ما هو السر وراء الحظ الجيد؟

ما هو السر وراء الحظ الجيد؟


21/03/2018

مترجم

“يمكنك أن تخلق الحظ بنفسك، وليس عليك الانتظار، يمكنك أن تنشئ الظروف التي تجلب لك الحظ السعيد بمساعدة الآخرين”، هذا ما ذكره مؤلفا كتاب “كيف يحدث الحظ”، بارنابي مارش وجانيس كابلان.

ونشر الكاتبان مقالًا مشتركًا في مجلة تايم الأمريكية، تحدثا فيه عن كلمة سر الأشخاص المحظوظين. ووفقًا لهما: “قد يبدو الحظ روحانيًا وعشوائيًا من الناحية الظاهرية، لكنه ليس كذلك، بل هنالك دوائر حظ فعلية، تتطلب الانفتاح على الآخرين، والقدرة على اقتناص الفرص”.

من العدل أن نقول أن الحظ يعتمد على الآخرين؛ فسر الحظ الوحيد يكمن في عبارة واحدة: شبكة العلاقات والمعارف. وهذا يعني أن تكون مع الأشخاص الذين يستطيعون التسبب بحدوث أشياء جيدة لك. وهنا لا نتحدث عن الأشخاص المقربين منك، مثل العائلة والأصدقاء، الذين يدعمونك في حياتك بطبيعة الحال، بل نتحدث عن أناس يستطيعون دفعك إلى بوابات الحظ بشكل غير متوقع. وقد أثبتت الدراسات كافة في هذا الإطار، أن الغرباء يتسببون بحدوث حظ لك أكثر من الناس المقربين، الذين تتواصل معهم بشكل منتظم.

دعونا نتطرق إلى خلاصة أبحاث أستاذ علم الاجتماع في جامعة ستانفورد، مارك غرانوفتر، الحائز على درجات علمية من جامعتي هارفارد وبرينستون. تحدث غرانوفتر عن “قوة العلاقات الضعيفة”، التي تشير إلى أن الأشخاص الذين لا تربطك بهم علاقات متينة، يجلبون لك حظًا أوفر مما يجلبه المقربون منك، وبالطبع هنالك أسباب وجيهة لذلك، سنتطرق إليها فيما بعد.

يقول غرانوفتر: “لديك علاقات قوية مع أشخاص مثل الأصدقاء المقربين أو الزملاء الذين تراهم مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، ولديك أيضًا علاقات ضعيفة مع أشخاص لا تراهم كثيرًا. من المثير للدهشة أن الروابط الضعيفة –وليست القوية- تتسبب بحدوث أمور رائعة لك، مثل الحصول على وظيفة جديدة في مجالات مفضلة، أو الحصول على شريك مدهش”.

ما السبب في ذلك؟ أنت وأصدقاؤك تعرفون الأشخاص ذاتهم، ولديكم دوائر اجتماعية متداخلة. ولكن أولئك الذين تربطك بهم صلة ضعيفة، لديهم دوائر اجتماعية مختلفة تمامًا. وبالتالي، فإن التواصل معهم يفتح لك مجالًا جديدًا من الاحتمالات. ولأن كل شخص جديد يرتبط بالعديد من الأشخاص الآخرين، فإن الاحتمالات وفرص الحظ تصبح أكبر بكثير بالنسبة لك.

لقد ألهمت رؤية غرانوفتر في “قوة العلاقات الضعيفة” العديد من الدراسات المعقدة حول شبكات العلاقات والمعارف، وكيفية انتشار الحظ بناء على تلك العلاقات. وبناء عليه، فإن من يعرف كيف يدير لعبة العلاقات، يكون الأوفر حظًا في نهاية المطاف.

يمكنك استخدام مبدأ العثور على الحظ في الآخرين في أيّ مكان تقريبًا. يمكنك الذهاب إلى مجموعة من الأمهات، أو نادٍ للكتب، أو إستوديو لليوغا، أو نادي الأسود، من أجل خلق روابط تستند إلى الصدفة. يمكنك أن تفتح لنفسك فرص الحظ الجيد عندما تشارك الآخرين خبراتك، وعندما يجتمع الناس من حولك. العديد منا يحب الجلوس وحيدًا للعمل أو التفكير أو الاسترخاء، وهذا جيد، إلا أن شرارات الحظ تحدث عندما يحتك الناس ببعضهم البعض.

لطالما اعتقدت أن الكفاءة والموهبة كافيتان، لكنني أصبحت على يقين بأن المعارف وشبكة العلاقات هي من تخلق الفارق على أرض الواقع. يظهر للعالم الخارجي أن الحظ يكون صدفة وعشوائيًا، لكن الحقيقة ليست كذلك، بل تكمن في المعارف من وراء الكواليس.

يمكن للحظ الذي نجلبه لبعضنا البعض أن يكون متبادلًا وموسعًا، وعليك أن تعرف كيف تقتنص الفرص، وتتقاسمها، وتعيدها. وكائنًا من تكون، أنت بحاجة إلى أشخاص آخرين لتصبح محظوظًا، وتحصل على الحظ السعيد.

عن "كيوبوست" / عن "مجلة تايم" الأمريكية / المصدر




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية