بعد الكشف عن قاعدة سرية للطائرات بدون طيار.. من تستهدف إيران بهذه المسيّرات؟

بعد الكشف عن قاعدة سرية للطائرات بدون طيار.. من تستهدف إيران بهذه المسيّرات؟


31/05/2022

بعد أيام على قصف قاعدة بارشين العسكرية الإيرانية، وبالتزامن مع تصاعد التوتر في منطقة الخليج، وتزايد لغة الوعيد بين تل أبيب وطهران، كشف الجيش الإيراني عن مقر للطائرات المسيرة تحت الأرض يقع في جبال زاغروس، شمالي البلاد.

ذكرت وسائل إعلام رسمية أنّ الجيش قدم بعض التفاصيل عن قاعدة تحت الأرض لطائراته العسكرية المسيرة، دون أن يكشف موقعها بالتحديد، وذلك وسط التوتر المتصاعد في منطقة الخليج.

وتضم القاعدة 100 طائرة مسيرة بينها طائرات من طراز "أبابيل - 5" المزودة بصواريخ "قائم - 9"، وهي نسخة إيرانية الصنع من صواريخ جو - سطح الأميركية "هيلفاير".

وبحسب هذه التقارير وتصريحات المسؤولين الإيرانيين، فإنّ المقر يضم أيضاً مسيرات "كمان-22"، و"كمان-12"، و"مهاجر-6"، و"فطرس"، و"كرار"، وأن المقر مزود بمختلف أنواع الذخائر والقنابل والصواريخ الاعتراضية وصواريخ جو- أرض.

وأكد الجيش الإيراني أنّ أسطوله هذا يضم أيضاً مسيرات "آرش" المدمرة، إضافة إلى مسيرات "أميد" المضادة للرادارات وغيرها من المسيرات القتالية المزودة بقنابل "بالابان" المجنحة وصواريخ "شفق" و"قائم" و"ألماس".

تضم القاعدة 100 طائرة مسيرة

وكشفت إيران عن هذه القاعدة بحضور رئيس هيئة الأركان محمد باقري، واللواء عبد الرحيم موسوي، الذي قال "لا شك في أنّ الطائرات المسيرة الخاصة بالقوات المسلحة الإيرانية هي الأقوى في المنطقة. قدرتنا على تحديث الطائرات المسيرة لا يمكن إيقافها".

وأضاف موسوي، إنّ الجيش يضع على جدول أعماله عمليات تحديث قدرات الطائرات المسيرة الموجودة وتزويدها بصواريخ وقنابل مختلفة.

وقال مراسل التلفزيون الرسمي، إنه قام برحلة استغرقت 45 دقيقة بطائرة هليكوبتر يوم الخميس من كرمانشاه في غرب إيران إلى موقع سري تحت الأرض للطائرات المسيرة، مشيراً إلى أنّ المسؤولين لم يسمحوا له بنزع العصابة عن عينيه إلا بعد وصوله إلى القاعدة.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات تلفزيونية تُظهر صفوفاً من الطائرات المسيرة المزودة بالصواريخ في نفق أفاد التقرير بأنه يقع على عمق مئات الأمتار تحت الأرض.

رسالة إلى إسرائيل

ويأتي الكشف عن هذه القاعدة بعد أيام من استهداف موقع بارشين العسكري، شديد الحساسية، والذي يقع 37 ميلاً جنوب شرقي العاصمة.

والمبنى المستهدف تستخدمه وزارة الدفاع الإيرانية لتطوير تكنولوجيا الصواريخ النووية والطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل مهندس شاب كان يعمل في الوزارة وإصابة شخص آخر.

رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق لكن مسؤولاً أمريكياً أكد أن طائرات مسيرة هاجمت بارشين، لكنه لم يذكر الجهة التي تقف وراءها ولم يقدم أي تفاصيل أخرى.

يأتي الكشف عن هذه القاعدة بعد أيام من استهداف موقع بارشين العسكري شديد الحساسية والذي يقع 37 ميلاً جنوب شرقي العاصمة

فيما قالت مصادر إيرانية مطلعة على الهجوم إنّ هجوم الطائرات المسيرة الأربعاء، انطلق من داخل إيران، تحديداً على مقربة من منشأة بارشين حيث الطائرات المستخدمة لديها مدى طيران قصير، مشيرين إلى أن المجمع العسكري بعيد من حدود إيران.

ويعتبر استهداف منشأة أبحاث الطائرات بدون طيار في بارشين نمطاً من محاولة إسرائيل مواجهة قدرات إيران المتنامية للطائرات بدون طيار، وفق ما أورده موقع "العربية".

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيه إسرائيل مواقع إيرانية، ففي أوائل شباط (فبراير) الماضي، هاجمت إسرائيل بـ 6 طائرات بدون طيار تحتوي على متفجرات منشأة بالقرب من مدينة كرمانشاه التي كانت المصنع الرئيسي لتصنيع وتخزين الطائرات العسكرية بدون طيار في إيران، وفقاً لمسؤول استخباراتي كبير مطلع على العملية. ودمر ذلك الهجوم الإسرائيلي عشرات الطائرات بدون طيار الإيرانية.

كشفت إيران عن هذه القاعدة بحضور رئيس هيئة الأركان محمد باقري، واللواء عبد الرحيم موسوي

في المقابل، ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على مجمع سكني في شمال العراق قالت إن عملاء إسرائيليين استخدموه للتخطيط لهجمات ضد إيران.

وقبل أيام قليلة أعلن عن مقتل عقيد في الحرس الثوري بالرصاص صياد خدائي في طهران الأحد الماضي، وأبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها وراء مقتله، بحسب مسؤول استخباراتي.

وقال المسؤول إنّ الإسرائيليين قصدوا أن يكون ذلك بمثابة تحذير لإيران لوقف استهداف المواطنين الإسرائيليين في الخارج.

توتر في الخليج

كما وجاء الكشف عن قاعدة المسيّرات تحت الأرض، بعد يوم واحد من احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلتين يونانيتين في الخليج رداً على ما يبدو على مصادرة الولايات المتحدة نفطاً إيرانياً من ناقلة كانت محتجزة قبالة الساحل اليوناني. 

واحتجزت السلطات اليونانية الشهر الماضي الناقلة "بيجاس" التي ترفع العلم الإيراني وعلى متنها طاقم روسي من 19 فرداً، بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي.

 جاء الكشف عن قاعدة المسيّرات تحت الأرض، بعد يوم واحد من احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلتين يونانيتين في الخليج 

وصادرت الولايات المتحدة، في وقت لاحق، شحنة النفط الإيراني الموجودة بالناقلة، وتخطط لإرسالها إلى أراضيها على متن سفينة أخرى. وأُفرج لاحقاً عن "بيجاس"، لكن احتجازها أجج التوتر في وقت حرج تسعى فيه إيران والقوى العالمية إلى إحياء الاتفاق النووي الذي لم يتم التوصل فيه حتى الآن إلى توافق بسبب تباين حول عدد من الملفات، من بينها العقوبات وملف الحرس الثوري، وفق ما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط".

من تستهدف إيران بهذه الطائرات؟ 

ورغم تهديد استهداف إسرائيل لإيران بالطائرات المُسيرة باستمرار، تُستخدم الأخيرة هذه الطائرات المسيرة بشكل أساسي في الهجمات التي تشنها الميليشيات التي تعمل بالوكالة عن إيران على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وكذلك ضد السعودية والإمارات.

وقبل نحو شهرين، اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا إيران بتنفيذ هجوم بطائرة مُسيرة استهدف الناقلة "ميرسر ستريت" قبالة خليج عمان. وأدى الهجوم إلى مقتل اثنين من طاقم الناقلة.

وألقى تقرير حديث نشره "المجلس الأطلسي" الضوء على ما وصفه بالإزعاج المزمن الذي تعاني منه السعودية بسبب تهديدات الطائرات المسيرة الإيرانية، التي يبدو أنها ستكون الموضوع المقبل الحساس أمنياً لدى المملكة وبقية دول الخليج، لاسيما البحرين والإمارات.

ووفقاً للتقرير، تهدد الطائرات الإيرانية بدون طيار التوازن الأمني في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية وتزيد من تهديد أمن السعودية خاصة بسبب استعمالها من قبل الحوثيين في اليمن.

موقع بارشين العسكري

وينقل أنه منذ 2017 بدأ الحوثيون باستعمال طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، يتم تجميعها بمكونات تشحن من إيران وشبه مطابقة لطائرات "أبابيل" بدون طيار التي تستخدمها إيران و"حزب الله" اللبناني. ويستعمل الحوثيون هذه الطائرات في استهداف المناطق المدنية والبنى التحتية الحيوية.

وبحسب "المجلس الأطلسي" أظهرت صور الأقمار الاصطناعية نشر طائرات بدون طيار إيرانية من نوع "شاهد 136" في اليمن، وهي قادرة على تغطية شبه الجزيرة العربية بأكملها والبحار المحيطة بها.

ويعتبر "المجلس الأطلسي" أنّ "قواعد اللعبة تغيرت"، في أيلول (سبتمبر ) 2019، عندما أطلقت إيران، وسط تصاعد التوتر مع واشنطن، حوالي 20 طائرة بدون طيار باتجاه "أرامكو"، أكبر منشآت معالجة النفط في العالم في بقيق وهجرة خريص، وتسببت في أضرار جسيمة وأثارت الهلع في السعودية.

ويشير التقرير إلى أنّ المسيرات الإيرانية لم تهاجم السعودية فقط من جبهة اليمن، بل من العراق أيضاً، مستذكراً الهجوم الذي تم بواسطة طائرات بدون طيار على مجمع  قصور الملك "سلمان" في الرياض، خلال شباط (فبراير) الماضي.

 ألقى تقرير حديث نشره "المجلس الأطلسي" الضوء على ما وصفه بالإزعاج المزمن الذي تعاني منه السعودية بسبب تهديدات الطائرات المسيرة الإيرانية

وبعد ذلك بشهر، تعرضت أكبر محطة نفطية في العالم في ميناء رأس تنورة في الساحل الشرقي للممكة لقصف بطائرات بدون طيار متعددة، وقيل حينها إنها كانت قادمة العراق أو إيران (لم يتم التأكد على وجه الدقة)، رغم أنّ الحوثيين أعلنوا، زوراً، عن تبنّيهم لذلك الهجوم أيضاً.

ويضيف: "هذا تطور بعيد المدى؛ لأنه منح طهران طريقة جديدة وفعالة لإكراه كل من جيرانها والغرب على التعامل معها بشكل جديد، من خلال إضعاف الممرات البحرية وسوق الطاقة العالمي، متى شاءت".

ويتابع أنّ "الميزانية المنخفضة والطائرات بدون طيار محلية الصنع وسهلة التشغيل تعوض إلى حد ما القدرات الجوية الإيرانية المتدنية، والتي تعتمد بشكل كبير على حوالي 40 طائرة من طراز F-14".

مواضيع ذات صلة:

إيران تواصل اللعب بورقة الرهائن الأجانب.. ما الجديد؟

الغزو الثقافي الإيراني لسوريا... الأدوات والطرق

الاتحاد الأوروبي يحاول إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لهذه الأسباب



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية