
بينما تتجه تونس نحو حظر نشاط حركة النهضة الإخوانية وحلها نهائيًا، تحاول قيادات التنظيم البحث عن مخرج سياسي يبقيها حاضرة في المشهد، حتى لو كان ذلك من خارج البلاد.
وكشفت تقارير إعلامية، تحدث عنها موقع "العين الإخبارية"، أن الحركة تسعى حاليًا للانضمام إلى جبهة معارضة جديدة يقودها المرشح الرئاسي الأسبق عماد الدايمي، المقيم في فرنسا، والذي يعد من حلفاء الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي الداعم للإخوان.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تخوّف النهضة من فقدان أي مساحة للتحرك العلني داخل تونس بعد غلق مقارها بقرارات رسمية ومنعها من ممارسة الأنشطة السياسية.
الحركة تسعى للتخفي وراء التحالف الجديد الذي أعلن عنه الدايمي لمحاولة إعادة التموضع واستعادة شرعية مفقودة
المحلل السياسي التونسي المنجي الصرارفي أكد لموقع "العين الإخبارية" أن ما تبقى من قيادات الإخوان باتوا يتحركون عبر الفضاء الافتراضي أو من خلال أنشطة محدودة تنظمها جبهة الخلاص الإخوانية. وأضاف أن الحركة تسعى للتخفي وراء التحالف الجديد الذي أعلن عنه الدايمي، لمحاولة إعادة التموضع واستعادة شرعية مفقودة.
وأوضح الصرارفي أن حل الحركة بات مسألة وقت، مشيرًا إلى أن السلطات السياسية تتريث في اتخاذ القرار النهائي حتى تكشف للرأي العام حجم الملفات والجرائم المرتكبة خلال فترة حكم النهضة، وهو ما أسهم في زيادة عزلة التنظيم وتراجع خزانته الانتخابية وقاعدته الشعبية.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي نبيل غواري أن الجبهة المزمع تشكيلها لن يكون لها تأثير فعلي داخل تونس، مؤكدًا أن عماد الدايمي نفسه يواجه أحكامًا قضائية بالسجن ويعيش في فرنسا منذ سنوات، ما يفقده أي قدرة على تحريك الشارع.
أوضح الصرارفي أن حل الحركة بات مسألة وقت مشيرًا إلى أن السلطات السياسية تتريث في اتخاذ القرار النهائي حتى تكشف للرأي العام حجم الملفات والجرائم المرتكبة
وشدد غواري على أن حركة النهضة انتهت فعليًا في الداخل، وأي محاولة لإعادة إنتاجها تحت أي غطاء سياسي مصيرها الفشل في ظل الرفض الشعبي الواسع.
وأشار إلى أن تحركات النهضة من الخارج تعبّر عن يأس التنظيم بعد أن لفظه الشارع، مشددًا على أن الرئيس قيس سعيّد كان واضحًا حين حذر من محاولات تأجيج الأوضاع وضرب استقرار البلاد.
وكان الرئيس سعيّد قد صرح قبل أيام بأن جهات مرتبطة بأطراف خارجية تعمل على إثارة الفوضى تحت غطاء الدفاع عن الديمقراطية، مؤكدا أن الشعب التونسي أصبح واعيًا بهذه المخططات وسيُفشلها كما أفشل غيرها من محاولات ضرب الدولة.