إخوان المغرب في مرمى غضب القصر ... مناورة وتراجع

إخوان المغرب في مرمى غضب القصر الملكي... مناورة وتراجع

إخوان المغرب في مرمى غضب القصر ... مناورة وتراجع


19/03/2023

ردّ الديوان الملكي المغربي يوم الإثنين 13 آذار (مارس) الجاري على بيان حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان، الذي انتقد فيه بشكل حاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، واتهمه بالدفاع عن إسرائيل، كما جدد العدالة والتنمية رفضه أيّ اجتماع بحضور إسرائيل، في إشارة إلى قمّة (النقب2) التي تستضيفها المملكة في آذار (مارس) الجاري.

الديوان الملكي المغربي قال: إنّ "بيان حزب العدالة والتنمية الأخير، بشأن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، يتضمن تجاوزات غير مسؤولة ومغالطات خطيرة".

هجوم حاد من القصر

بيان الديوان الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، لفت إلى أنّ "الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أصدرت مؤخراً بياناً يتضمن بعض التجاوزات غير المسؤولة والمغالطات الخطيرة، فيما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، وربطها بآخر التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية"، مضيفاً أنّ "موقف المغرب من القضية الفلسطينية لا رجعة فيه، وهي تُعدّ من أولويات السياسة الخارجية للملك".

وسبق للمملكة أن أكدت مراراً على أنّ قضية القدس مركزية بالنسبة إلى القصر، انطلاقاً من أنّ الملك المغربي هو رئيس لجنة القدس، وهو موقف مبدئي ثابت للمغرب، لا يخضع لأيّ مزايدات سياسية اعتاد عليها حزب العدالة والتنمية، رغم أنّه هو الحزب نفسه الذي صدّق على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

الديوان الملكي: بيان حزب العدالة والتنمية الأخير، بشأن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، يتضمن تجاوزات غير مسؤولة ومغالطات خطيرة

بيان القصر الملكي قطع الطريق على مزايدات المصباح، مؤكداً أنّ "السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص الملك، بحكم الدستور، ويدبرها بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية". وأضاف البيان أنّ "العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أيّ كان ولأيّ اعتبار، لا سيّما في هذه الظرفية الدولية المعقدة. ومن هنا، فإنّ استغلال السياسة الخارجية للمملكة في أجندة حزبية داخلية يُشكّل سابقة خطيرة ومرفوضة".

تراجع وانبطاح إخواني

ويبدو أنّ حزب العدالة والتنمية استشعر نوعاً من الخطر، إثر اللهجة الحازمة للقصر الملكي، فقد أصدرت الأمانة العامة للمصباح بياناً رسمياً، على إثر البلاغ الصادر من الديوان الملكي، في اليوم التالي 14 آذار (مارس) الجاري، بعد أن عقدت الأمانة العامة اجتماعاً استثنائياً عن بُعد برئاسة عبد الاله بنكيران.

الأمانة العامة للمصباح أعربت عن تلقيها بيان القصر بكلّ ما يليق به من تقدير، ومضى البيان في وصلة مديح للملك

الأمانة العامة للمصباح أعربت عن تلقيها بيان القصر بكلّ ما يليق به من تقدير، ومضى البيان في وصلة مديح للملك، مؤكداً أنّ الحزب المعارض يكنّ له التوقير والاحترام، وأنّه لا يجد أيّ حرج في تقبل ما يصدر عن الملك "من الملاحظات والتنبيهات، انطلاقاً من المعطيات المتوفرة لديه، وباعتباره رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز وحدة الأمّة، وضامن دوام الدولة واستمرارها"، بحسب البيان.

العدالة والتنمية واصل لهجته الانسحابية المرتعشة، وقال البيان: إنّ الأمانة العامة تنفي "نفياً مطلقاً كلّ ما يمكن أن يفهم من بلاغها المذكور أنّه تدخل في الاختصاصات الدستورية لجلالة الملك وأدواره الاستراتيجية، والتي ما فتئ الحزب يعبّر عن تقديره العالي لها، وتثمينه ودعمه الدائمين لما يبذله جلالته من مجهودات داخلياً وخارجياً للدفاع عن المصالح العليا للوطن، وتثبيت وحدته الترابية وسيادته الوطنية، وتجدد في هذا الصدد اعتزازها الكبير بموقف جلالة الملك، أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيده المتواصل على أنّها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة".

المصباح كان يغازل قواعده ويحاول رأب الصدع، بعد الهزيمة الانتخابية التي لحقت به، فتاجر كعادته بقضية فلسطين، إلّا أنّه اصطدم بغضب القصر

الحزب الإخواني واصل مناوراته، زاعماً أنّ ممارسات الحزب ومواقفه، مقيدة بما يخوله الدستور لأيّ حزب سياسي، وفي إطار حرّية الرأي والتعبير المكفولة، وأنّ موقف الحزب من وزير الداخلية، لا علاقة له بأيّ أجندة داخلية أو انتخابية، ولا بأيّ مغالطات أو مزايدات سياسية أو أيّ ابتزاز. مدعياً أنّه لا يخرج عن مواقف الحزب الثابتة والمتواترة في دعم  القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ورفض التطبيع، وهو ما يعبّر عنه الحزب باستمرار وفي كل مناسبة عبر مؤسسات الحزب وهيئاته، وذلك "في إطار الإجماع الوطني، وفي سياق تفاعل الحزب المباشر مع تصريحات السيد وزير الشؤون الخارجية باعتباره عضواً في الحكومة".

العدالة والتنمية واصل لهجته الانسحابية المرتعشة

(المصباح) حاول امتصاص صدمة بيان القصر، موجهاً في الوقت نفسه هجوماً حاداً على ما زعم أنّها مجموعة من الأقلام والمواقع تقود حملة ممنهجة، وأنّ تلك الأقلام "أطلقت العنان لتفسيراتها وتأويلاتها، في استغلال مقيت لبلاغ الديوان الملكي، وفي مخالفة صريحة للقانون ولأخلاقيات العمل الصحفي النبيل، بهدف الإساءة لحزب سياسي وطني، يشهد له تاريخه السياسي بمواقفه الوطنية الشامخة"، بحسب زعم البيان، على الرغم من أنّ بيان القصر الملكي جاء واضحاً ومباشراً، ولا يحتاج إلى أيّ نوع من التأويل.

واختتم الحزب البيان الذي وصفه البعض بـ"الانبطاحي"، مؤكداً أنّ الحزب "سيظل مصطفاً، كما كان دائماً، خلف جلالة الملك ـ حفظه الله ـ للدفاع عن الوحدة الترابية، والسيادة الوطنية، والمصالح العليا، في ظل الثوابت الدستورية الجامعة". ممّا يعكس انتهازية الإخوان وعدم قدرتهم على بلورة موقف واضح وثابت تجاه القضايا السياسية؛ فالحزب كان يغازل قواعده ويحاول رأب الصدع، بعد الهزيمة الانتخابية التي لحقت به، فتاجر كعادته بقضية فلسطين، إلّا أنّه اصطدم بغضب القصر؛ ممّا دفعه إلى التراجع والمناورة وتدليس المواقف كعادته.

مواضيع ذات صلة:

إخوان المغرب ونهج تصفية الحسابات

لماذا يصادر إخوان المغرب الاجتهاد الديني ويختلقون معارك وهمية؟

لهذه الأسباب فشلت خطة إخوان المغرب في الإطاحة بوزير العدل



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية