
شهدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اليوم السبت، اجتماعاً مشحوناً بعد تصريحات الأمين العام عبد الإله بنكيران الأخيرة التي تضمنت عبارات مثيرة للجدل مثل “الحمير” و”الميكروبات”، مما أثار انقساماً داخل الحزب.
وفقاً لمصدر خاص لموقع "بلبريس" المغربي، فإن أعضاء في الأمانة العامة وصفوا خطاب بنكيران خلال احتفالات عيد الشغل بالدار البيضاء بأنه "غير مسؤول"، معتبرين أن استخدامه عبارات مثل "الحمير" و"الميكروبات" لوصف بعض الخطابات المُخالفة لموقف الحزب، وإطلاقه لقب "المدلول" على الرئيس الفرنسي، يضر بصورة الحزب.
وأكدوا، وفقا للمصدر نفسه، أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يجب أن يتم بأسلوب دبلوماسي يحفظ للمغرب تحالفاته التاريخية، علما أن فرنسا تعد من الحلفاء الاستراتيجيين للمملكة، لاسيما بعد اعتراف باريس بمغربية الصحراء، ودعم الموقف المغربي في مجلس الأمن باعتبارها عضوا دائما في الأخير.
هاجم مواطنين عبروا عن موقف محايد من القضية الفلسطينية واصفاً إياهم بعبارات استفزازية أثارت ردود فعل غاضبة
هذا ويأتي هذا الجدل بعد أيام من تصريحات بنكيران المثيرة للجدل خلال خطابه بمناسبة عيد الشغل، حيث هاجم مواطنين عبروا عن موقف محايد من القضية الفلسطينية، واصفاً إياهم بعبارات استفزازية أثارت ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد يرى فيها "غيرة على فلسطين" ومعارض يرفض "الخطاب التحريضي".
وتمكن عبد الإله ابن كيران من حسم ولاية جديدة على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب، لصالحه، بعد سباق مع القيادي البارز في الحزب، إدريس الأزمي الإدريسي.
وخلال الفترة الأخيرة كان هناك حالة من التخبط والتصدّع داخل صفوف البيجيدي، في ظل خلافات بين عدد من أعضاء الصف الأول في الحزب والقيادة الحالية، على خلفية مطالبتهم بتجديد القيادة وضخ دماء جديدة تكون قادرة على مواكبة التحديات والمتغيرات، بسبب مواقف بنكيران وتفرده بالقرار والتي لا تخدم مصلحة الحزب بقدر ما تخدم مصالحه الشخصية وبقائه في دائرة الضوء.
ويسعى بنكيران والمحيطون به إلى ربط الحزب ببعده الفكري الخارجي كتنظيم إسلامي عبر استضافة ممثلين لأحزاب إسلامية في محاولة لإعادة تمتين الروابط داخل الحزب بالتذكير بهويته ومشروعه بعد أن تحول إلى ساحة للصراعات وتصفية الحساب بين القيادات والمجموعات المتصارعة.