
أكد الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية كريم شفيق أنّ جماعات الإسلام السياسي لها آليات لتحقيق فكرة الطاعة، وتخلق دائماً سرديتها الخاصة لشحن وتعبئة جمهورها.
وقال شفيق في برنامج حواري عبر شاشة (القاهرة والناس): إنّ جماعات الإسلام السياسي لا تقبل فكرة النقد والاعتراف بالهزيمة، مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس، موضحاً أنّ فكرة النصر لتيارات الإسلام السياسي قائمة على أنّهم أمام حدث، لكن هناك فئة مؤمنة تواجه فئة هالكة، ودائماً ما يواجهون الخصم والأخر وهو العدو للإيمان وجماعة المستضعفين.
وشدد على أنّ هناك محاولة لاستعارة أيّ نصر، والاحتجاج على حالة الإفلاس والضعف الذي تعانيه جماعات الإسلام السياسي.
جماعات الإسلام السياسي لا تقبل فكرة النقد والاعتراف بالهزيمة مثل الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس.
وكان الكاتب نفسه قد تناول في ورقه بحثية كيفية توظيف الإخوان المسلمين في مصر خطاب المظلومية منذ مرحلة التأسيس حتى سقوط نظام المرشد في ثورة 30 حزيران (يونيو) عام 2013.
وعاد شفيق إلى كتب سيد قطب التي استعانت بها الجماعة في تكريس ما يُسمّى "أدبيات المحنة". وقسّم دراسته إلى (4) أقسام: أوّلاً خطاب "المظلومية" لدى الإخوان. ثانياً: القطبية والتأسيس الثاني. ثالثاً: الإخوان بعد "ثورة تموز (يوليو) 1952. رابعاً: توظيف فكرة الجاهلية في الصراع مع الدولة.
وخلص الباحث إلى أنّ خطاب المظلومية ظل يقوم بوظائفه على المستوى الحركي والتنظيمي. فمن ناحية توافرت له شروط المقدّس لإحداث العصمة تجاه كوادر وقيادات التنظيم الذي سيظل "الجماعة الربانية". ومن ناحية أخرى سيتمكن من توليد شعور أو بالأحرى طاقة العنف للحفاظ على "الفرقة الناجية". وهذه المجموعة التي تصل إلى أقصى درجات الأدلجة والتعبئة تواصل صداماتها العنيفة مع السلطة في حالة من العنف والعنف المضاد، إذ يتحول المظلوم، في ظل هذه الوتيرة الصعبة، إلى أداة للقتل المقدّس.