"الإخوان ماتت ودفنت بلا جنازة".. شهادة جديدة تعصف بالتنظيم الإرهابي

"الإخوان ماتت ودفنت بلا جنازة".. شهادة جديدة تعصف بالتنظيم الإرهابي


22/02/2022

أحمد فتحي

"جماعة الإخوان التي نعرفها قد ماتت، ودُفنت بلا جنازة مع الانقسام الأخير"، تلك كانت شهادة جديدة خرجت من عقر دار الجماعة الإرهابية.

هذه الشهادة تجسد بوضوح عمق الأزمة التي تضرب رأس التنظيم الذي انشطر بين جبهة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام، والمقيم في لندن، وجبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة (إسطنبول)، كلتا الجبهتين المتناحرتين على المال والسلطة والنفوذ.

وتزامنا مع الانشطار غير المسبوق الذي يضرب التنظيم الإرهابي، وانقسامه بين جبهتين، خرج "كيان ثالث" من التنظيم يهاجم محمود حسين، وإبراهيم منير، ويدعو شباب الجماعة إلى طريق ثالث، بعيدا عمن وصفهم بـ"الفاسدين والخائنين".

وفي شهادة ضمن سلسلة مقالات بعنوان: (لماذا كانت جماعة الإخوان؟ وما أهمية بقائها؟ وإلى متى؟)، قال القيادي الإخواني عضو الفريق الرئاسي للرئيس المعزول والراحل محمد مرسي، إن "الإخوان التي نعرفها (ولا أقول الدعوة ولا الفكرة) قد ماتت، ودُفنت بلا جنازة، مع هذا الانقسام الأخير".

وزاد قائلا: "هذا الانقسام الذي قاده بعناد وإصرار محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، ولا أعفي إبراهيم منير (نائب المرشد العام) من المسؤولية؛ فقد أغرى افتقاره لمقومات القيادة، وضعف شخصيته حسين بالاستحواذ على مفاصل الجماعة وقرارها ومقدراتها، على مدى ثماني سنوات كاملة!"

وسبق أن قال عبدالعزيز، عبر حسابه بموقع تويتر"، إن "الفريقين المتصارعين على قيادة الإخوان كانا فريقا واحدا قبل ثماني سنوات، وكلاهما شريك فيما آلت إليه الأمور، فلا يحق لأي منهما (اليوم) توجيه الاتهامات للآخر.. كلاهما مطلوب للمساءلة أمام قواعد الإخوان".

وبالتزامن مع هجوم "عبد العزيز" الحاد على جبهتي الإخوان، واصل القيادي الإخواني أشرف عبد الغفار من انتقاداته لجبهتي منير وحسين، موجها حديثه لهما قائلا: "ماذا فعل كلا من الطرفين المتناحرين علي القيادة، والذي يدعي كل منهما أنه يحفظ الجماعة، ويقودها، ويديرها، ومسؤول عنها، وعن أفرادها مسؤولية قانونية وأخلاقية ودينية".

ويتابع "عبد الغفار" الهارب في تركيا منذ سنوات : "أفعلوا شئ، أو أرحلوا"

كما اتهم عصام تليمة القيادي الإخواني، والمدير السابق لمكتب يوسف القرضاوي (من كبار قيادات تنظيم الإخوان التاريخية)، تلك القيادات بالفساد والخيانة، وقال في مشاركة سابقة له عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك": "تخيل عدد البيانات التي خرجت من قيادات الجماعة، وعدد اللقاءات التي تم عقدها لإثبات أن القيادة (هذه أو تلك) على حق وليست مفصولة، وكم التخطيط للسيطرة على المؤسسات والمال والقنوات".

شهادات عبد العزيز وتليمة وعبد الغفار ضد الجبهتين المتناحرتين في قمة رأس التنظيم الإرهابي، يراها هشام النجار الخبير في شئون حركات الإسلام السياسي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أنها دلالة على استمرار الانقسام والتناحر والصراع على من يقود التنظيم، ويقصي الآخر مع عدم قدرة أي جبهة منهما على الحسم".

ويضيف: "هذا بدوره يتيح مساحة لحضور من يعارضوهما معا في محاولة للفت الأنظار وإثبات الحضور وإحراز بعض المكاسب خلال هذه المرحلة العائمة والملتبسة لأنهم متيقنون أنهم لن يقدروا على احرازها مستقبلا".

الدافع من الهجوم، والحديث للنجار، يتمثل في أن "تلك الأصوات تعمد للضغط على الجبهتين لإيجاد قدم لها في المرحلة المقبلة، وفي سياق المناصب الإدارية والمغانم المالية، في ظل تواضع قدرتهم على طرح أنفسهم ككيان، أو تيار قادر على أن يحل محل الجبهتين المتصارعتين"

وبدوره، قال أحمد بان الخبير في شئون حركات الإسلام السياسي في حديث لـ"العين الإخبارية" إن الهجوم على القيادات الإخوانية يأتي تعبيرا عن شعور تلك قواعد التنظيم بالصدمة في تلك القيادات والمستوى الذى انحدرت إليه.

واعتبر أن الشهادات النابعة من عقر دار الإخوان "شكل من أشكال الانكار لعدم صلاحية الفكرة للحياة وعدم جدوى أي إصلاح، أو مراجعة لاستنقاذ الفكرة أو التنظيم".

واشتعل الصراع بين "جبهة لندن" بقيادة إبراهيم منير، وجبهة إسطنبول في المقابل التي يتزعمها محمود حسين، عقب إعلان الأخير مؤخرا تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد" واختيار القيادي مصطفى طلبة ممثلا عنها بمنصب مرشد الجماعة لمدة 6 أشهر.

وفي رده، أصدر تنظيم الإخوان (جبهة منير) بيانا تحت عنوان "ليسوا منا ولسنا منهم"، أعلن خلاله فصل مصطفى طلبة، إضافة إلى فصل قيادات جبهة الأمين العام السابق، وبينهم مدحت الحداد، ومحمد عبدالوهاب، وهمام علي يوسف، ورجب البنا، وممدوح مبروك.

وقال بيان لجبهة منير، نشره موقع "إخوان سايت" التابع للجبهة مؤخرا: "ليس منا ولسنا منه، كل من خرج عن الصف، وكل من ساهم في شق الجماعة، وترديد الافتراءات الكاذبة".

وبتشكيل جبهة إسطنبول لـ"لجنة للقيام بأعمال المرشد" تكون الجماعة كتبت الفصل الأخير من نهايتها، حيث يتم تدشين تنظيمين رسميين داخلها لأول مرة، ولكل منهما متحدث رسمي، ومكتب شورى الأول في لندن والآخر في إسطنبول.

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية