
غابت قوى المعارضة المصرية عن الحملات الشعبية والإعلامية التي يوجهها إرهاب الإخوان وشائعاتهم وحملاتهم المغرضة التي تنتشر يومياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات التابعة للجماعة.
وبحسب صحيفة (العرب) اللندنية فإنّ قوى المعارضة في مصر تتذرع بالانشغال بمشاكلها الداخلية للتغطية على ترددها في الانخراط في مواجهة الإخوان الذين عادوا إلى التشويش على السلطة منذ سقوط النظام السوري، وهو ما يفقد المعارضة حضوراً سياسياً في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد.
ويزعج هذا التردد السلطات المصرية التي باتت بحاجة إلى قوى معارضة وطنية تملأ مساحات من الفراغ السياسي خوفاً من أن تستغلها جماعة الإخوان في محاولتها لإعادة ترتيب صفوفها.
وينتقد مراقبون حالة الخمول السياسي الذي تعيشه قوى المعارضة، ويرون أنّ ذلك لا يخدم السلطة، ولا بدّ من التوصل إلى تفاهمات بشأن حضورها السياسي، لا سيّما في ظل تزايد انتشاء الإخوان بما يجري في سوريا.
مراقبون ينتقدون حالة الخمول السياسي الذي تعيشه قوى المعارضة، ويرون أنّ ذلك لا يخدم السلطة، ولا بدّ من التوصل إلى تفاهمات بشأن حضورها السياسي.
وذكر رئيس الحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء الدين شعبان لصحيفة (العرب) أنّ إضعاف المعارضة يصبّ في صالح جماعة الإخوان وجميع الفصائل المتطرفة، وما حدث في سوريا يخدم مشروع هؤلاء، والوضع بحاجة إلى ترْك السلطة حرية الحركة للمعارضة كي تقوي نفسها عبر التواصل المباشر مع الجمهور، ومن دون تحقيق ذلك سيصبح الانزواء والتراجع سائدين.
وأكد أنّ وجود المعارضة ضروري لإنعاش الأحزاب المؤيدة للسلطة، ويشكّل غيابها أحد أسباب تحول الغضب المكتوم إلى أفعال لن تؤدي للوصول إلى الاستقرار الداخلي المنشود، وأنّ مصر بحاجة إلى تماسك جميع مؤسسات الدولة، بما فيها الأحزاب المدنية، لمواجهة التحديات الراهنة وتخفيف حدة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يتطلب إدراكاً لأهمية قوى المعارضة المدنية ودورها في تنشيط الحياة السياسية.
وتتعرض قوى المعارضة لاتهامات بالضعف من أحزاب سبق أن كانت في صفها، ويرى بعضها ممّن تصدروا مشهد المعارضة إبّان حكم الرئيس السابق حسني مبارك، مثل حزبي (الوفد والتجمع)، أنّ مواقف الحركة المدنية تتوافق أحياناً مع تنظيم الإخوان.
وكان يمكن أن تلعب الأحزاب التاريخية دوراً في توجيه بوصلة مواقفها، غير أنّ ابتعادها أو عزوفها صعّبا مهمّة الدخول في لعبة تبادل الأدوار مع السلطة.