توقيف طالبة مغربية موالية لداعش يكشف تحولات خطيرة في أساليب التجنيد الإرهابي

توقيف طالبة مغربية موالية لداعش يكشف تحولات خطيرة في أساليب التجنيد الإرهابي

توقيف طالبة مغربية موالية لداعش يكشف تحولات خطيرة في أساليب التجنيد الإرهابي


01/07/2025

كشفت عملية أمنية نفذها المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي، استنادا إلى معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن توقيف شابة تبلغ من العمر 21 سنة موالية لتنظيم "داعش" الإرهابي، كانت بصدد الإعداد لمخطط دموي يستهدف منشأة دينية بمدينة الرباط.

ووفق بلاغ رسمي صادر عن المكتب، نقله موقع "هسبرس" المغربي، فقد مكنت العملية من إحباط مشروع إرهابي بالغ الخطورة قبل الشروع في تنفيذه ماديا، وذلك بعد تنسيق استخباراتي وثيق مع الأجهزة الفرنسية، أسفر عن تحديد هوية المشتبه فيها وتتبع أنشطتها وتحركاتها. 

وكشفت التحريات الأولية أن الطالبة، التي تتابع دراستها بمعهد تقني عالٍ، انخرطت في اكتساب خبرات بمجال المتفجرات وإعداد السموم، مع شروعها في جمع معدات قابلة للاشتعال وتحضير وسائل التنفيذ، في مسعى لاستهداف أمن واستقرار المملكة.

الحادثة مؤشر على تحول استراتيجي خطير وعميق في عقلية الجماعات الإرهابية التي تدرك جيدًا القيمة الاستراتيجية للكفاءات التقنية والعلمية

وأوضح البلاغ أن عناصر الأمن عثرت بحوزة الموقوفة على مواد مشبوهة ومخطوطات تحريضية تدعو للتطرف والغلو، وكتب تروج للعنف والكراهية. وقد وُضعت تحت تدبير الحراسة النظرية بإشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، في إطار استكمال التحقيقات للكشف عن ارتباطاتها المحتملة مع شبكات التجنيد وخلايا التنظيمات الإرهابية.

وفي تعليق على خطورة هذه الواقعة، قال محمد عصام لعروسي، خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمنية، إن استهداف طالبة بمستوى تعليمي عالٍ يعكس تغيرا لافتا في استراتيجية الجماعات المتطرفة، التي لم تعد تقتصر على الفئات الهشة أو محدودة التعليم. ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية تسعى لاستقطاب فئات نخبوية مثل المهندسين والأطباء، مستغلة هشاشتهم النفسية وتطلعهم للرفض والتمرد، وهو ما يشكل تحديا أمنيا إضافيا أمام أجهزة المكافحة.

واعتبر لعروسي، في تصريح لموقع "هسبرس"، أن هذه الظاهرة ليست تحولا استراتيجيا طويل الأمد بقدر ما هي ظرفية، مستفيدة من سياقات عالمية تتسم بتراجع الثقة في المؤسسات وتنامي مشاعر الاغتراب لدى الشباب. وحذر من أن الفئات المتعلمة قد تتبنى مواقف معارضة للمجتمع وتنجرف نحو العنف كسبيل للتعبير عن الرفض، رغم محدودية أعدادها نسبيا.

استهداف طالبة بمستوى تعليمي عالٍ يعكس تغيرا لافتا في استراتيجية الجماعات المتطرفة التي لم تعد تقتصر على الفئات الهشة أو محدودة التعليم

 

أما البراق شادي عبد السلام، خبير إدارة الأزمات وتدبير المخاطر، فرأى، بحسب المصدر ذاته، أن الحادثة مؤشر على تحول استراتيجي خطير وعميق في عقلية الجماعات الإرهابية، التي تدرك جيدًا القيمة الاستراتيجية للكفاءات التقنية والعلمية، لذا تعمل على استقطاب أصحاب المستويات التعليمية العليا، لا سيما في التخصصات التقنية والهندسية، لتمكينها من تنفيذ عمليات نوعية ومعقدة يصعب اكتشافها وإحباطها.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة تعكس تحولًا استراتيجيًا في منهجية التنظيمات الإرهابية، التي تسعى إلى تحديث قدراتها الذاتية وتقليل اعتمادها على خبراء خارجيين، من خلال بناء قاعدة داخلية من الكوادر المؤهلة تقنيًا وقادرة على تطوير أساليب هجومية متطورة ومتجددة.

كما نبه عبد السلام إلى أن توظيف مثل هذه الطاقات يرفع من مستوى الخطورة الأمنية، ويستلزم بدوره تعزيز آليات الرصد الإلكتروني والتدخل المبكر، خصوصًا في فضاءات التواصل الافتراضية التي باتت تشكل بيئة خصبة للتجنيد والتحريض.

وأكد الخبير الدولي أن نجاح العملية الأمنية في الرباط يؤكد نجاعة الاستراتيجية الأمنية المغربية التي تجمع بين اليقظة الأمنية والتنسيق الدولي، ولا سيما التعاون الاستخباراتي المستمر مع الأجهزة الفرنسية، الذي يعد عاملًا حاسمًا في رصد وتتبع المخاطر الإرهابية العابرة للحدود.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية