إندونيسيا: علماء دين وناشطون بيئيون أيضاً

إندونيسيا: علماء دين وناشطون بيئيون أيضاً


03/07/2018

ترجمة: محمد الدخاخني

تتعاون أعلى هيئة للعلماء المسلمين في إندونيسيا، "مجلس العلماء الإندونيسيّ"، مع منظّمة "غرينبيس" ووزارة الغابات والبيئة الإندونيسيّة من أجل العمل على حملة توعية لحلّ مشكلة النّفايات البلاستيكيّة في إندونيسيا.

معاً، تأخذ هذه المؤسّسات على عاتقها مهمّة تعزيز استخدام الأكياس الّتي يُعاد استخدامها بهدف الخفض من استخدام الأكياس البلاستيكيّة. وتسعى الحكومة الإندونيسيّة ورجال الدّين في أكبر المنظّمات الإسلاميّة في البلاد، مثل "نهضة العلماء" و"المحمّديّة"، إلى التّأثير على السّلوك الاستهلاكيّ لأتباع هذه الجماعات الّذين يصل مجموع عددهم إلى مائة مليون.

راتاواتي:نرغب في تشجيع المواطنين على البدء من الأشياء الصّغيرة مثل استخدام أكياس التّسوّق غير البلاستيكيّة

وقد أعلنت كلّ من "نهضة العلماء" و"المحمدّية"، إلى جانب وزارة الغابات والبيئة الإندونيسيّة، "حركة الحدّ من النّفايات البلاستيكيّة"، في جاكرتا، في 6 حزيران (يونيو) الماضي.

ووفقاً لروزا فيفيان راتاواتي، مديرة إدارة النّفايات في وزارة الغابات والبيئة الإندونيسيّة، فإنّ كميّة القمامة البلاستيكيّة في إندونيسيا مستمرّة في الزّيادة بشكل كبير.

تقول راتاواتي: "نرغب في تشجيع المواطنين على البدْء من الأشياء الصّغيرة مثل؛ حمل الزّجاجات الحافِظة طويلة العُمر، عِوضاً عن الزّجاجات البلاستيكيّة الّتي تستعمل لمرّة واحدة، أو استخدام أكياس التّسوّق غير البلاستيكيّة".

ضد البلاستيك

خلال شهر رمضان 2018، تنشغل وزارة البيئة والمنظّمات الإندونيسيّة بتشجيع الزّعماء الدّينيّين على التّرويج لفكرة إفطار رمضانيّ بدون استخدام البلاستيك.

ومن جانبها، تقول منظّمة '"رينبيس إندونيسيا" إنّها ترغب في استخدام النّفوذ الدّينيّ لـ "مجلس العلماء الإندونيسيّ" من أجل نشر رسالة الحفاظ على البيئة ودعوة المسلمين إلى التّوقّف عن استخدام البلاستيك الّذي يستعمل لمرّة  واحدة.

كما أطلَقت 'غرينبيس' حملتها #PantangPlastik (#ضد_البلاستيك) من خلال عقْد تجمّع أُطلِق عليه اسم "الإفطار البيئيّ" في جنوب جاكرتا، في الأسبوع الأخير من حزيران الماضي، والإفطار هو الوجبة المسائيّة الّتي يُنهي بها المسلمون صيامهم في رمضان يوميّاً عند غروب الشّمس.

منظّمة غرينبيس تُدرك الحاجة إلى تضمين المنظّمات الدّينية الإسلامية للوصول بالأفكار البيئيّة إلى الأشخاص العاديّين

ويقول محرّم عطاء رشادي، وهو من ناشطي "غرينبيس" في المناطق الحضريّة، إنّ الإندونيسيّين يميلون إلى الاستهلاك بشكل أكبر خلال شهر رمضان. فعلى سبيل المثال، يتجمّع العديد من النّاس لتناول الإفطار في المطاعم أو يطلبون الطّعام الجاهز. ونتيجة لذلك، تزداد كميّة القُمامة.

ويضيف رشادي لدويتشه فيله: "على سبيل المثال، في المساء خلال شهر رمضان، يتناول النّاس الإفطار معاً في المساجد مستخدمين العديد من حاويات المواد الغذائيّة البلاستيكيّة الّتي تستعمل لمرّة واحدة"، مُتابعاً أنّ منظّمة "غرينبيس" تُدرك الحاجة إلى تضمين المنظّمات الدّينيّة الإسلاميّة من أجل الوصول بالأفكار البيئيّة إلى الأشخاص العاديّين.

