
أعلنت "القوات الشعبية" بقيادة ياسر أبو شباب، عن فتح باب التجنيد ضمن ما أسمته "جهاز مكافحة الإرهاب"، وذلك في مناطق سيطرتها شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معتبرة الخطوة جزءًا من خطة أمنية داخلية لمواجهة الفوضى و"الخلايا التخريبية". الإعلان الذي نُشر عبر صفحة أبو شباب على "فيسبوك"، حدد شروطًا للالتحاق، أبرزها أن يكون المتطوع بين 18 و25 عامًا وغير منتمٍ لأي فصيل سياسي.
وجاء في البيان أن الهدف من تشكيل هذا الجهاز يتمثل في "حماية الجبهة الداخلية، ومكافحة الإرهاب والعمالة، وتعزيز الردع الشعبي"، وسط دعوات واسعة أطلقها أبو شباب مؤخرًا لتشكيل لجان مجتمعية وإدارية تتولى إدارة شؤون السكان، وتشمل قطاعات مثل الصحة والتعليم والهندسة والإعلام والقانون.
وفتحت هذه التحركات باب التساؤلات عن حقيقة "القوات الشعبية" التي قدمت نفسها كبديل لحركة حماس في القطاع. فبينما يظهر الخطاب الرسمي لأبو شباب طابعًا شعبويًا – خدماتيًّا – أمنيًا، فإن الجدل تفجّر بعد اعتراف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، بأن الحكومة الإسرائيلية موّلت تشكيل جماعات مسلحة داخل غزة، وهو ما أكده لاحقًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دون أن يذكر أبو شباب بالاسم.
قدمت نفسها كـ"بديل وطني شعبي" عن حركة حماس مدعية أنها تمثل تيارًا فلسطينيًا مستقلًا يسعى لـ"استعادة الأمن وحماية كرامة الناس"
توقيت الإعلان عن "جهاز مكافحة الإرهاب" وتوسيع شبكة المتطوعين المدنيين، يثير الشبهات حول وجود دعم خارجي يهدف إلى خلق واقع ميداني جديد داخل القطاع، خاصة في ظل الانقسام السياسي الحاد، وتدهور الوضع الإنساني، واستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
ورغم حديث أبو شباب عن "الكرامة الوطنية" وخدمة الناس، فإن تحركاته تصطدم بأسئلة مشروعة حول الأجندة السياسية التي تحرك "القوات الشعبية"، ومدى استقلالها عن الحسابات الإسرائيلية، لا سيما أن الدعوات للعودة إلى المناطق الشرقية من رفح – والتي تعرضت لقصف عنيف خلال الأشهر الماضية – ترافقها مشاهد إعلامية لتوزيع مساعدات وإنشاء مخيمات، في ما يبدو محاولة لبناء نفوذ اجتماعي وسياسي.
وبينما يرى البعض في مبادرة "القوات الشعبية" محاولة لتقديم نموذج بديل عن حماس، يرى آخرون أنها امتداد لجهود خارجية لإعادة هندسة المشهد الداخلي في غزة.
و"القوات الشعبية" هي تشكيل مسلح جديد ظهر في جنوب قطاع غزة، تحديدًا في مدينة رفح، بقيادة شخصية غير معروفة على نطاق واسع تُدعى ياسر أبو شباب. وقد بدأت هذه الجماعة في الإعلان عن نفسها خلال الأشهر الأخيرة من الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، حيث قدمت نفسها كـ"بديل وطني شعبي" عن حركة حماس، مدعية أنها تمثل تيارًا فلسطينيًا مستقلًا يسعى لـ"استعادة الأمن وحماية كرامة الناس".