أنصار البشير يعودون إلى الواجهة مستفيدين من تراخي الحكومة

أنصار البشير يعودون إلى الواجهة مستفيدين من تراخي الحكومة


02/05/2021

عاد أنصار الرئيس السابق عمر حسن البشير إلى الواجهة مستغلين تراخي حكومة عبدالله حمدوك واستغراق الحكم الانتقالي في السودان في التسويات السياسية.

وفرّقت الشرطة السودانية بالغاز المسيل للدموع والعصي والهراوات الخميس تجمعا محسوبا على النظام السابق كان يعتزم تنظيم إفطار بمنطقة الرياض شرق الخرطوم بحضور العشرات من المنتمين إليه والمحسوبين عليه، لتوجيه رسالة إلى السلطة بأنهم متمسكون بمواقفهم، واختبار نواياها حيالهم بعد أن فهمت الحركة الإسلامية التي تستوعب هؤلاء أن هناك ترددا في التعامل بحسْم مع كوادرها.

ودعت إلى حفل الإفطار “رابطة خريجي جامعة أم درمان الإسلامية” ودعمته قوى موالية لحزب الرئيس المعزول (المؤتمر الوطني) بغرض الاحتفال بذكرى غزوة بدر في الـ17 من رمضان، لكن السلطات اعتبرت الأمر تحايلا على قرار حظر الحزب، والتفافا على لجنة التفكيك وإزالة التمكين التي منعت الحزب من مزاولة أيّ نشاط.

ويقول مراقبون إن الارتباك الذي ساد عمل اللجنة في الفترة الماضية وما كشفه من انقسامات بين أعضائها أوحى لفلول البشير بأن السلطة غير جادة في التعامل معهم، لكن فض الإفطار الجماعي جاء ليثبت أنها عازمة على مواصلة تضييق الخناق عليهم.

ونسقت رابطة خريجي جامعة أم درمان مع هيئة عمليات جهاز المخابرات العامة (جهاز الأمن والمخابرات الوطني سابقا) والتي تم حلها منذ حوالي عام، وهو ما يعني أن حفل الإفطار كان ينطوي على دوافع سياسية وأمنية ملتحفة برداء ديني.

وظهر العديد من منتسبي النظام السابق وكوادره في مقاطع فيديو بثت على منصات التواصل الاجتماعي قبل موعد الإفطار، وهم يتحدّون لجنة إزالة التمكين ويتباهون بالتجمع في الموعد الذي ضربوه، ما دفع الحكومة إلى التعامل معهم بحسم، لأن تمرير الاختبار في الأجواء القاتمة الراهنة يمنح فلول البشير المزيد من الجرأة السياسية.

وأشارت الباحثة السودانية تماضر الطيب إلى أن جرأة فلول البشير على تجميع عناصرهم تأتي من عدم ملاحقتهم أو محاسبتهم بالشكل السياسي المطلوب، فلا يزال الكثير منهم طلقاء مع أنهم كانوا شركاء في ممارسات سيئة خلال نظامهم المباد.

وأضافت تماضر لـ”العرب” أن هناك مجموعات متفرقة تحاول خلق اضطراب في الشارع السوداني، ولن يجد أيّ تجمع إسلامي للفلول فرصة حقيقية للعمل السياسي، فالثورة أسقطت حزبهم الحاكم ولم يعد المواطنون يثقون في أيّ كيانات إسلامية قديمة أو جديدة، وترفض غالبية القوى السياسية التعاون معهم ومن شاركهم في السلطة.

وكانت عناصر محسوبة على نظام البشير نظمت إفطارا جماعيا الأسبوع الماضي تحت لافتة شباب الحركة الإسلامية ما دفع لجنة تفكيك نظام البشير إلى التهديد بملاحقة المشاركين بمن فيهم ضباط في الجيش وجهاز المخابرات العامة.

وحذر القيادي في “حركة الإصلاح الآن” أسامة توفيق، في منشور على صفحته على فيسبوك من أن قمع مجموعات شبابية إسلامية ربما يقودهم إلى العمل تحت الأرض.

وتتردد فكرة العمل تحت الأرض من وقت إلى آخر وتحمل في جوهرها تهديدا للحكومة وأنها لن تستطيع ملاحقتهم وسط الأزمات التي تواجهها في محاولة للقبول بالحوار معهم ومنحهم مشروعية للعمل السياسي بحرية بدلا من إجراءات التقويض والتضييق.

وعندما شددت أجهزة الأمن على منع إقامة أيّ نشاط سياسي بساحة الحرية الشهيرة في الخرطوم لجأ فلول البشير إلى التجمع والاحتفال في حدائق عامة مجاورة بمنطقة الرياض، في إطار تكتيك يرمي إلى إنهاك الحكومة ودفعها إلى ارتكاب تجاوزات بحقهم تفتح الباب لمظلومية جديدة يتاجرون بها.

وحدثت مواجهات بين قوات الأمن وأنصار البشير الخميس بعد أن هربوا إلى شوارع جانبية وهتفوا بسقوط حكومة حمدوك، وألقي القبض على 12 منهم.

وكشفت مصادر محلية أن لجنة إزالة التمكين تنوي توجيه المزيد من الضربات لفلول البشير بينها ضربة مالية جديدة لعدد من القيادات السابقة، وتشمل استرداد أموال العديد من القطاعات والمؤسسات الحكومية السودانية منهم.

ويتبنى منتسبو الحركة الإسلامية بألوانهم المختلفة تكتيكات ترمي إلى حض السلطة الانتقالية على الاعتراف بهم سياسيا بدلا من الملاحقات الجارية، فهناك العديد من الأساليب التي يمكن اللجوء إليها والتخفي وراءها، سوف تؤدي إلى إجهادها.

وأعلن الأمين العام المكلف للحركة الإسلامية علي كرتي المضي في اتجاه تكوين تيار إسلامي جامع باسم “أنا المسلم” بزعم ترسيخ قيم المواطنة وتأكيد معاني الوفاق الوطني، في محاولة التفافية جديدة دينية في ظاهرها ولكنها في جوهرها سياسية، لأنها تمكن الحركة الإسلامية من العودة إلى تجنيد الكوادر بعد أن ابتعدت عنها أعداد كبيرة منذ رحيل نظام البشير، واختارت عناصر انتمت إليها الهجرة إلى دول أخرى.

عن "العرب" اللندنية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية