قال اللواء المصري الدكتور محسن الفحام: إنّ جماعة الإخوان الإرهابية تشهد حالياً حالة من الانتعاش ومحاولات فرض وجودها مرة أخرى على ساحة الأحداث، ولكن من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المعادية، أملاً في استعادة الإخوان لتأثيرهم على الشارع المصري، مستخدمين في ذلك أخسّ وأقذر الوسائل وملتحفين بالأكاذيب والقصص الملفقة التي يتفنون في تصويرها وتصديرها إلى الداخل والخارج، وذلك بعد الفشل الذريع الذي تعرضوا له فى أعقاب ثورة حزيران (يونيو) 2013 .
وأضاف الفحام في مقالة نشرها عبر صحيفة (الأهرام) بعنوان "الإخوان بين التحريض والتمويل" أنّ الشعب المصري أسقط حكم الفاشية الدينية، وحال دون تمكينها من الاستمرار في الحكم، ومنذ 2013 لم تهدأ الجماعة واتخذت أسلوباً مغايراً لعمليات الإرهاب التي قامت بها خلال الفترة ما بين 2011 حتى 2014، وهو أسلوب التحريض ونشر الأكاذيب وترويج الحقائق المغلوطة في محاولة للنيل من تماسك الشعب المصري وإحداث أيّ انقسامات داخلية في المجتمع وزرع الفتن بالشكل الذي يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات الحكومية وفي أداء الدولة، كما سعت الجماعة إلى توجيه الرأي العام نحو اتجاهات معينة، ليس فقط ضد الحكومة ولكن أيضاً نحو سياسات الدولة الوطنية تجاه قضايا بعينها محلية أو إقليمية، خاصة القضية الفلسطينية.
وتابع اللواء الفحام: "وعلى صعيد آخر تلقت الجماعة الإرهابية ضربة موجعة مؤخراً بوفاة القيادي الإخواني يوسف ندا الذي كان مسؤولاً عن إدارة أموال جماعة الإخوان في الخارج وتمويل عملياتها في الداخل، فقد أحدثت تلك الوفاة العديد من التساؤلات والتخوفات لدى قيادات الجماعة من عدم وجود شخصية إخوانية قادرة على القيام بالدور نفسه، إلا أنّه ومن خلال متابعتنا لنشاط الجماعة تبين لنا أنّ هناك من يقوم بالفعل بهذا الدور، ولكن كان بشكل غير معلن، وهو القيادي الإخواني أسامة فريد عبد الخالق المقيم في لندن، والذي أصبح هو المسؤول الحالي عن إدارة أموال الجماعة وخزائنها في الخارج والمتحكم في كافة أنشطتها الاقتصادية في أوروبا والعديد من الدول الأخرى.
القيادي الإخواني أسامة فريد عبد الخالق المقيم في لندن أصبح هو المسؤول الحالي عن إدارة أموال الجماعة وخزائنها في الخارج والمتحكم في كافة أنشطتها الاقتصادية.
وأضاف الفحام: ويُعتبر الدور الذي يقوم به حالياً أسامة فريد امتداداً لدور والده القيادي الإخواني الراحل فريد عبد الخالق الذي كان وراء فكرة إنشاء كيانات اقتصادية للجماعة في الخارج، وتحديداً في أوروبا وأمريكا، وقد شارك الراحل يوسف ندا في هذا المجال، ومع تقدمه في السن أسند الملفات التي كان مسؤولاً عنها إلى ابنه أسامة الذي ظهر بشكل علني في مصر خلال فترة حكم الإخوان عندما تم تأسيس الجمعية المصرية لرجال الأعمال، التي كان يرأسها الإخواني حسن مالك، وكان هدفها الرئيسي استثمار أموال الجماعة وإدارتها في مصر وخارجها، ثم ظهر بشكل أكثر وضوحاً عندما تم تعيينه مستشاراً للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.
وتابع: "وفور إسقاط حكم الجماعة الإرهابية عاد إلى إنجلترا ليتابع دوره في إدارة شركات وكيانات الجماعة في الخارج، واكتملت سيطرته على ذلك بعد إلقاء القبض على خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة، الذي كان هو العقل المفكر والمدبر لحركة استثمارات جماعة الإخوان داخل وخارج البلاد".
وختم مقالته بالقول: "إنّ عناصر الجماعة لا تنضب، وأهدافها لا تنتهي، حتى وإن انكسرت شوكتها فترة من الوقت، فهي سوف تكون دائماً ألدّ أعداء الوطن شعباً وحكومة...، ومن هنا فإنّ مواجهة أطماع ومخططات تلك الجماعة الإرهابية أصبحت فرض عين على كل مسؤول، وكل مواطن مصري، إذا كنا نريد لوطننا الغالي الاستقرار والأمن والأمان".