولة هدمٍ فعلاً، لا بمشروعٍ سياسى إصلاحى، يبنى على ما فات ويتحضَّر للمُستقبل، وليس العودة إلى نقطة الصفر التى لا تُحقِّق مصلحة أحدٍ سوى الرجعية الدينية.

لا يُمكن أن تدَّعى الناصرية وأنت تنقلب على ميراث «عبدالناصر»، ولا المدنيّة وأنت تكبش جمرة الأُصوليّة لتُلقيها فى حِجر المجتمع. إن سمح غُربال البيئة السياسية بأن تمرَّ بعض الخطابات المرتبكة إلى الجمهور، وأن ينخدعوا فيها؛ فإن الأحزاب مسؤولةٌ عن خياراتها وتتحمَّل كُلفتها مُنفردة، وعليها أن تُرتِّب أهدافها التكتيكية بما لا يُناقض الأيديولوجيا والاستراتيجيات.. اللعب مع الإخوان انتهازيّةٌ مقيتة، وإسنادُ اللاعبين معهم بلاهةٌ تُثير الشفقة والأسى. قبل أربع سنوات هلَّل بعض المدنيِّين للمقاول المشبوه محمد على، ولم يعتذروا أو يندموا، أو يعترفوا بالخيبة والغباوة، بعدما تكشَّفت حقيقة وكالته عن حظيرة الجماعة الساقطة؛ والخطر أن يُلدَغ السياسيِّون من الجُحر ذاته مُجدّدًا، وأن يُكرِّروا تجربة العمل فى مُقاولات الإخوان، بإيمانٍ جهول، كما كانوا دائمًا منذ احترف التنظيم ركوب ظهر الأحزاب والحركات من اليمين لليسار، ولعب بالليبراليين والناصريين والاشتراكيين الثوريين، فأن تُخدَع مرّة عارٌ عليهم، وأن تُخدَع مائة مرّة فالعار كلّه عليك وحدك؛ ولا يصحّ أن تكون الخفَّة والسذاجة حصّةَ النُخبة فى الذهاب وفى الإياب، ولا أن يكونوا مطيَّة المجرمين السهلة؛ فما هكذا تُورَد إبلُ السياسة، وما هكذا يرتقى ويربح السياسيّون.

عن اليوم السابع"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية