
بعد الحكم بالاعدام على قتلة السياسي التونسي المعارض للإخوان محمد البراهمي، سارعت حركة النهضة الإخوانية بنشر بيان تزعم فيه براءتها من عملية الاغتيال، وادعت الحركة، في بيانها الصادر الخميس، أنها "كانت أكبر متضرّر من الاغتيالات السياسية".
وادعت أنها "طالبت مرارا بالتعجيل بالبتّ في هذه القضايا، خاصة أنّ العناصر الإجرامية، التي خططت ونفّذت عمليات الاغتيال تم القبض عليها في وقت وجيز عندما كانت الحركة مشاركة في الحكومة".
يأتي ذلك في وقت طالب فيه التونسيون بضرورة أن لا تقتصر المحاسبة على "من نفذ الاغتيالات فقط"، بل يجب محاسبة من خطط لذلك ومن تساهل معهم، في إشارة إلى حركة النهضة، التي كانت تتولى الحكم حينها وخلفياتها المتشددة.
كما يرى مراقبون أن للمشهد السياسي التونسي أن قضية اغتيال البراهمي تنقسم إلى عدة ملفات، وهي مجموعة التنفيذ، والرصد والاستقطاب، والجهاز السري (للإخوان)، ومجموعة التخطيط.
إيمان قزارة أكدت أن الجهاز السري للإخوان هو الجهة المدبّرة لاغتيال البراهمي واتهمت زعيم الإخوان راشد الغنوشي بالوقوف وراء العملية
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أرسلت وثيقة إلى تونس تتضمن تحذيرا بإمكانية استهداف المعارض محمد البراهمي، وذلك في 15 تموز / يوليو 2013، أي قبل 10 أيام فقط من تنفيذ العملية.
وسبق أن اعترف وزير الداخلية التونسي الأسبق لطفي بن جدو بأن الوزارة كانت على علم مسبق بعملية الاغتيال، من خلال امتلاكها وثيقة وردت إليها من وكالة استخبارات أجنبية قبل الحادثة بـ11 يوماً.
وفي 25 تموز / يوليو 2013 استُهدف محمد البراهمي مؤسس حزب التيار الشعبي بـ14 طلقة نارية أمام منزله بضواحي العاصمة، 6 منها اخترقت الجانب العلوي من جسده، و8 طلقات أصابت قدمه اليسرى، في حادثة مروعة جرت على مرأى ومسمع من زوجته وأبنائه.
كما أكدت عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد إيمان قزارة، في تصريحات سابقة، أن الجهاز السري للإخوان هو الجهة المدبّرة لاغتيال البراهمي، متهمة زعيم الإخوان راشد الغنوشي بالوقوف وراء العملية.
وأكدت قزازة، في تصريح لموقع "العين الإخبارية"، أن ملف الجهاز السري، الذي مثل بشأنه أمام القضاء 37 شخصا، وجهت لهم 18 تهمة، من بينهم رئيس الحكومة السابق الاخواني علي العريض والغنوشي ومحمد الغمري، وهو وسيط بين قيادات سلفية تابعة لتنظيم "أنصار الشريعة" المحظور وحركة النهضة.