الإخوان في أوروبا.. 4 روافد للتمويل

الإخوان في أوروبا.. 4 روافد للتمويل


07/03/2022

حسام حسن

تدير الإخوان الإرهابية شبكة خطيرة من التنظيمات المتطرفة في أوروبا، تغذيها قنوات تمويل مختلفة، ما يجعل الجماعة خطرا كبيرا على القارة.

وذكر تقرير لمركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا عن هياكل الإخوان، "في حين أن هناك اختلافات من بلد إلى آخر، فإن الجنين الأصلي لوجود الإخوان في أوروبا، رأى النور بين الستينيات والثمانينيات من قبل طلاب الشرق الأوسط في الجامعات الأوروبية وعدد قليل من كبار أعضاء جماعة الإخوان".

وتابع: "ما بدأ كوجود غير متوقع ومؤقت في أوروبا، أصبح مع مرور الوقت مستقرًا وتوسع بشكل كبير.. اليوم، كل دولة أوروبية رئيسية هي موطن لشبكة صغيرة من الأفراد والمنظمات بدرجات متفاوتة من الاتصال بجماعة الإخوان".

وتابع: "علاوة على ذلك، أوجدت الأوساط الإخوانية العديد من المنظمات العامة التي بينما يسيطر عليها نفس العدد الصغير من النشطاء، تهدف إلى إبراز صورة من الدعم والتمثيل الواسعين".

ومنذ أواخر الثمانينيات، سعى قادة الشبكة الأوروبية للإخوان إلى إنشاء هيكل رسمي لعموم أوروبا، وفي عام 1989، أنشأوا اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، ومقره بروكسل، الذي تحول لمنظمة مظلية، وفق التقرير الذي قال بوضوح "كل عضو في هذا الاتحاد هو جزء من شبكة الإخوان بأوروبا".

بمرور الوقت، أسس الاتحاد الذي غير اسمه في عام 2020 إلى مجلس المسلمين الأوروبيين، العديد من الكيانات المتخصصة لخدمة أهداف محددة، مثل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، والمركز الأوروبي للفتوى، ومؤسسة "أوروبا ترست" التي تدير أنشطة مالية في العقارات وغيرها، لتمويل جمعيات ومنظمات الجماعة.

ولفت التقرير أيضا، لوجود منظمة أخرى معنية بجمع المال وقريبة من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وهي "منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية"، مضيفا "تنفي الإغاثة الإسلامية بشدة أي صلة بجماعة الإخوان، لكن علاقاتها التنظيمية والشخصية بشبكة الجماعة الأوروبية واسعة النطاق".

شبكات التمويل

تشكل الكيانات المختلفة التي أنشأتها كل بيئة إخوانية في دول أوروبا، مجموعة واحدة متماسكة إلى حد ما على مستوى القارة تندرج تحت اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.

وبينما تنشط كل شبكة محلية على أرض الدولة التي تأسست بها، فإن علاقاتها مع الشبكات في الدول الأخرى؛ الشخصية والتنظيمية والمالية، واسعة النطاق.

ووفق التقرير النمساوي، تدار شبكة الإخوان من قبل مجموعة صغيرة إلى حد ما (بضع مئات من الأفراد) من الرجال، وعدد صغير ولكن متزايد من النساء ومعظمهن زوجات أو بنات كبار القادة في الجماعة، يعرفون بعضهم البعض ويحتكرون الأنشطة القيادية والمالية للجماعة في القارة الأوروبية.

ووفق التقرير، فإن ديناميكيات التمويل الخاصة بالإخوان في أوروبا معقدة ويصعب اختراقها. لكنه حدد ٤ روافد لتمويل الإخوان في أوروبا، أهمها تبرعات عناصر الجماعة، والهبات الخارجية من دول خارجية، وأرباح شبكة شركات تديرها الجماعة في القارة العجوز، وأخيرا مساعدات من حكومات أوروبية في إطار برامج لدعم الاندماج والتواصل مع الجاليات الإسلامية.

وفيما يتعلق بأرباح الشركات والأنشطة المالية، قال التقرير "لقد طور الإخوان في أوروبا، منذ فترة طويلة شبكة من الشركات، ركز بعضها على الأنشطة ذات الصلة بالإسلام (شهادة اللحوم الحلال، وبيع المطبوعات الدينية وما إلى ذلك)، وبعضها غير مرتبط بالدين، مثل تجارة العقارات وشركات الخدمات والتحويلات المالية.

أما فيما يتعلق بمنح الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي، ففي السنوات الأخيرة، تلقت المنظمات التي تنتمي إلى بيئة الإخوان في أوروبا، بشكل متزايد، أموالًا عامة لأنشطة مثل دعم الاندماج، ومنع التطرف، ومكافحة العنصرية/ الإسلاموفوبيا، وما إلى ذلك.

كما تحصل المنظمات التابعة لشبكة الإخوان، على أموال من وكالات المعونة الحكومية الأوروبية، لتنفيذ مشاريع لها في المناطق الصعبة بشكل خاص في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وفق التقرير النمساوي.

وخلص التقرير إلى عدد من التوصيات أولها وقف تمويل الدول الأوروبية للجماعة في إطار البرامج المختلفة وأي تعاون حكومي مع الإخوان، فضلا عن ضرورة جمع المعرفة الكاملة عن أنشطة الجماعة وتحركاتها وهياكلها من أجل مواجهة الجماعة بشكل أفضل وأكثر نجاعة.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية