الإخوان المسلمون: صراع على ملف حقوق الإنسان ودفاع عن اتحاد القرضاوي

الإخوان المسلمون: صراع على ملف حقوق الإنسان ودفاع عن اتحاد القرضاوي


18/03/2021

جملة من الصراعات ما زالت تنتاب التنظيم الدولي للإخوان، في ظل محاولة عدد من الكوادر، الهيمنة على ملفات بعينها، وعلى رأسها الملف الحقوقي، الذي سيطر عليه مؤخراً محمد سلطان، ما أدّى إلى تهميش آيات العرابي، وجناح محمد كمال، وفي تونس، تواصل حركة النهضة دفاعها المستميت، عن فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بينما ضربت أزمة تقنين الماريجوانا، حزب العدالة والتنمية المغربي، في حين تواصل الصراع بين ذراعي التنظيم في المغرب والجزائر، ومن جهة أخرى، وجهت السلطات الأمنية في طبرق، ضربة قرية لخلية إخوانية، تخصّصت في أعمال التجسس والاختراق الإلكتروني.

ذريعة حقوق الإنسان للعودة إلى المشهد السياسي

أكّدت مؤشرات عديدة، أنّ محمد سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، تمكن من حسم موقعه في الجماعة، للاستئثار بملف حقوق الإنسان، على حساب كوادر أخرى داخل التنظيم الدولي، مثل: خلف بيومي رئيس مؤسسة الشهاب لحقوق الإنسان في لندن، وسلمى أشرف عبدالغفار، رئيسة "هيومان رايتس مونيتور"، حيث عهد التنظيم الدولي إلى سلطان، بمهمة اختراق المؤسسات الحقوقية الدولية، في أوروبا والولايات المتحدة، خاصّة وأنّه يحمل الجنسية الأمريكية، الأمر الذي يسهل تحركاته في دول العالم.

 سلطان تمكن كذلك من حسم الصراع داخل اللوبي الإخواني في واشنطن، على حساب جناح محمد كمال، خاصّة آيات العرابي، ومجموعة هاني القاضي، حيث جرى التنبيه بالتعاون فقط مع سلطان، في محاولة لخلق واجهة جديدة للتنظيم الدولي في الولايات المتحدة، يمكنها أن تنشط في دوائر الكونجرس والإدارة الديموقراطية.

حذرت صحيفة "ذا هيل" إدارة بايدن من ممارسة أيّ ضغط على مصر فيما يتعلق بملف الإخوان

من جهة أخرى، حذرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، من ممارسة أيّ نوع من الضغط على مصر، فيما يتعلق بملف الإخوان المسلمين، منوهة في الوقت ذاته إلى ما "اقترفته إدارة باراك أوباما، بدعم الإخوان، ما أدّى إلى صعود فرعون آخر، هو الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي حاول الاستئثار بالسلطة، بالتحالف مع الجماعات الأصولية المتشددة".

إخوان تونس ودفاع مستميت عن جمعية القرضاوي

على خلفية اعتصام الحزب الدستوري الحر، لإغلاق فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تونس، والذي أسّسه الداعية الإخواني، يوسف القرضاوي، قال القيادي بحركة النهضة، محمد القوماني: "نحن نريد التدقيق في كل الجمعيات، ومنها التقدمية، التي تدخل عشرات المليارات من الخارج"، وأضاف: "هذه الجمعية تشتغل تحت إطار القانون، وليس لها خروقات، وعبير موسي، ليست الجهة المخوّلة لإعطاء الترخيص وسحبه".

اقرأ أيضاً: هل تطوي زيارة قيس سعيد إلى ليبيا صفحة "تدخلات الإخوان"؟

من جهته، عقد المكتب التنفيذي لحركة النهضة، مساء الأربعاء 10 آذار (مارس) الجاري، اجتماعه الدوري برئاسة، راشد الغنوشي، حيث عبّر المكتب التنفيذي عن إدانته الشديدة لممارسات رئيسة الحزب الدستوري، بحق جمعية القرضاوي، زاعماً أنّها قانونيّة ومرخّص لها، وتنشط ضمن الضوابط التي حددها مرسوم الجمعيات، واتهم موسى، بإغلاق مقر الجمعية بالقوة واقتحامه، ونهب محتوياته، ومحاصرة العاملين واحتجازهم، ما يمثل، وفقاً لمزاعم حركة النهضة، خطورة على السلم الاجتماعي بالبلاد.

وتجاهل البيان ما قام به الموالون للحركة، من تعدِّ على المعتصمين، وكذلك الآثار السلبية لجمعية القرضاوي، وقيامها بتصدير خطاب التطرف والتعصب، ومخالفتها للمعايير القانونية والدستورية في البلاد.

أكّدت مؤشرات أنّ محمد سلطان تمكن من حسم موقعه في الجماعة للاستئثار بملف حقوق الإنسان

من جهة أخرى، شن رئيس كتلة حركة النهضة في مجلس نواب الشعب، عماد الخميري، هجوماً حاداً على الرئيس، قيس سعيّد، متهماً إياه بالاستسلام لمجموعات الضغط المحيطة به، حيث إدعى أنّ "أطرافاً محيطة برئيس الجمهورية، تدفعه نحو إغراق البلاد في الأزمة". لافتاً إلى أنّ هذه الأطراف تدفع الرئيس "إلى تفعيل آليات دستورية، ليس لها مقتضيات شكلية، ولا موضوعية في الوقت الحاضر، ولا يمكن إلا أن تزيد في إغراق البلاد في الأزمة وفي الخلافات".

وفي السياق نفسه، تهكّم القيادي بـ"النهضة"، العجمي الوريمي، على الرئيس التونسي، قائلاً بنبرة حادة: "من غير المعقول، طيلة هذه الفترة، عدم استقبال رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة".

القنب الهندي أزمة جديدة تضرب إخوان المغرب

صادقت الحكومة المغربية، التي يقود ائتلافها الحاكم، حزب العدالة والتنمية (المصباح) الإخواني، على مشروع قانون، يتعلق بـتقنين استعمالات القنب الهندي (الماريجوانا)، والذي تقدّم به وزير الداخلية، ما تسبب في عاصفة من الانتقادات، طالت الحزب، ذا المرجعية الإسلامية، الذي انكشفت ادعاءاته، وظهر مدى التناقض بين خطابه الإسلاموي، وقرارته الانتهازية، حيث سبق وأن ناهض المصباح دعوات سابقة، لتقنين استعمال الماريجوانا، تقدّم بها حزبا الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، المعارضان.

وفي أولى تداعيات هذا القرار، أعلن رئيس الحكومة السابق، والقيادي البارز في حزب المصباح، عبد الإله بن كيران، تجميد عضويته داخل الحزب، مهدداً بالاستقالة في حال أصرّت الحكومة على تقنين استعمال المخدر.

اقرأ أيضاً: براغماتية الإخوان.. من البنا إلى أردوغان

من جهة أخرى، انتقد حزب العدالة والتنمية، حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسي للإخوان في الجزائر، بسبب موقفها من ملف الصحراء، ومسألة التطبيع مع إسرائيل، حيث بعث الحزب برسالة إلى عبد الرزاق مقري، رئيس حمس، عبّر فيها عن غضبه مما أسماه، "المنزلق الذي يسير فيه إسلاميو الجزائر، والذي يتنافى مع مبادئ وحدة الأمة، والمصالح المشتركة، والأخوة وحسن الجوار". لافتاً إلى أنّ "الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أو القومية، لا يمكنها بأيّ شكل من الأشكال، أن تؤيد أيّة حركة انفصالية في العالم العربي أو الإسلامي".

تجاهل بيان النهضة ما قام به الموالون للحركة من تعدِّ على المعتصمين والآثار السلبية لجمعية القرضاوي

ونوّهت الرسالة الغاضبة كذلك، إلى أنّ "هذه السياسة التصعيدية العدائية، تؤدي إلى التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة"، ما يؤكد حالة التصدع في العلاقات بين ذراعي التنظيم الدولي، بسببب اختلاف السياسات، تبعاً لاختلاف العلاقات البينية، بينها وبين الموقع من السلطة.

الإخوان في ليبيا ومحاولات التشبث بالسلطة

أفادت تقارير صحفية متعددة، أنّ جماعة الإخوان في ليبيا، كثفت حضورها عبر لجانها المختلفة، في الفضاء الافتراضي، وأنّها دفعت بالذباب الإلكتروني التابع لها، لبثّ الشائعات، وعرقلة عملية التسوية، وبناء الدولة الوطنية، بمعزل عن التدخل التركي، خاصّة بعد تكوين السلطة التنفيذية الجديدة.

من جهتها، أكّدت وكالة الأنباء الليبية الرسمية "وال"، أنّ السلطات الأمنية في طبرق، تمكنت من القبض على خلية تابعة لجماعة الإخوان، تضم عناصر من جنسيات عربية، تخصصت في عمليات القرصنة الإلكترونية، والتجسس واختراق الاتصالات الهاتفية، بهدف تعطيل المسار السياسي، ومنع إجراء الانتخابات المقرر عقدها في شهر كانون الأول (ديسمبر) القادم، وهو ما أكّد عليه النائب، علي التكبالي، في تصريحات صحافية، حيث كشف عن مساعي من أسماهم بالمتأسلمين المؤدلجين، والميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، لعرقلة التسوية السياسية.

السلطات الأمنية في طبرق قبضت على خلية تابعة لجماعة الإخوان تخصصت بعمليات القرصنة الإلكترونية

من جهة أخرى، دبَّ خلاف حاد بين حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي للإخوان، وفرع الحزب في مدينة الزاوية غرب، فيما يتعلق بمحاولة اغتيال وزير الداخلية، فتحي باشاغا، فبينما أصدر الحزب بياناً أدان فيه حادثة الاغتيال، باعتبارها "محاولة لزعزعة الأمن ونشر الفوضى، ومحاربة مساعي بناء مؤسسات الدولة"، اعتبر فرع الحزب في الزاوية غرب، أنّ الحادث مجرد "احتكاك"، وقام بتقديم العزاء لأهالي المدينة، في مقتل رضوان الهنقاري، نتيجة هذا الاحتكاك، مع حرس وزير الداخلية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية