
منذ لحظة ظهورها على الساحة، لم تُخفِ جماعة الإخوان المسلمين هدفها الأساسي: الوصول إلى السلطة بأيّ وسيلة. لكنّ الفرصة الذهبية جاءت مع أحداث 25 كانون الثاني (يناير) 2011، فاستغلت الجماعة حالة الغضب الشعبي، وبدأت بتنفيذ مخطط محكم للسيطرة على مفاصل الدولة، مستخدمة (4) أسلحة رئيسية: الفوضى، والدين، والعنف، والشائعات.
السلاح الأول... الفوضى وتهريب المساجين
بداية الفوضى كانت يوم قررت الجماعة كسر هيبة الدولة، فدفعت بقياداتها للهروب من السجون خلال الأيام الأولى للثورة، وعلى رأسهم محمد مرسي. الهروب لم يكن عشوائيًا، بل تم بتنسيق مع جهات خارجية، في مشهد مثّل ضربة مباشرة لمؤسسات الأمن والقضاء، ورسالة واضحة بأنّ الجماعة لن تتردد في هدم أيّ شيء للوصول إلى السلطة.
السلاح الثاني... الدين لخدمة التنظيم
بمجرد أن وصل الإخوان إلى الحكم، بدأ توظيف الدين لخدمة مصالح الجماعة، لا لخدمة الوطن. تمّ الترويج بأنّ محمد مرسي "رئيس مؤيد من الله"، وتحولت المنابر والمساجد إلى أدوات سياسية لتكفير المعارضين وتخوين أيّ صوت مختلف. الدين عند الجماعة لم يكن عقيدة، بل أداة.
السلاح الثالث... العنف بعد 30 يونيو
مع سقوط حكمهم بثورة شعبية عارمة في 30 حزيران (يونيو) 2013، لجأ الإخوان فورًا إلى العنف، ونفذوا سلسلة من العمليات الإرهابية استهدفت كنائس، ومراكز شرطة، وعملوا كمائن للجيش في سيناء، فضلًا عن دعم جماعات متطرفة تولت تنفيذ تلك الهجمات. الإخوان حاولوا النفي، لكنّ الأدلة والاعترافات قالت كلمتها.
السلاح الرابع... الشائعات وحرب الإعلام
وبعد أن تراجع حضور جماعة الإخوان على الأرض، لجأت إلى الفضاء الإلكتروني والقنوات الخارجية، لتبدأ حرب الشائعات. كلّ أزمة اقتصادية، وكل حادثة، وكل قرار سيادي، مستغلة منصاتها للهجوم على الدولة والتشكيك في مؤسساتها. وهدفها بث الفتنة، وضرب الثقة، وتمهيد الأرض للفوضى من جديد.
ووفق صحيفة (اليوم السابع) فإنّ جماعة الإخوان لم تكن في يوم من الأيام طرفًا سياسيًا طبيعيًا، بل كانت مشروعًا تخريبيًا متكاملًا، أراد إسقاط الدولة من الداخل. لكنّ الشعب المصري، بحسّه الوطني، ومؤسساته الصلبة، وقف في وجه هذا المخطط، وأسقطه قبل أن يبتلع البلاد.