أوروبا.. وتصاعد الإسلاموفوبيا

أوروبا.. وتصاعد الإسلاموفوبيا

أوروبا.. وتصاعد الإسلاموفوبيا


23/03/2024

مع تصاعد المد اليميني المتطرف في أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً، تصاعدت نسبة الجرائم والجنح العنصرية المعادية للأجانب والأديان والمسلمين، خاصة بشكل ملحوظ خلال العام الماضي والحالي، ما بات يشكل تهديداً للأمن الاجتماعي والوطني، وللتنوع الاجتماعي والديني في الدول الغربية، بما يعنيه ذلك من إساءة مباشرة للأديان، ولمبدأ التعايش والتسامح.

في تقرير نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية» أمس، صادر عن وزارة الداخلية، أرقام تدعو للقلق إزاء ارتفاع نسبة الجرائم ذات الطابع العنصري، والتي تدعو للكراهية ضد الآخر المختلف دينياً وعرقياً. فقد كشف تقرير الوزارة أن عدد الجنح والجرائم المعادية للأجانب والأديان ارتفعت بنسبة 32% في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وفي المجموع أحصت الشرطة والدرك في العام الماضي نحو 15 ألف مخالفة «ارتكبت على أساس قومي أو عرقي أو ديني في كل الأراضي الفرنسية، بما في ذلك 8500 جريمة أو جنحة».

وذكر التقرير أن هذه الزيادة لوحظت بشكل أكثر دقة اعتباراً من أكتوبر(تشرين الأول) الماضي على إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، ورد الفعل الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة.

رئيس «حزب التجمع الوطني» اليميني غوردون بارديلا الذي تتزعمه مارين لوبان، أرجع هذا الأمر إلى صعود الإسلام السياسي الذي تجذر في عدد من المناطق الفرنسية، وهو أمر يفتقر إلى الحقيقة، لأن معاداة الإسلام أو ما يسمى «الإسلاموفوبيا» في فرنسا والدول الغربية، لا علاقة لها بالإسلام السياسي، بل هي نتيجة تحريض تقوم به الأحزاب اليمينية المتطرفة، ومنها «حزب الجمع الوطني» الكارهة للإسلام كدين، باعتباره يشكل تهديداً لأوروبا المسيحية، ويشكل بالتالي تهديداً ديموغرافياً للقارة، خصوصاً مع التزايد الملحوظ لعدد المسلمين.

وقد سبق لإمام الجامع الكبير في باريس شمس الدين حافظ، أن حذر من خطابات الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، وأعرب عن قلقه من التصريحات «الفاضحة والمشينة التي تطلقها بعض الشخصيات السياسية والإعلامية، بهدف إلقاء اللوم على المواطنين المسلمين ونبذهم من المجتمع الفرنسي».

وقد لوحظت زيادة في الأعمال المعادية للمسلمين بعد السابع من أكتوبر الماضي، ضد العديد من المساجد والجمعيات الثقافية لبعض الدول الإسلامية، مثل الجمعية التركية- الفرنسية الثقافية في ضاحية «لواريت»، حيث كتب على جدرانها عبارة «الموت للإسلام»، وتلقى مسجد نانتير رسالة تهديد من مجهول، كما تعرض عدد من المسلمين للاعتداء أثناء توجههم إلى المساجد للصلاة في المساجد.

ونتيجة لذلك، أعربت الهيئة الوطنية الاستشارية الفرنسية لحقوق الإنسان، وهي لجنة مستقلة لدى رئاسة الحكومة عن قلقها بسبب تصاعد حالات العنصرية ضد المسلمين، سواء على مستوى الأعمال الفردية أو على مستوى بعض القوانين، واعتبرت أنه رغم ارتفاع مؤشر التسامح في فرنسا مقارنة بالعام الماضي، فإن «العنصرية ما زالت تثير المخاوف».

فرنسا تحتاج إلى العودة لجذورها، إلى عصر الأنوار والحرية وحقوق الإنسان، وإلى مونتسكيو وفولتير وجان جاك روسو وديكارت.

عن "الخليج"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية