رغم فشلهم في تدارك الهزيمة.. إخوان المغرب يبدون تفاؤلا مفرطا بالفوز مجددا

رغم الأزمات التي يتخبط فيها، وتراجع شعبيته بسبب فشله في الإيفاء بوعوده الانتخابية خلال توليه السلطة، أبدى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي ''البيجيدي" عبدالإله بنكيران تفاؤلا يبدو مفرطا بتصدّر حزبه الانتخابات المقبلة.

فقد اعتبر أمين عام "البيجيدي'' خلال لقاء نظمه الحزب الأحد أن حكومة عزيز أخنوش "انتهت سياسيا"، مضيفا أنها "تراهن على الانتخابات المقبلة وتتجه إليها مرتاحة"، وقال إنه تراجع عن اعتقاده بأن حزبه لن يتصدر الاستحقاق الانتخابي القادم، في أوضح مؤشر على أنه يتطلع إلى العودة إلى السلطة من بوابة الانتخابات المقرر إجراؤها في العام 2026.

ودعا بنكيران، بحسب ما نقل موقع "ميدل ايست أونلاين"، أعضاء حزبه إلى "التعبئة والتواصل مع الناس وتوعيتهم"، حاثا إياهم على "وضع المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة نصب أعينهم"، مضيفا أن "عدم التصويت يعتبر بمثابة تصويت لصالح الفاسدين".

وينظر إلى "البيجيدي" على أنه لم يستوعب الدرس من الهزيمة المدوية التي أخرجته من الحكم، باعتباره لم يجر أي مراجعات، فيما دأب بنكيران على مهاجمة الحكومة الحالية بمناسبة أو من دونها.

تتضاءل فرص "البيجيدي" في ترميم هزيمته الانتخابية بالنظر إلى الأزمة المالية بالإضافة إلى التصدعات الداخلية والانشقاقات

وتكبد حزب العدالة والتنمية هزيمة مدوية في الانتخابات النيابية 2021 متراجعا إلى المرتبة الثامنة، بينما لم يتعد عدد المقاعد التي تحصل عليها 12 مقعدا، بعدما كان متصدرا في انتخابات 2016 بـ125 مقعدا.

وقال الأمين العام، الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، إن "القيادة المركزية لحزب العدالة والتنمية تقوم بدورها على أكمل وجه"، معتبرا أن "المجموعة النيابية تتصدر المشهد السياسي رغم أن أغلب أعضائها جدد".

ويرى متابعون للشأن المغربي أن "صلاحية بنكيران قد انتهت ويفترض التفكير جديا في استبداله"، بينما يتمسك بمنصبه، ويرفض التنحي معتبرا أن المرحلة لا تستوجب انسحابه.

هذا وتتضاءل فرص "البيجيدي" في ترميم هزيمته الانتخابية، بالنظر إلى الأزمة المالية التي يعاني منها بالإضافة إلى التصدعات الداخلية والانشقاقات، ما كشف عن هشاشة الوضع التنظيمي للحزب.

ولم يقدم "البيجيدي" طيلة الفترة الأخيرة أي برامج إصلاحية أو مقترحات عملية من شأنها أن ترمم شعبيته المنهارة، بينما فتح بنكيران أكثر من جبهة مواجهة سواء داخل حزبه أو مع شخصيات حكومية من بينها وزير العدل عبداللطيف وهبي ووزير الأوقاف أحمد التوفيق إضافة إلى شخصيات حزبية علمانية.