عقوبة صارمة لطالب مغربي هدد كاتبا بالذبح على مواقع التواصل

عقوبة صارمة لطالب مغربي هدد كاتبا بالذبح على مواقع التواصل

عقوبة صارمة لطالب مغربي هدد كاتبا بالذبح على مواقع التواصل


25/01/2025

قرر القضاء المغربي إدانة شاب بالسجن النافذ، بسبب تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي يهدد فيه ناشطا حقوقيا معروفا بالمملكة بالذبح بسبب حديثه عن إرث المرأة في الإسلام، إذ تبدي السلطات حزما ضد دعوات العنف والتحريض وخطاب الكراهية التي باتت مواقع التواصل فضاء لها في العديد من الدول وتهدد السلم الاجتماعي.

ونقلت وسائل إعلام مغربية أن الشاب طالب في إحدى الجامعات وكتب تعليقا "هذا خاصو الذبح" أي (يستحق الذبح) على مقطع فيديو يظهر فيه الكاتب والناشط الأمازيغي أحمد عصيد يتحدث عن الإرث في ظل النقاش الدائر في المغرب حول تعديل مدونة الأسرة ومطالب المنظمات الحقوقية بضرورة إنصاف المرأة في الإرث.

وذكر المحامي بهيئة الدار البيضاء عبدالرحمن الباقوري أن السلطات رصدت التعليق واعتبرته تهديداً صريحاً يستدعي المساءلة.

ومثل الطالب الأسبوع الماضي، أمام غرفة الجنايات المكلفة بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بالعاصمة الرباط التي أصدرت في حقه حكما بالسجن لمدة سبع سنوات.

من جانبه، تعاطف الناشط أحمد عصيد مع الشاب الذي هدده وحكم بسبع سنوات وألقى باللوم على “الدعاة والقياديين السياسيين واليوتوبرز الذين لا يتوقفون عن اعتبار كل من خالفهم في الرأي حول مدونة الأسرة أو غيره ‘عدوا للإسلام‘ ومسخرا من الخارج لهدم الأسرة المغربية.”

وكتب عصيد على صفحته الرسمية في فيسبوك “يؤلمني أن يحاكم طالب شاب بسبع سنوات سجنا بسبب تدوينة إرهابية، ليس لأن ما فعله يمكن تبريره أو قبوله، بل لأنه في الحقيقة ضحية لكل هؤلاء.”

وأكد عصيد أنه لم يتقدم بأيّ شكوى للأمن ضد الشاب، “إلا أن الأجهزة الأمنية المغربية تتوفر حاليا على مرصد إلكتروني ذكي لرصد المواقف والتدوينات التي يطبعها الغلو والدعوة إلى ارتكاب جرائم والاعتداء على الغير، ما يجعل النيابة العامة تتحرك ضد مرتكبي هذا النوع من الأخطاء.”

وتفاعل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع الحادثة، مؤيدين ما قاله عصيد ومؤكدين في نفس الوقت على محاسبة أي شخص يهدد ويدعو إلى العنف على خلفية إبداء الرأي خصوصا في القضايا الاجتماعية، معتبرين أنه لا يمكن التسامح مع هؤلاء.

أحمد عصيد: لم أضع أيّ شكاية بالطالب الذي حكم بـ7 سنوات سجنا… ولقد حذرت سابقا الشباب من نشر تدوينات أو تعاليق تحريضية!

تجب الحيطة والحذر قبل نشر أي محتوى تحريضي.

وأكد آخر رفضه للتهديد والتخوين:

محكمة الرباط أدانت شخصًا بالسجن 7 سنوات بسبب تعليق على أحد مواقع التواصل توعد فيه الكاتب الأمازيغي أحمد عصيد بـ”النحر”. للأسف بعض العقول على مواقع التواصل لا تعرف سوى لغة العنف اللفظي بدل النقاش، وكأن الاختلاف في الرأي تصريح مفتوح بالتهديد والتخوين.

أوافقك الرأي يا عصيد.

ودعا العديد من الناشطين إلى عدم التغاضي عن الأشخاص الذين يستخدمون هذا الخطاب الخطير على السلم الأهلي.

تغاضى الكثيرون عن الحكم الصادر في حقِّ شخصٍ علَّق بعبارة تبيح الذبح في حق الأستاذ أحمد عصيد. وتعامل آخرون بسخرية مع الأمر. وفي الحالتين، التغاضي أو السخرية، هذا يعكِس حالة التسامح مع العنف، والإرهاب، اللفظي على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل مقرف في الحسابات المغربية، كلما قرأ أحدهم منشورًا أو خبرا لا يروق له، تجاهل الفكرة تمامًا وبدأ في الهجوم على صاحبه، يشخصن، يخوّن، يحاسب النوايا، ويوزع الاتهامات والتهديدات المجانية.

متى نتعلم أن النقاش فكري وليس عدائيًا؟ متى ندرك أن العنف اللفظي لا يُنتج أبطالًا، بل متهمين خلف القضبان؟

متى نتعلم أن النقاش الحضاري يعني احترام الفكرة واختلافها بدلًا من شخصنتها؟ متى نفهم أن تهديد الآخر ليس رأيًا حرًا بل جريمة؟

للأسف البعض يترك فكرة المنشور ويطلق العنان لعنترياته في توعد صاحبه، ولا يدرك أن حرية التعبير تتوقف عند حدود القانون، إلا عندما يجد نفسه خلف القضبان.

وكان الكاتب والناشط الأمازيغي قد اشتكى من انتشار تعليقات وفيديوهات عبر الانترنت تهدده بسبب آرائه المثيرة للجدل سواء المتعلقة بالدين أو الثقافة الأمازيغية.

ودعا أحمد عصيد إلى الإسهام في النقاش العمومي بالتعبير عن الأفكار والمواقف بشكل سلمي، وعدم “الوقوع في فخ المحرضين الكبار، الذين يسكنون في فيلات وشقق فخمة، ويسوقون السيارات الفارهة، ويوقعون بأبناء المغاربة البسطاء في السجون.”

العرب




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية