لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شماتته في عجز أوروبا، التي تقف ضد أحلامه بالانضمام للاتحاد الأوروبي، عن توفير الغاز الطبيعي، وسط توقعات بحلول موسم شتاء قاسٍ، فقد حمّل أردوغان أوروبا المسؤولية عن إقدام روسيا على قطع إمدادات الغاز الطبيعي رداً على العقوبات، قائلاً: إنّ "أوروبا تحصد ما زرعته".
ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مراقبين قولهم: إنّ موقف الرئيس التركي "أقرب إلى الشماتة منه إلى موقف سياسي لرئيس دولة عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وشريك اقتصادي للعديد من الدول الأوروبية.
حمّل أردوغان أوروبا المسؤولية عن إقدام روسيا على قطع إمدادات الغاز رداً على العقوبات، قائلاً: أوروبا تحصد ما زرعته
وتزداد المخاوف في أوروبا؛ بسبب الشتاء القاتم المحتمل، بعد أن أعلنت روسيا أنّها ستبقي خط أنابيب الغاز الرئيسي إلى ألمانيا مغلقاً إلى أجل غير مسمّى.
وأمس نقلت وكالة "رويترز" عن أردوغان قوله: إنّ "أوروبا تحصد في الواقع ما زرعته"، لافتاً إلى أنّ العقوبات قادت بوتين إلى الردّ باستخدام إمدادات الطاقة، وأنّ "بوتين يستغل كل وسائله وأسلحته، وأهمّها الغاز الطبيعي، وللأسف لم نكن نريد هذا، ولكن هذا هو ما يحدث في أوروبا".
وعبّر الرئيس التركي عن اعتقاده بأنّ "أوروبا ستواجه مشاكل خطيرة هذا الشتاء"، زاعماً: "ليست لدينا مثل هذه المشكلة" في تركيا التي تواجه منذ فترة ارتفاعاً غير مسبوق في معدلات التضخم وفواتير الكهرباء المنزلية.
ولا يفوّت الرئيس التركي الفرصة لمهاجمة أوروبا، التي يعتبر أنّها تستهدف مصالح بلاده بسبب وقوفها بوجه سياساته، ومن بينها رفضها قيامه بحملة انتخابية على أراضي دولها خلال الانتخابات التي أفضت إلى تعديل الدستور التركي الذي منح أردوغان صلاحيات كبيرة، وكذلك رفضها التهديدات التي يوجهها إلى قبرص واليونان، وسعيه المستمر للتنقيب عن النفط والغاز في مياه مثار خلاف.
مراقبون: أردوغان، الذي يقدّم نفسه وسيطاً في أزمة أوكرانيا، يتصرف في غالب الأحيان كأنّه شريك للرئيس الروسي في الحرب
أردوغان الذي يقدّم نفسه وسيطاً في أزمة أوكرانيا، سواء في الحوار بين موسكو وكييف أو في موضوع السماح بتصدير الحبوب، يتصرف في غالب الأحيان كأنّه شريك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب، ويبحث له عن الأعذار، وأكثر من ذلك فهو ينقل تهديداته ويروج لها للضغط على أوكرانيا، والتقليل من قيمة المساعدات الأوروبية وتأثيرها على مسار الحرب، حسبما نقلت "العرب اللندنية" عن مراقبين لم تُسمّهم.
ومطلع الأسبوع الجاري أوقفت روسيا التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم (1) إلى أجل غير مسمّى، وأوقفت الإمدادات عبر (3) من أكبر خطوط ضخ الغاز إلى الغرب منذ غزوها لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير)، وتقوم بإعادة توجيه إمدادات النفط باتجاه الشرق.