أين وصلت القدرات التسليحية للحوثيين؟.. هذا التحليل يجيب

أين وصلت القدرات التسليحية للحوثيين؟ تقرير أمريكي

أين وصلت القدرات التسليحية للحوثيين؟.. هذا التحليل يجيب


01/02/2023

سلّط مشروع إكليد الأمريكي لتحليل الأزمات الضوء على وقائع تتعلق بتعاظم تدفق التكنولوجيا الإيرانية لتعزيز القدرات التسليحية لميليشيات الحوثي، وعلى السيناريوهات المستقبلية للحرب باليمن في ظل تعنت الجماعة الإرهابية. 

وأكد تحليل نشره مشروع أكليد أنّ خبرات إيرانية تتواجد في صنعاء وصعدة عملت خلال الأعوام الماضية من عمر الأزمة اليمنية على تطوير صواريخ بعيدة المدى وقدرات طائرات بدون طيار لصالح الميليشيات الموالية لطهران، وفق ما نقل موقع "نيوز يمن".

خبرات إيرانية تتواجد في صنعاء وصعدة عملت خلال الأعوام الماضية على تطوير صواريخ بعيدة المدى وقدرات طائرات بدون طيار لصالح الميليشيات الموالية لطهران

وقال التحليل الحديث: إنّ طهران وسّعت عمليات نقل التكنولوجيا الإيرانية إلى الحوثيين، من أجل توسيع ساحة التنافس بين القوى الإقليمية، ومساعدة الحوثيين على ضرب أهداف وبنية تحتية مدنية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأوضح مشروع أكليد أنّ الفترة من أيلول (سبتمبر) 2016 حتى 2018، كشفت التقارب الحوثي الإيراني من خلال تطور صناعة الصواريخ المحلية بشكل رئيس، وتوسيع الأهداف العسكرية المستهدفة من قبل الحوثيين. وعقب هذه الفترة وتحديداً من العام 2019 حتى العام 2022 استخدمت الميليشيات الحوثية أسلحة جوية عالية الدقة بعد تطويرها من إيران من أجل شن هجمات على السعودية.

مشروع إكليد: طهران وسّعت عمليات نقل التكنولوجيا إلى الحوثيين لتوسيع ساحة التنافس بين القوى الإقليمية، ومساعدتها في ضرب السعودية والإمارات

وأكد التحليل الأمريكي أنّ مخزون الصواريخ والطائرات المسيّرة والأسلحة الإيرانية المقدمة للميليشيات الحوثية غير محدود، في ظل تدفق الدعم الإيراني عبر موانئ اليمن البرية والبحرية، موضحاً أنّه في آذار (مارس) 2015 نقل جسر جوي بين طهران وصنعاء مدربين ومعدات من الحرس الثوري إلى العاصمة اليمنية، وقامت سفينة شحن إيرانية بتفريغ (180) طناً من المعدات العسكرية في ميناء الصليف على البحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، صعّدت إيران من تهريب الأسلحة الصغيرة ومكونات الصواريخ عبر الحدود العُمانية في أيار (مايو) 2016. 

وبحسب تحليل أكليد، فإنّ تقارب الحوثيين وطهران تجلى في أيلول (سبتمبر) 2016، وبشكل عمليات نقل تكنولوجية. فقد كشف الحوثيون عن أول صاروخ باليستي "محلي الصنع"، بركان 1، وهو نسخة طويلة المدى من صاروخ سكود يعتمد على صاروخ شهاب 1 الإيراني. وفتحت التكنولوجيا الإيرانية واسعة النطاق الطريق لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية في عمق أراضي السعودية وداخل المحافظات المحررة.

الهدنة الأخيرة منحت الحوثيين إمكانية تجديد مخزوناتهم من الصواريخ والطائرات بدون طيار، مع تطوير تكنولوجيا جديدة بمساعدة إيرانية

وأوضح التحليل أنّه في عام 2017 طورت إيران صناعة الصواريخ المحلية للحوثيين بشكل كامل، بينها صاروخ بركان 2، وهو سلاح "مصنّع محلياً" "تم تطويره من بركان1، الذي وصل مداه إلى العاصمة السعودية الرياض، ممّا يشير إلى تحقيق مدى يتجاوز القدرات التقنية لليمن، لافتاً إلى أنّ توسيع الحوثيين الهجمات العسكرية ضد السعودية وضد المنشآت النفطية واستخدام صاروخ بركان 2H  الذي يشتمل على أجزاء من صاروخ قيام -1 الإيراني، يُعدّ دليلاً على إمداد إيران بالمكونات للحوثيين.

وأوضح التحليل الأمريكي أنّ الحوثيين استغلوا اتفاق الحديدة المبرم في نهاية 2018 من أجل إيقاف الهجوم الشامل على مدينة الحديدة الساحلية. كما استغلوا وقف إطلاق النار لعرض التطورات التكنولوجية وتكرار تكتيكهم المتمثل في "التصعيد من أجل التهدئة".

وأكد التحليل أنّ الهدنة الأخيرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ في 2 نيسان (أبريل) 2022 وانتهت في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2022، منحت الحوثيين إمكانية تجديد مخزوناتهم من الصواريخ والطائرات بدون طيار، مع تطوير تكنولوجيا جديدة بمساعدة إيرانية.   

وبحسب تحليل أكليد الأمريكي، فإنّ تعطل المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة حالياً، يضع الأزمة اليمنية أمام (3) سيناريوهات في المستقبل: أحدها أنّ المحادثات عبر القنوات الخلفية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين ستؤدي إلى مفاوضات سلام ومحادثات سياسية مع الأطراف اليمنية. والثاني، هو أنّ الوضع الحالي للأعمال العدائية المنخفضة المستوى سيستمر إلى أجل غير مسمّى، في حين أن الخيار الأخير الذي تم التخطيط له بالفعل من قبل الحوثيين، سيكون تصعيداً على (3) مراحل: أولاً زيادة هجمات الطائرات بدون طيار المحلية لمنع صادرات النفط من اليمن، ثانياً استئناف الهجمات الإقليمية ضد المنشآت النفطية السعودية والإماراتية، وثالثاً هجمات دولية استهدفت شركات ملاحية في البحر الأحمر وباب المندب. وفي هذا السيناريو الأخير قد تسمح التطورات التكنولوجية للحوثيين بتدويل الصراع.

 

الصفحة الرئيسية