ويوضّح أنّه من المهمّ تشجيع الأئمة على القيام بحملات التّوعية معاً من أجل البيئة. "فعلى النّقيض من سكّان الحضر، يميل النّاس في المناطق الرّيفيّة إلى الامتثال لما يقوله رجال الدّين".

ويتوقّع رشادي أنّ تحثّ فعّاليّة "الإفطار البيئيّ" المسلمين على استهلاك كميّة أقل من البلاستيك الّذي يُستخدم لمرّة واحدة في أنشطتهم اليوميّة.

إلى ذلك، تُدرَج إندونيسيا حالياً باعتبارها واحدة من أكبر مصادر ملوّثات النّفايات في العالم. وسنوياً، يُلقي الفرد الإندونيسيّ العاديّ 17 كيلوغراماً (37 رطلاً) من النّفايات البلاستيكيّة بأشكال مختلفة. ونتيجة لذلك، يصل 187.2 مليون طن من النّفايات البلاستيكيّة الإندونيسيّة  إلى المحيط.

مدى جدوى الدّين في النّشاط البيئيّ

استُخدِم الدّين من قبل كوسيلة للحفاظ على البيئة في إندونيسيا. ففي عام 2014، أصدر "مجلس العلماء الإندونيسيّ" فتوى (رأي قانونيّ إسلاميّ) تحظر الصّيد الجائر للأنواع المهدّدة بالانقراض. كما أُحضِرَت "المؤسّسة الإسلاميّة للبيئة والعلوم البيئيّة" إلى المدارس الإندونيسيّة للتّرويج لما سمّي ببرنامج School4Trees.

وبحسب ميديا زين البحريّ، أستاذ الدّراسات الدّينيّة في جامعة شريف هداية الله الإسلاميّة في جاكرتا، فإنّ الإسلام يحوي العديد من الرّسائل الّتي تتعلّق بحماية البيئة.

يقول لدويتشه فيله: "يحوي القرآن العديد من التّهديدات فيما يتعلّق بالقضايا البيئيّة. والله يلقي بالّلائمة على النّاس إذا تسبّبوا في أضرار بيئيّة".

ووفقاً للبحريّ، فإنّ هذه الرّسائل تميل إلى أن تكون منسيّة لأنّ الكثيرين يعتقدون أنّه "لم تكن هناك مشكلات بيئيّة" مقارنة باليوم.

ويضيف: "إنّ موضوعات التّدريس من الخمسينيّات حتّى الوقت الحاضر تتعلّق أكثر بالقضايا الإنسانيّة المتمركزة لاهوتيّاً".

أرياني:إنّ هدفنا هو دعوة النّاس إلى إدراك أنّ هذا الالتزام هو أيضاً شيء إسلاميّ

الحفاظ على البيئة من منظور دينيّ حول العالم

لقد لَعِب الدّين دوراً في إنقاذ البيئة في بلدان أخرى غير إندونيسيا. ففي عام 2008، أطلقت مجموعة الحفاظ على البيئة ذات التّوجه الأيديولوجيّ العلمانيّ "التّحالف من أجل الأديان والحفاظ على البيئة" مشروعاً بيئيّاً من خلال إشراك قادة دينيّين محليّين في دعوة الصّيادين للتّوقّف عن استخدام المتفجّرات لصيد الأسماك في جزيرة بيمبا، تنزانيا.

البحري:لا يمتلك العديد من الأئمة فهماً كافياً لكيفيّة عمل الطّبيعة وكيفيّة الاعتناء بالنّظام البيئيّ

ويقول صيّاد شارك في برنامج للحفاظ على البيئة في مقابلة أجرتها صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور: "فكرة الحفاظ على البيئة هذه ليست من الغرب، بل من القرآن".

وفي حين يمكن للدّين أن يلعب دوراً مهمّاً في زيادة الوعي، فإنّ مشاركة منظّمات الحفاظ على البيئة ضروريّة للزّعماء الدّينيّين للتّعامل مع القضايا التّقنيّة.

يقول البحريّ: "لا يمتلك العديد من الأئمة فهماً كافياً لكيفيّة عمل الطّبيعة وكيفيّة الاعتناء بالنّظام البيئيّ".

وتقول مديرة بنك النّفايات في "وكالة التّخفيف من حدّة الكوارث والتّغير المناخيّ" التّابعة لـ "نهضة العلماء"، فتراليا أرياني، لوسائل الإعلام الإندونيسيّة: "إنّ هدفنا هو دعوة النّاس إلى إدراك أنّ هذا الالتزام هو أيضًا شيء إسلاميّ".

رزقي نوغاراها وأيو بورونينسيه، دويتشه فيله


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية