
بعد اندلاع الحرب في غزة قبل نحو عام، ظهرت جماعة مسلحة عراقية جديدة تحت اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهو التركيب الذي بات يُستخدم للإشارة إلى الفصائل المسلحة العراقية المدعومة من إيران، حيث إنها توحدت للعمل ضد المصالح الغربية والإسرائيلية في المنطقة بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي.
المقاومة الإسلامية في العراق" هو مصطلح شامل يتطابق مع التسمية التي استخدمتها سابقًا كل الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران لوصف نفسها، ووضعتها غالبًا قبل أسماء جماعاتها المحددة.
بالإضافة إلى ذلك، لم تصدر المجموعات الرئيسية مثل "كتائب حزب الله" بيانات منفصلة أو متنافسة لإعلان مسؤوليتها عن هجمات في مناطق عملياتها المعتادة (مثل قاعدة عين الأسد). لذلك، من المرجح جدًا أن تعتبر جماعات مثل "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب سيد الشهداء"، نفسها جزءًا من "المقاومة الإسلامية في العراق".
ظهرت الجماعة ككيان لأول مرة في 17 تشرين الأول / أكتوبر 2023، عندما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات استهدفت القواعد الأمريكية في كل من العراق وسوريا، وفقا لما ذكره موقع شبكة "بي بي سي".
الغاية من تشكيل هذه الجبهة أن يتم السماح لمختلف ميليشيات المقاومة العراقية بشن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا تحت مظلة واحدة
وفي الأيام الأخيرة، صعّدت من هجماتها ضد إسرائيل، حيث تمكنت من التسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، كان آخرها ما تمَّ باستخدام طائرة مسيرة استهدفت قاعدة عسكرية شمال الجولان، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 23 آخرين.
ويقول خبراء الحركات المسلحة أن المقاومة الإسلامية" في العراق هي "خليط من الميليشيات، تضم: كتائب حزب الله، وكتائب سيد الشهداء، وحركة النجباء، إضافة لأنصار الله الأوفياء"، وأن "الفصيل الأخير هو تنظيم صغير" يوجد في مناطق سيطرة "كتائب حزب الله"، وأن "علاقتهما وثيقة مع بعضهما بعضا".
هذه الفصائل المشار إليها هي من شكلت النواة الصلبة لهذه الجبهة تحت إدارة "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، ما يعني أن "المقاومة الإسلامية" في العراق تعمل مباشرة تحت إشراف الـ"فيلق"، وهي في ذلك تتباين في تفاصيل معينة ودقيقة مع "عصائب أهل الحق" و"منظمة بدر" رغم كونهما جزءا مما يعرفُ بـ"محور المقاومة".
ويبدو أن تأسيس جبهة "المقاومة الإسلامية" يأتي لتحقيق عدة أهداف، أحدها التعمية الإعلامية والأمنية، حتى لا يتحمل فصيل واحد مسؤولية الهجمات ضد القوات الأميركية، وأيضا لكي يكون هنالك تنسيق وعمل أكثر كفاءة وإضراراً، وهو أمرٌ قد يوسع من دائرة أعمال العنف والإرهاب، وفقا لـ"العربية نت".
"معهد واشنطن"، من جهته، وفي تحليل نشره بعنوان "لمحة عامة: المقاومة الإسلامية في العراق"، أعده الباحثان حمدي مالك ومايكل ناتس، ذكرا فيه أن الغاية من تشكيل هذه الجبهة، أن يتم "السماح لمختلف ميليشيات المقاومة العراقية بشن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا تحت مظلة واحدة"، كما أن استخدام تسمية عامة، تأتي بوصفها "الامتداد الأقصى" لـ"استراتيجية الواجهة" التي اتبعتها إيران ووكلاؤها منذ عام 2019، لـ"تجنب المساءلة عن الهجمات على الأميركيين".