إيران تعزز نفوذها في أفريقيا بالتعاون مع (القاعدة)... ما دور الحوثيين وإخوان اليمن؟

إيران تعزز نفوذها في أفريقيا بالتعاون مع (القاعدة)... ما دور الحوثيين وإخوان اليمن؟

إيران تعزز نفوذها في أفريقيا بالتعاون مع (القاعدة)... ما دور الحوثيين وإخوان اليمن؟


12/03/2025

نشر مركز (الحل) تقريراً وافياً عن تهريب الأسلحة من إيران إلى القرن الأفريقي وتوظيفها لميليشيات الحوثي لدعم تنظيم (القاعدة) الإرهابي، بهدف تعزيز نفوذها في المنطقة وتحقيق أطماعها.

وأكد التقرير أنّه خلال الأعوام الأخيرة تزايدت المؤشرات على تقارب متزايد بين إيران وحركة الشباب الصومالية، وتطمح طهران إلى توسيع نفوذها وأنشطتها في مختلف أنحاء منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر من خلال تعزيز علاقاتها بالحركات والمنظمات الناشئة، مثل "الحوثيين" في اليمن و"حركة الشباب" في الصومال، واستخدام هذه الجماعات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وخلق توازن جديد بين القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في المنطقة.

وتحاول طهران جاهدة تعويض خسائرها السياسية والعسكرية في لبنان وسوريا بالتواجد المكثف بدول القرن الأفريقي من خلال علاقاتها مع الحوثيين باليمن.

وبحسب تقرير مركز (الحل) فقد كشف المجند (أحمد سليمان أحمد هاملي رزيق) في "بحرية ميليشيات الحوثي" عن مخطط إيراني يهدف إلى توسيع دائرة تهديدات الملاحة الدولية، وصولاً إلى المحيط الهادئ، عبر استغلال "حركة الشباب" الصومالية في القرن الأفريقي.

وكان ذلك من خلال اعتراف جديد بثه الإعلام العسكري في الساحل الغربي، بعد أن وقع المجند في قبضة الأمن في الحديدة. وقد أشار المجند إلى أنّه انضم إلى صفوف "الحوثيين" في نهاية العام 2023، بعد تجنيده من قبل شخص يُدعى (أحمد محمد حلص بشارة) من محافظة الحديدة.

تحاول طهران جاهدة تعويض خسائرها السياسية والعسكرية في لبنان وسوريا بالتواجد المكثف بدول القرن الأفريقي من خلال علاقاتها مع الحوثيين باليمن

وذكر أنّه خضع لتدريب قتالي لمدة شهر و(20) يوماً، بالإضافة إلى دورة بحرية استغرقت شهراً و(10) أيام، قبل أن يتم تكليفه بالعمل ضمن شبكة تهريب أسلحة بين "الحوثيين" و"حركة الشباب" الصومالية المرتبطة بتنظيم (القاعدة). 

وذكر المجند أنّه قام بتنفيذ (5) عمليات تهريب للأسلحة والمعدات لصالح "حركة الشباب" في أواخر عام 2024، عبر السواحل الشرقية في محافظتي المهرة وشبوة، مؤكداً أنّه كان يشارك أيضاً في تهريب عناصر إرهابية سواء من الصومال أو اليمن إلى داخل الأراضي اليمنية.

هذه الاعترافات تُعتبر تعزيزاً للاتهامات التي وجهتها لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة لإيران بتورطها في دعم جماعات مسلحة إرهابية في الصومال عبر "الحوثيين" في اليمن، كما تسلط الضوء على محاولات إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، عبر تعزيز قواتها في اليمن ودعم الميليشيات في القرن الأفريقي.

وهناك تحالف واضح بين جماعة "الحوثيين" الموالية لإيران وجماعات مثل تنظيم (القاعدة) و"حركة الشباب" الصومالية، وقد كشفت قوات مكافحة الإرهاب في محافظة أبين جنوبي اليمن عن العثور على أسلحة ومتفجرات إيرانية الصنع، بالإضافة إلى استخدام تنظيم (القاعدة) للطيران المسيّر لأول مرة ضد أهداف حكومية.

وتصل الأسلحة الإيرانية عن طريق البحر إلى "الحوثيين" المدعومين من إيران. وبحسب العديد من التقارير، فإنّ السفن تدخل الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن دون تفتيش. وقد ذكرت التقارير "حديثاً متجدداً عن تدفق أسلحة إيرانية إلى ميناء الحديدة".  

الحكومة البريطانية وثقت دخول (500) سفينة خلال الأشهر الـ (8) الماضية إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون دون الخضوع لآلية التفتيش الأممية.

الحكومة الشرعية في اليمن أكدت ورصدت "تحرك السفن الإيرانية مباشرة من ميناء بندر عباس إلى ميناء الحديدة مؤخراً، ووثقت الحكومة البريطانية دخول (500) سفينة خلال الأشهر الـ (8) الماضية، ولأول مرة منذ عام 2016، إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون دون الخضوع لآلية التفتيش الأممية".   

محافظ الحديدة في الحكومة المعترف بها دولياً، الحسن طاهر، أكد أنّ السفن القادمة من إيران، وعلى متنها كميات مختلفة من الأسلحة، وصلت بالفعل إلى الميناء الحيوي الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي دون أن تخضع للتفتيش من قبل آلية الأمم المتحدة، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة (العين).  

ويرى رئيس مؤسسة "اليوم الثامن للإعلام والدراسات"، صالح أبو عوذل في تصريح صحفي لمركز (الحل)، أنّ تدفق الأسلحة يرجع إلى الانقسامات الحادة في الحكومة الشرعية نتيجة تقاطع المصالح بين حزب (الإصلاح) "جماعة الإخوان المسلمين في اليمن" ـ الذي يشارك في سلطة مجلس القيادة الرئاسي ـ وبين الحوثيين، حيث ترى الجماعة أنّها قد تكون الهدف المقبل بعد القضاء على الحوثيين، ممّا دفعها إلى عرقلة العديد من الجهود العسكرية لتحرير العاصمة صنعاء، خاصة في عام 2020. 

ويضيف أبو عوذل أنّه يمكن للولايات المتحدة والدول الغربية بذل جهود واسعة، لكنّ المشكلة تكمن في ضعف الحاضنة المحلية لهذا الدعم، أي الحكومة اليمنية الشرعية.

وبالنسبة إلى إيران، فإنّ العمل مع جهات فاعلة غير حكومية مثل "حركة الشباب" و"الحوثيين" يشكل جزءاً أساسياً من سياستها الخارجية، بهدف توسيع نفوذها الجيوسياسي في جميع أنحاء المنطقة. فقد طورت طهران تحالفاً غير معلن مع "حركة الشباب" بهدف إنشاء شبكة استخبارات سرّية تسمح لها بتحقيق أهدافها ودعم مصالحها في الشرق الأوسط وأفريقيا. 

وكانت المصالحة السياسية دائماً فوق أيّ خلافات دينية؛ إذ قد تختار إيران و"حركة الشباب" وضع خلافاتهما الإيديولوجية والعقائدية جانباً، والعمل معاً بشكل عملي لتحقيق أهداف متبادلة، كتهديد المصالح الأمريكية في البحر الأحمر وأفريقيا بشكل مباشر.

العمل مع جهات فاعلة غير حكومية مثل "حركة الشباب" و"الحوثيين" يشكل جزءاً أساسياً من سياسة إيران الخارجية

ومن ناحية أخرى، تربط إيران و"حركة الشباب" علاقة منفعة متبادلة؛ ففي حين تزود طهران الحركة بالدعم المادي واللوجستي، تزود "حركة الشباب" إيران باليورانيوم من المناجم الخاضعة لسيطرتها لاستخدامه في برنامجها النووي.

كما يمكن لإيران استخدام "حركة الشباب" لتهديد وتعطيل الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر. وعليه يبيّن أبو عوذل أنّ "إيران لجأت إلى القرن الأفريقي لتعويض خسارتها في السيطرة على باب المندب والساحل الغربي، باستثناء ميناء الحديدة، وتستخدم إيران القرن الأفريقي كنقطة عبور لتهريب الأسلحة إلى اليمن بوساطة قوارب صغيرة. ولا شك أنّ طهران تستفيد من حركة الشباب الصومالية كقاعدة لتخزين الأسلحة أو تمريرها إلى الحوثيين".  

وقد أكد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ عام 2017 أنّ إيران ترسل شحنات أسلحة إلى الصومال، وتحديداً إلى "حركة الشباب"، مقابل كميات كبيرة من اليورانيوم. وتُعَدّ بونتلاند نقطة الدخول الرئيسية للأسلحة غير المشروعة إلى الصومال، وقد أفادت مجموعة مراقبة الأمم المتحدة بشأن الصومال أنّ الأسلحة تُهرّب إلى بونتلاند، إمّا على متن سفن كبيرة تسافر من مكران في إيران عبر المحيط الهندي، وإمّا في قوارب أصغر من اليمن.

وتسعى إيران إلى إنشاء تحالفات موازية مع الجماعات المسلحة السنّية والشيعية في المنطقة "وخاصة حركة الشباب والحوثيين" لتعزيز نفوذها هناك. 

ومن خلال تطوير جناحين عسكريين في المنطقة، سيكون الوجود الإيراني قادراً على تحمل أيّ ضغوط تواجهه، على عكس أيٍّ من القوى الإقليمية الأخرى. وتأمل إيران في توسيع نفوذها من الصحراء الكبرى إلى الساحل الصومالي، عبر خليج عدن ومضيق باب المندب، حيث سيوفر هذا طريق نقل لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنظمات المسلحة والحكومات في أفريقيا، وسيسمح لإيران بزيادة وجودها في المناطق البحرية المهمة مثل البحر الأحمر




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية