لقاء ترامب والشرع... هل جدد آمال الإخوان بالعودة إلى المشهد السياسي؟

لقاء ترامب والشرع... هل جدد آمال الإخوان بالعودة إلى المشهد السياسي؟

لقاء ترامب والشرع... هل جدد آمال الإخوان بالعودة إلى المشهد السياسي؟


24/05/2025

جدّد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، المعروف سابقاً بـ "الجولاني"، جدّد آمال تيارات الإسلام السياسي، وفي طليعتها جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر للعودة إلى المشهد السياسي.

ويرى الباحث الأكاديمي المتخصص في حركات الإسلام السياسي الدكتور عمرو عبد المنعم  أنّ "شهية بعض تيارات الإسلام السياسي انفتحت بالفعل من جديد للوصول إلى السلطة".

وقال في تصريح لصحيفة (النهار): إنّ البيان المنسوب إلى جماعة "الإخوان" أخيرًا حول حلّ نفسها، يمثل أحد المؤشرات إلى هذا الانفتاح، وهو محاولة لجسّ نبض النظام الحاكم في مصر من قِبل ما يُعرف بـ "جناح لندن"، أحد أجنحة "الإخوان" في الخارج، الذي أجرى مراجعات ويسعى للعودة إلى المشهد السياسي المحلي.

وأضاف: "إنّ البيان صدر عن أحد كوادر جناح لندن المعروف باسم أحمد مالك، وأعتقد أنّ الهدف منه هو اختبار مدى استعداد السلطة في مصر لتقبّل عودة عناصر الجماعة، باعتبارهم شخصيات وطنية يمكن التعامل معهم كمواطنين عاديين".

من جهتها، أكدت المحللة السياسية الأمريكية إيرينا تسوكرمان أنّ "احتضان ترامب لأحمد الشرع أحدث هزّات تتجاوز حدود سوريا. فالإسلاميون من القاهرة إلى إسطنبول رأوا في ذلك فرصة، وقد فسّر الإخوان تصريحات ترامب كمؤشر إلى أنّ الإسلام السياسي بات مقبولًا مجددًا في واشنطن".

تسوكرمان: "اختراق عناصر موالية للجماعة الإدارة الأمريكية الجديدة، وتنامي نفوذ بعض الكيانات المرتبطة بجماعة الإخوان في الولايات المتحدة".

وأضافت: "إنّ إشادة ترامب بدور الشرع في تحقيق الاستقرار لا تمثل تحولًا صريحًا في موقف الجمهوريين الذين يتسمون تقليدياً بالتشكيك في حكم الإسلاميين. وعلى عكس إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي أبدت اهتمامًا إيديولوجيًا بالإسلام السياسي كمحرّك للديمقراطية، فإنّ الترامبية تفتقر لأيّ عقيدة فكرية واضحة، إذ لا تتعامل مع الأفكار، بل مع موازين النفوذ".

وتشير أيضًا إلى "اختراق بعض العناصر الموالية للجماعة" الإدارة الأمريكية الجديدة، بالإضافة إلى تنامي نفوذ بعض الكيانات المرتبطة بـ "الإخوان" في الولايات المتحدة، وعلى رأسها "كير".

من جانبه، يقول الباحث في شؤون الأمن الإقليمي مصطفى كمال: إنّ "الحديث عن آمال جديدة دبت في أوصال تيارات الإسلام السياسي نتيجة هذا اللقاء قراءة تتجاهل عمق التحولات التي مرّت بها المنطقة منذ عام 2013. فالإخوان اليوم يعانون من تراجع تنظيمي حاد، ومن صراع داخلي مرير بين جبهات متناحرة، وغياب شبه كامل للفاعلية السياسية أو المجتمعية، سواء داخل مصر أو في المهجر. كما أنّ خطابهم السياسي فقد جاذبيته، والمظلّة الإيديولوجية التي كانت تحشد الشباب باتت محلّ تساؤل ونقد علني من داخل قواعدهم السابقة".

وكان ترامب قد أثنى على الرئيس السوري "الشرع" خلال جولته الخليجية، ووصف ماضيه بأنّه "قوي". وقد أثار هذا الوصف تحديداً سجالات حادّة، لا سيّما أنّ ماضي الشرع مرتبط بأخطر التنظيمات الإرهابية في العالم؛ فبعدما قاتل في صفوف تنظيم (داعش)، تركه لتأسيس "جبهة النصرة" بدعم من "القاعدة"، قبل أن تتحوّل لاحقًا إلى "هيئة تحرير الشام" التي قادت هجوم إسقاط نظام بشار الأسد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ثم سيطرت على الحكم في دمشق.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية