مدارس الإخوان تواجه خطر الإغلاق في فرنسا... الضربات تتلاحق

مدارس الإخوان تواجه خطر الإغلاق في فرنسا... الضربات تتلاحق

مدارس الإخوان تواجه خطر الإغلاق في فرنسا... الضربات تتلاحق


27/02/2025

في ضربة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين أعلنت فابيان بوتشيو، حاكمة منطقة أوفيرن رون ألب، في كانون الثاني (يناير) الماضي، عن إنهاء عقود الشراكة الثلاثة  التي كانت تربط الدولة بجزء من المدرسة الإعدادية وقسم المدرسة الثانوية بأكمله في مدرسة الكندي التي تقع في ديسين شاربيو، في منطقة ليون الحضرية، وهي عقود كانت سارية منذ عام 2012. 

وسوف يُطبق هذا القرار، الذي يمثل نهاية الإعانات لهذه المؤسسة، التي تضم أكثر من (620) طالباً، من المرحلة الابتدائية إلى السنة النهائية، اعتباراً من 1 أيلول (سبتمبر) العام 2025.

وبدوه وصف محامي الإخوان الحكم بقوله: "إنّها صدمة عنف كبيرة للمسلمين في بلادنا". وبذلك تكون مدرسة الكندي هي آخر مدرسة ثانوية إسلامية خاصّة، يسيطر عليها الإخوان، تفقد تعاقدها مع السلطات العامة منذ انتهاء العقد الذي كان يربط ثانوية ابن رشد في مدينة (ليل) بالدولة، نهاية عام 2023. وصادقت المحكمة الإدارية بمدينة (ليل) للمرة الثانية في 22 تمّوز (يوليو) 2024، في إجراءات موجزة، على إنهاء العقد الذي أبرمته الدولة مع المدرسة الثانوية الإسلامية الرئيسية في فرنسا، مؤكدة بذلك انتهاء الدعم العام. ولم يتبقَّ الآن سوى صف دراسي واحد من الصف الثانوي متعاقد مع الدولة في مدرسة بمرسيليا.

 مدرسة الكندي هي آخر مدرسة ثانوية إسلامية خاصّة، يسيطر عليها الإخوان، تفقد تعاقدها مع السلطات العامة

مدارس الإخوان وعدم الشفافية

وفي حكمها، بررت المحكمة قرارها بسلسلة من الإخفاقات والغموض التي لوحظت أثناء التفتيش الأكاديمي، بعد فحص مفاجئ في 4 نيسان (أبريل) الماضي. وهي عملية التفتيش الخامسة في (8) أشهر، من بين (11) عملية تفتيش في (10) أعوام، كما أشار حكيم شرقي، المؤسس المشارك لمجموعة مدارس الكندي والمحامي في نقابة المحامين.

وعليه، فإنّه بعد إنهاء عقود مدرسة ابن رشد في مدينة (ليل) في كانون الأول (ديسمبر) 2023، وتأكيد الحكم في تمّوز (يوليو) 2024، شهدت مؤسسة الكندي في ديسين (رون) إنهاء جميع عقودها من قبل المحافظ في كانون الثاني (يناير) 2025. 

وحتى الآن لا يوجد سوى فصل ثانوي واحد للمسلمين تحت العقد، هو فصل ابن خلدون في مرسيليا، الذي في الواقع لديه واحد من فصوله الثانوية الـ (4) تحت العقد، حسبما أخبرت المؤسسة وكالة الأنباء الفرنسية في 27 كانون الثاني (يناير) 2025. 

هذا التغيير من جانب الدولة جاء من أجل تطوير التعليم الإسلامي، بعد فشل الخطوات التي اتخذت في عهد نيكولا ساركوزي، من أجل تجنب الانفصالية، وهو الفشل الذي استمر في عهد فرانسوا هولاند.

 رئيس الجمهورية الفرنسية بالفترة من 16 مايو 2007 حتى 15 مايو 2012: نيكولا ساركوزي

تكريس العزلة والانفصالية 

بدورها، أجرت مؤسسة AEF info مقابلات مع العديد من الباحثين المتخصصين في الإسلام السياسي، وجاءت تحذيرات بوجود نهج انفصالي، يزعم الحفاظ على الهوية الإسلامية، ويكرّس لعزلة الطلاب المسلمين، ومن ثم السيطرة عليهم وتوجيههم نحو إيديولوجيا محددة.

جدير بالذكر أنّه في كانون الأول (ديسمبر) 2023 واجهت مدرسة أفيروس الثانوية في (ليل) المصير نفسه، بعد أن لوحظ الخط الانفصالي نفسه داخل مناهجها.

وبحسب مراقبين، فإنّ قيام الدولة بفك الارتباط مع ثانوية ابن رشد في (ليل) في كانون الأول (ديسمبر) 2023، ثم مجموعة مدارس الكندي في (ليون) في كانون الثاني (يناير) 2025، أفقد جماعة الإخوان المسلمين قدراً هائلاً من التمويل والاعتراف بالمؤسستين الرائدتين للتعليم الإسلامي الخاص، كأذرع للهيمنة على عقول الطلاب المسلمين. وفي الحالتين سلطت السلطات الضوء على قرب المؤسسات التعليمية الإخوانية من حركة الإخوان المسلمين ومخالفتها لكل قيم الجمهورية.

بالنسبة إلى هاتين المؤسستين، فإنّ الأمر يتعلق بوقائع موت مُتنبأ به؛ لأنّ نهاية العقد الذي تمول بموجبه الدولة رواتب المعلمين، مقابل الالتزام ببرامج التعليم الوطني، أصبح لاغياً. وكذلك نهاية الإعانات التي تقدمها السلطات المحلية لمدارس الإخوان يعني تجفيف منابع مالية غير قابلة للتعويض. وما لم يتم زيادة الرسوم الدراسية بشكل كبير أو العثور على موارد أخرى، فلن يكون أمام هذه المؤسسات، التي تصنف الآن على أنّها "خارج العقد"، أيّ خيار سوى إغلاق أبوابها. 

وكان رئيس الاستخبارات الإقليمية، بيرتراند شامولود، قد أكد في وقت سابق أنّ الانفصالية الإسلامية التي تكرسها مدارس الإخوان ومؤسساتهم الثقافية، تشكل الخطر الرئيسي على اللحمة الوطنية. وذلك في مقابلة مع صحيفة (لوموند)، حين دق ناقوس الخطر، قائلاً: إنّ جماعة الإخوان المسلمين تنشط في كل أنحاء فرنسا.

وأكد أنّه من المفترض أن يكون الهدف على المدى الطويل هو جعل فرنسا وأوروبا أرضاً للأمن، لا للإسلام السياسي، وأكد أيضاً أنّ الجماعة تهدف إلى أسلمة أوروبا حسب مفاهيمها، وجعلها متوافقة مع الشريعة الإسلامية، حيث يمكن إعلان الخلافة، كما أشار رئيس الاستخبارات الإقليمية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية