الأمين العام للتيار الشعبي في تونس لـ"حفريات": "النهضة" اخترقت أمننا القومي

الأمين العام للتيار الشعبي في تونس لـ"حفريات": "النهضة" اخترقت أمننا القومي


13/02/2022

أكد الأمين العام للتيار الشعبي في تونس، زهير حمدي، أنّ هيئة الدفاع عن محمد البراهمي وشكري بلعيد، قد كشفت عن حلقة أخرى وجديدة من حلقات تورط حركة النهضة في اختراق الأمن القومي للبلاد، والتجسس، وتبيض الأموال، بينما فضحت علاقة كل ذلك بالجهاز السري للحركة.

وشدد حمدي في تصريحات لـ"حفريات" على أنّ تلك المعلومات الموثقة، قدمت بشأنها هيئة الدفاع أدلة ومستندات ثبوتية، تبرز تورط مدير شركة اتصالات قطرية، تعمل بتونس، في التجسس على مكالمات لسياسيين تونسيين، ثم نقلها إلى الغنوشي، بالإضافة إلى تحويل أموال من هذه الشركة إلى الحركة.

اقرأ أيضاً: بعد كشف جرائمها... حركة النهضة تحاول تحريك الشارع التونسي

وتابع: "كما تم الكشف عن تحويل الديوان الأميري القطري لمبالغ مالية ضخمة، عبر إحدى الجمعيات التي يقوم أحد مستشاري الغنوشي بإيداعها في حسابات الحركة، وقد تعهد القضاء العسكري بالنظر في هذه الإتهامات، باعتبارها تمثل خطورة على الأمن القومي للبلاد، وبالتالي، سيمثل الغنوشي وقيادات أخرى من الحركة أمام قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس، وذلك بعد استكمال الأبحاث من فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني".

الأمين العام للتيار الشعبي في تونس: تم الكشف عن تحويل الديوان الأميري القطري لمبالغ مالية ضخمة، عبر إحدى الجمعيات التي يقوم أحد مستشاري الغنوشي بإيداعها في حسابات الحركة

ويلفت الأمين العام للتيار الشعبي إلى أنّ موقف القضاء العسكري في هذه القضية يعد بمثابة "تحول نوعي في ملف الاغتيالات السياسية، وكذا ملف الجهاز الخاص والسري للنهضة، والإرهاب بشكل عام؛ حيث كان بعض القضاة المدنيين يمارسون أدواراً مشبوهة بالتستر على المجرمين، خلال السنوات الماضية، بحكم اختراق حركة النهضة لجهاز القضاء وفقدانه استقلاليته وشفافيته".

الأمين العام للتيار الشعبي في تونس زهير حمدي لـ"حفريات": سيمثل الغنوشي وقيادات أخرى من الحركة أمام قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس، بعد استكمال الأبحاث من فرقة مكافحة الإرهاب

وتبعث المعلومات الموثقة التي كشفت عنها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، مؤخراً، بخصوص تورط حركة النهضة (فرع جماعة الإخوان في تونس) في عمليات تخابر وتجسس، فضلاً عن قضايا فساد أخرى، بمؤشرات جمّة على طبيعة الدور الوظيفي الذي اضطلعت بتنفيذه "الحركة الإسلامية" بتونس، وكذا صلاتها الخارجية، ومن ثم، أهدافها السياسية، المحلية والإقليمية.

تهم التجسس والإرهاب.. ما الجديد؟

وبحسب الوثائق التي حصلت عليها الهيئة، فإنّ زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، تورط في الاعتداء على أمن الدولة التونسية، وكذا التخابر لحساب جهات أجنبية، كما أوضحت حجم التخريب الذي لحق بجهاز القضاء، وذلك على خلفية وقوعه تحت هيمنة ونفوذ "النهضة"، الأمر الذي أثر، بصورة مباشرة، على استقراره واستقلاليته، وقد أشارت إلى الدور السلبي الذي قام به القاضي البشير العكرمي، والأخير كان مسؤولاً عن ملف الاغتيالات، وارتبط بالجهاز السري للغنوشي، بينما تطاوله تهم عديدة، من بينها إتلاف وإخفاء معلومات عن المتورطين في اغتيال عضوي "الجبهة الشعبية" شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين قتلا في 2013 أي بعد سنتين على الثورة التونسية.

وبالتزامن مع الذكرى التاسعة لاغتيال بلعيد، دشنت الهيئة مؤتمراً بعنوان: "الجهاز السري المالي للغنوشي والسقوط المدوي للحماية القضائية"؛ إذ تم فضح الجهاز السري المالي لرئيس حركة النهضة، وتورط الغنوشي في "جرائم تبييض الأموال، والاعتداء على أمن الدولة، والتجسس لحساب أطراف أجنبية".

اقرأ أيضاً: الرئيس التونسي يُصدر مرسوماً باستحداث مجلس أعلى مؤقت للقضاء... النهضة في مأزق

وإلى ذلك، قال رئيس الهيئة، رضا الرداوي، إنّ "مسيرة زعيم الإخوان راشد الغنوشي في خيانة هذا الوطن بدأت قبل سنة 2011 "، وألمح إلى أنّ العام الأخير رافقه "تأسيس جمعية تحت اسم (نماء تونس)، بينما كان هدفها تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتورطت في جرائم التسفير (في إشارة إلى تعبئة الشباب التونسي بمناطق وبؤر التوتر الإقليمي). وجرى فتح أبحاث جزائية أولية، لكن سرعان ما لاحقتها يد النهضة عبر ذراعها في القضاء، القاضي بشير العكرمي، وتم وقف المسار".

ولفت إلى أنّ الجمعية كانت تعمل تحت مبدأ "تشجيع الاستثمار"، للتغطية والتعمية على نشاطها الحقيقي، وتابع: "كان دورها الباطني إدارة معركة التسفير إلى بؤر الإرهاب عبر مبالغ مالية تضخ في حسابها".

سقوط وكلاء الدوحة في تونس

ووفق رئيس الهيئة، فإنّ "أحد الأطراف التي ستقدم معلومات حول ذلك هو شخص يدعى ناجح الحاج لطيف، الذي يدير أعمال الغنوشي، وهو أحد أذرعه الخفية، وقد كان وكيلاً لشركة تنشط في مجال النسيج بتونس العاصمة، وهذه الشركة بريطانية في الأصل وتم طرده منها، لكنه خلال إدارته لشركة النسيج، كان يستعمل الحساب الإلكتروني للشركة الثانية في إدارة الأعمال الإدارية والمالية المشبوهة مع حركة النهضة".

وتابع: "عندما تم طرده (أي ناجح الحاج لطيف)، استمرت الرسائل تصل إلى الحساب، وسريعاً ما قامت الشركة بتغيير صفة الشخص وأصبحت هذه الإيميلات ترد على المدير الجديد، عندها اطلعنا صدفة على الحسابات، واكتشفنا أنّه يستعمل حسابين بنكيين من قطر ويتحول إليهما من الحساب الأميري بقطر مباشرة، وأنّ المبالغ التي تودع لا مقابل لها"، مؤكداً على أنّ "المبالغ المالية التي جرى ضخها تباعاً تقدر بـ15 مليون دولار و20 مليون دولار و360 ألف يورو، وكانت حركة النهضة المسيطرة على المطار حينها وتنقل الأموال ويتم سحبها نقداً بعد إيداعها من الديوان الأميري".

محلل تونسي لـ"حفريات": كُشف الغطاء عن دور أنقرة والدوحة في التمويل والدفاع عن الإخوان وعناصرهم في المحافل الدولية، وقد أنفقت قطر أموالاً ضخمة على هذه الجماعة

كما أشار إلى أنّ "ناجح الحاج لطيف متورط مع دولة قطر؛ ففي الإيميلات المذكورة يوجد التقرير الختامي لرحلة عبد الفتاح مورو، الأمين العام المساعد الأسبق لحركة النهضة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى رحلة محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري صحبة ناجح الحاج لطيف إلى الدوحة".

وتابع: "منذ مدة تمت متابعة الغنوشي في تحركاته المشبوهة التي اتجه فيها إلى شخصية أخرى مرتبطة بقطر وهي منصور راشد الخاطر، مدير شركة "أوريدو" فرع تونس، والذي تم تعيينه سنة 2019، وقام بتمويلهم بمبالغ مالية كبيرة خارج التعاملات البنكية داخل البلاد".

اقرأ أيضاً: تونس: "مواطنون ضدّ الانقلاب".. الباب الخلفي لحركة النهضة الإخوانية

وفي حديثه لـ"حفريات"، يشير أنيس اللواتي، المحلل السياسي التونسي، إلى أنّه بالرغم من أنّ مواقف النهضة مما حدث يوم 25 تموز (يوليو) العام الماضي، قد تغيرت في أكثر من مناسبة، إلا أنّ "طابوراً إعلامياً خارجياً، لا نعتقد أنّه يشتغل على وجه الفضل، يشن حملة شعواء على تونس، وعلى الرئيس قيس سعيّد، في تكرار واضح للسيناريو الإعلامي الذي وقع إثر إطاحة حكم محمد مرسي، وجماعة الإخوان، في مصر، عام 2013"

وتتولى قطر وتركيا مسؤولية نصرة الإخوان إعلامياً، حسبما يوضح اللواتي، مشيراً إلى دور كل من أنقرة والدوحة في "التمويل والدفاع عن الإخوان وعناصرهم في المحافل الدولية، وقد أنفقت قطر أموالاً ضخمة على هذه الجماعة باعتراف وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم".

ويردف: "يدشن هذا الأخطبوط الإعلامي ذو التمويل القطري التركي، والمرتبط أساساً باتحاد علماء المسلمين، وعدد من المنصات الإعلامية، حملة إعلامية غير مسبوقة على تونس وعلى رئيسها، بهدف تبييض دور ونشاط حركة النهضة الإخوانية، كما ينشط بقوة للتحريض على البلاد، وكان سقوط ناجح الحاج لطيف، ذراع الغنوشي لتدمير الأمن في تونس، والذي يعتبر حلقة الوصل بين قطر وزعيم الحركة، والمسؤول عن عمليات غسيل الأموال والتجسس، بمثابة ضربة موجعة ومؤثرة لمختلف الأطراف المحلية والخارجية".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية